اعتقال 5 طلاب من بير زيت بـ«تهريب أموال» عبر تركيا

TT

اعتقال 5 طلاب من بير زيت بـ«تهريب أموال» عبر تركيا

أصدرت أجهزة الأمن الإسرائيلية بياناً لها، أمس الاثنين، ادعت فيه أنها ألقت القبض على شبكة تابعة لـ«حماس» أقامت خط تهريب أموال من تركيا عبر بطاقات ائتمان تنقل من غزة إلى رام الله، وقالت إن الغرض من هذا النشاط، وفقاً لاعترافات المعتقلين، «تمويل نشاطات إرهابية ضد إسرائيل».
وقالت أجهزة الأمن الإسرائيلية، إن أفراد الشبكة هم خمسة طلاب في جامعة بير زيت، تم اعتقالهم وجميعهم نشطاء في «حماس»، وكانوا على اتصال مع كبار مسؤولي الحركة المقيمين في تركيا.
وجاء في البيان، أنه «في حملة مشتركة لقوات جيش الدفاع و«الشاباك» (المخابرات العامة)، تم إحباط الشبكة بعد بضعة شهور من مراقبة عملها ومتابعتها».
وقال البيان إن قائد هذه الخلية هو عبد الرحمن حمدان (21 عاماً)، من سكان رام الله. وتضم في عضويتها أيضاً كلاً من: عبد الرحمن صباح جودة علوي (21 عاماً)، من سكان قرية دير جرير، شمال شرقي مدينة رام الله، وبركات رائد بركات مالكي (22 عاماً)، من سكان مخيم الجلزون للاجئين، ويحيى صادق سميح قاروط (21 عاماً)، من سكان أكتابا في طولكرم، وحمزة عبيد عبد الراكم زلوم (20 عاماً)، وهو يحمل بطاقة مقيم في إسرائيل كونه من سكّان قرية سميراميس، المعدودة من ضواحي القدس الشرقية المحتلة.
وحسب الرواية الإسرائيلية، فإن عملية تحويل الأموال تمت على النحو التالي: يقوم مصدر ميداني بنقل طلب لتمويل نشاط معيّن للكتلة الإسلامية، فتقوم هيئات التوجيه في تركيا بإعطاء الموافقة، وتصدر تعليمات للمسؤولين في مقر «حماس» في القطاع بتحويل الأموال.
ويتم تحويل الأموال عن طريق بطاقات الائتمان من خلال أشخاص مرسلين دخلوا إسرائيل لتلقي العلاج الطبي. وتقوم المصادر الميدانية بسحب الأموال عبر بطاقات الائتمان عن طريقة أجهزة الصرف الآلي في رام الله تحت ستار «تمويل نشاطات حماس في الكتلة الإسلامية». وقد أدلى عدد من الموقوفين بتنفيذ عمليات إطلاق نار تجاه مستوطنين إسرائيليين وقوات جيش الاحتلال في المنطقة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.