دخول 45 ألف إثيوبي الأراضي السودانية

قوات أمهرة الخاصة تمر قريباً من دبابة معطوبة (أ.ف.ب)
قوات أمهرة الخاصة تمر قريباً من دبابة معطوبة (أ.ف.ب)
TT

دخول 45 ألف إثيوبي الأراضي السودانية

قوات أمهرة الخاصة تمر قريباً من دبابة معطوبة (أ.ف.ب)
قوات أمهرة الخاصة تمر قريباً من دبابة معطوبة (أ.ف.ب)

وصل عدد الإثيوبيين الذين دخلوا السودان خوفاً من القتال الدائر في تيغراي نحو 45 ألف لاجئ منذ اندلاع القتال بين القوات الفيدرالية وقوات «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي»، التي تسيطر على الإقليم، وتوقعت منظمات أممية ارتفاع أعداد اللاجئين إلى 100 لاجئ حال استمرار القتال. وقالت صحيفة «سودان تريبيون»، إن معسكر «حمداييت» المؤقت (300 كيلو شرق القضارف)، على الحدود المشتركة بين السودان وإثيوبيا وإريتريا، استقبل أول من أمس 1400 لاجئ، وأن السلطات المعنية أكملت نقل 7 أفواج من المعسكر المؤقت إلى معسكر يحمل اسم «أم راكوبة» تم تخصيصه لإيواء الإثيوبيين بعيداً عن الحدود، وبذلك بلغ عدد الذين نقلوا إلى المعسكر نحو 7440 لاجئ.
وأول من أمس، تعهد رئيس هيئة الأركان السوداني الفريق أول محمد عثمان الحسين، بعدم التدخل في النزاع، ووصف ما يحدث في الجارة إثيوبيا بـ«الشأن الداخلي»، بيد أنه أكد أن قواته تتابع ما يدور هناك بالقرب من الحدود الدولية للبلاد، وقال إن مسؤولية القيادة العسكرية السودانية في المنطقة الشرقية مسؤولة عن المحافظة على الحدود، ومنع كل تهديد للأمن. وشدد مسؤول عسكري على إبقاء الحدود مفتوحة بوجه الفارين من الحرب في إقليم تيغراي، في وقت دعا فيه قائد القوات البرية الفريق ركن عصام محمد حسن كرار، المنظمات الدولية والإقليمية، تجاه اللاجئين الإثيوبيين، ونقلت عنه «سودان تربيون» قوله: «نحن لن نغلق الحدود في وجه اللاجئين، رغم الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمساحات الزراعية»، وأضاف: «من يأتينا مستنجداً سيجدنا أمامه».
وقالت محطة إذاعة «فانا» الإثيوبية الرسمية، أمس الاثنين، إن قوات «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» الإثيوبية دمرت مطاراً في مدينة أكسوم، بعد أن أمهلتهم القوات الاتحادية 72 ساعة للاستسلام. وقال دبرصيون جبراميكائيل زعيم الجبهة لـ«رويترز»، إن المهلة كانت ستاراً من أجل السماح للقوات الحكومية بإعادة تجميع صفوفها بعد الهزائم التي منيت بها على ثلاث جبهات، حسب وصفه. ولم تصدر عن الجانبين أي ردود فورية على تعليقات الطرف الآخر. ومن الصعب التحقق من صحة المزاعم لانقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية.
وحثت الأمم المتحدة، إثيوبيا، أمس الاثنين، على ضمان حماية المدنيين، بعد يوم من إمهال رئيس الوزراء آبي أحمد قوات إقليم تيغراي 72 ساعة للاستسلام قبل شن هجوم عسكري على ميكيلي عاصمة الإقليم. ولقي مئات، وربما آلاف، حتفهم في القتال الذي اندلع في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) بين القوات الاتحادية الإثيوبية وقوات إقليم تيغراي، ما أدى إلى فرار عشرات الآلاف إلى السودان المجاور. وقالت كاثرين سوزي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في إثيوبيا لـ«رويترز»، إنها تأمل ضمان سلامة وأمن موظفي الإغاثة و«حماية أكثر من 525 ألف مدني (غير مقاتلين) يعيشون في ميكيلي». كما طالبت «بحماية كل البنية التحتية المدنية مثل المرافق الصحية والمدارس وشبكات المياه... ذات الأهمية المدنية». وقالت لجنة الطوارئ التابعة للحكومة في بيان على «تويتر»، «المقاتلون من نسائنا ورجالنا أبدوا اهتماماً كبيراً بحماية المدنيين من الأذى أثناء عملية إنفاذ القانون التي يقومون بها في تيغراي حتى الآن». وأطلق متمردو إقليم تيغراي صواريخ على إقليم أمهرة المجاور، وأيضاً عبر الحدود على إريتريا.
كان آبي أحمد قد أمهل الأحد قوات إقليم تيغراي 72 ساعة للاستسلام، قبل أن يبدأ الجيش هجوماً على ميكيلي. وقال آبي في رسالة نشرت على «تويتر»، «ندعوكم للاستسلام سلمياً في غضون 72 ساعة... أنتم في مرحلة اللاعودة».
ولم تلق النداءات الدولية للوساطة من الأمم المتحدة ومن مختلف أنحاء أفريقيا وأوروبا آذاناً صاغية حتى الآن. وتقول الجبهة الشعبية إن آبي «غزا» إقليم تيغراي من أجل السيطرة عليه، وإنه يلحق الضرر بسكان الإقليم «بلا رحمة». وأضاف زعيم الجبهة في رسالة نصية إلى «رويترز»، اليوم الاثنين، «نحن أصحاب مبادئ ومستعدون للموت دفاعاً عن حقنا في إدارة إقليمنا».



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.