حزب معارض يطالب البرلمان التونسي بتصنيف «الإخوان» تنظيماً إرهابياً

يخوض منذ أيام اعتصاماً مفتوحاً أمام مقر «اتحاد علماء المسلمين»

حزب معارض يطالب البرلمان التونسي بتصنيف «الإخوان» تنظيماً إرهابياً
TT

حزب معارض يطالب البرلمان التونسي بتصنيف «الإخوان» تنظيماً إرهابياً

حزب معارض يطالب البرلمان التونسي بتصنيف «الإخوان» تنظيماً إرهابياً

تقدمت كتلة «الحزب الدستوري الحر» (المعارض) الذي تتزعمه عبير موسي، أمس، بمشروع لائحة إلى رئاسة مجلس البرلمان التونسي، بقيادة راشد الغنوشي، رئيس حركة «النهضة»، تهدف إلى إصدار البرلمان موقفاً «يعتبر التنظيم الدولي لجماعة (الإخوان المسلمين) تنظيماً إرهابياً».
ودعت موسي التي تنتقد توظيف الدين في السياسة، في إشارة إلى حركة «النهضة»، الحكومة إلى تصنيف «الإخوان» منظمة محظورة، وسحب هذا التصنيف على كل جمعية، أو أي حزب سياسي له ارتباط بها، واتخاذ الإجراءات القانونية ضده. كما اتهم «الحزب الدستوري الحر» قيادات من حركة «النهضة» بوقوفها وراء تأسيس فرع تونس لـ«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، بهدف تنظيم أنشطة دعوية، معتبرة أن ذلك «يعد مخالفة صريحة لقانون الجمعيات الذي يمنع ازدواج المسؤوليات الحزبية والجمعوية».
ودخل «الحزب الدستوري الحر» منذ 8 أيام في اعتصام مفتوح أمام مقر «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» (فرع تونس) بالعاصمة التونسية، للمطالبة بطرد هذه المنظمة، باعتبارها تابعة للحركة العالمية لـ«الإخوان المسلمين»، معتبراً أن وجود هذا الفرع في تونس «مناقض لمبادئ النظام الجمهوري، ويمثل مصدراً لجلب التمويل بطرق غير شرعية».
وسبق أن دعت موسي في تصريحات سابقة إلى وقف أنشطة فرع تونس لـ«اتحاد علماء المسلمين» المدعوم من قطر، على خلفية ارتباطه بقيادات حركة «النهضة»، على حد تعبيرها. وقالت إن حزبها سيواصل خوض معركته في البرلمان، بهدف «فضح الأجندات الخطيرة التي تسعى إلى التغطية على النشاط المشبوه لـ(الاتحاد)، وإظهار من يتمسك بكشف الحقيقة في صورة عدو للإسلام»، على حد قولها.
وتخوض موسي، القيادية السابقة في حزب «التجمع الدستوري الديمقراطي» المنحل، حرباً مفتوحة ضد من تعتبرهم ممثلين للإسلام السياسي في تونس. وبعد الإعلان عن نتائج انتخابات 2019 رفضت المشاركة في الحكومة بحجة أنها تضم عناصر من حركة «النهضة» الإسلامية التي تعتبرها ممثلة لحركة «الإخوان» في تونس، وهو ما ترفضه قيادات حركة «النهضة» التي تؤكد باستمرار أنها حزب مدني يفصل بين الجانب السياسي والدعوي.
وسبق لموسي أن حاولت سحب الثقة من الغنوشي، رئيس البرلمان ورئيس حركة «النهضة»، بتهمة خدمة أجندات قطر وتركيا، بعد إبرامه اتفاقيات تجارية ومالية اعتبرتها «مشبوهة»، غير أن محاولتها باءت بالفشل بسبب عدم توفر الأغلبية المطلقة.
في المقابل، قال نور الدين البحيري، القيادي في حركة «النهضة» إن عبير موسي «ليست إلا صورة مشوهة من ليلى الطرابلسي (زوجة بن علي) الطامعة في العودة للحكم والسلطة، بدعم من قوى الثورة المضادة داخلياً وإقليمياً ودولياً»، مضيفاً أنه «من المؤسف تسجيل أن بعض مؤسسات الدولة المؤتمنة على حماية الدستور، وسيادة الدولة واستقلالها ووحدتها، وبعض الكتل البرلمانية والأحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية التي لا تخفي انحيازها للثورة ودفاعها على الانتقال الديمقراطي، لم تستوعب حتى هذه اللحظة الأبعاد الحقيقية لما تمارسه عبير موسي من تمرد على مؤسسات الدولة، وإصرار مَرَضي على بث الفوضى، وتحريض على الأحقاد والتباغض، ودفع البلاد نحو التحارب».
وأكد البحيري أن «عدم وعي هذه المؤسسات والأطراف السياسية بمرامي انتقال عبير موسي في تنفيذ مخططها من فضاءات البرلمان التونسي إلى الشارع، وآخرها أمام مقر منظمة دولية تنشط في بلادنا (اتحاد علماء المسلمين)، طبق أحكام الدستور والقانون والاتفاقيات الدولية، ليس استهدافاً للغنوشي و(النهضة) و(اتحاد علماء المسلمين) فحسب؛ بل طمعاً في العودة للحكم والسلطة، تحت ستار محاربة (النهضة) والغنوشي، وهؤلاء ليسوا إلا قميص عثمان والشجرة التي تخفي الغابة»، على حد تعبيره.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.