بيلينغهام: دورتموند أكثر أندية أوروبا جرأة للدفع بالشباب إلى الفريق الأول

لاعب خط الوسط الإنجليزي فضل النادي الألماني على مانشستر يونايتد ويتطلع للسير على خطى سانشو

بيلينغهام بقميص دورتموند (يسار) في صراع على الكرة مع مولر مهاجم بايرن ميونيخ (رويترز)
بيلينغهام بقميص دورتموند (يسار) في صراع على الكرة مع مولر مهاجم بايرن ميونيخ (رويترز)
TT

بيلينغهام: دورتموند أكثر أندية أوروبا جرأة للدفع بالشباب إلى الفريق الأول

بيلينغهام بقميص دورتموند (يسار) في صراع على الكرة مع مولر مهاجم بايرن ميونيخ (رويترز)
بيلينغهام بقميص دورتموند (يسار) في صراع على الكرة مع مولر مهاجم بايرن ميونيخ (رويترز)

مثل معظم الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 17 عاماً، لا يتقن الإنجليزي الشاب جود بيلينغهام فن الطهي لنفسه حتى الآن، لكن اللاعب المنضم حديثاً إلى بوروسيا دورتموند الألماني يعتمد على أمه وناديه في الحصول على ذلك، متمنياً نجاح تجربته الاحترافية خارج بلاده.
قد يكون بيلينغهام مبتدئاً في فن الطهي، لكن قدراته الفنية الرائعة داخل أرض الملعب جعلته أصغر لاعب إنجليزي يبدأ مباراة في دوري أبطال أوروبا، بعد أن رفض عرضاً للانضمام إلى مانشستر يونايتد الصيف الماضي. وانتقل بيلينغهام من برمنغهام سيتي إلى بوروسيا دورتموند الألماني مقابل 25 مليون جنيه إسترليني، ليصبح أغلى لاعب يبلغ من العمر 17 عاماً في تاريخ كرة القدم، ليسير على خطى مواطنه جادون سانشو، بالانتقال إلى الدوري الألماني قبل اللعب أي مباراة بدوري الكبار الإنجليزي.
ولقد صعد بيلينغهام بسرعة الصاروخ. ورغم قدراته البدنية الهائلة التي ساعدته على تجاوز تريفور فرانسيس، ليكون أصغر لاعب يشارك في صفوف الفريق الأول لنادي برمنغهام بعمر 16 عاماً و38 يوماً في الموسم الماضي، فإنه لا يزال مراهقاً صغيراً في نظر والديه.
يقول بيلينغهام عن ذلك مبتسماً: «سيقولون إنني غير ناضج. ربما أكون كذلك بالفعل، لكن عندما تكون في البيئة التي كنت فيها العام الماضي وبداية هذا الموسم، فإنك ستتطور بسرعة كبيرة، ويتعين عليك أن تترك العادات الطفولية لأن الجميع يتوقعون منك أن تكون في مستوى معين مقارب لمستوى زملائك في الفريق. وإذا لم تفعل ذلك، فإنك ستخذلهم وتخذل نفسك، ولن تطور قدراتك الخاصة».
وكان بيلينغهام قد اختير أفضل لاعب في أول مباراة يشارك فيها بقميص برمنغهام سيتي، ولعب 41 مباراة في دوري الدرجة الأولى الموسم الماضي مع الفريق الذي انضم إليه وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره. وكان مانشستر يونايتد حريصاً للغاية على التعاقد معه، لدرجة أن المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد، السير أليكس فيرغسون، كان هو من سيصطحبه في جولة تعريفية داخل ملعب «أولد ترافورد»، لكنه كان قد اتخذ القرار النهائي بالفعل بالانضمام إلى دورتموند.
يقول بيلينغهام عن ذلك: «مانشستر يونايتد يضم عدداً من اللاعبين الرائعين، وقراري لم يكن له علاقة بيونايتد. لقد كنت سعيداً للغاية باهتمام بوروسيا دورتموند بالتعاقد معي، وقد كان هذا هو خياري الأول. لم أتردد أبداً في الانضمام إلى هذا النادي أو ذاك، وكنت أرغب في الانضمام لدورتموند منذ البداية، ومن دون تردد».
ويضيف: «دورتموند يسبق كل الأندية الأخرى فيما يتعلق بدمج اللاعبين الشباب في صفوف الفريق الأول. ولا يوجد أي ناد آخر في أوروبا يفعل ذلك بالطريقة نفسها؛ إنهم يساعدون اللاعبين الشباب على تقديم أفضل ما لديهم، وسوف يسمحون لهم بالرحيل إلى أماكن أخرى عندما يصبحون نجوماً. وعلاوة على ذلك، هناك شخص مسؤول عن كل لاعب، وخاصة أوتو أدو (المهاجم السابق لنادي بوروسيا دورتموند ومنتخب غانا) الذي يعمل مع اللاعبين الشباب؛ إنه شخص رائع. وكل لاعب شاب يحظى بمثل هذا الدعم حتى يحصل على فرصة الانضمام للفريق الأول».
وقال بيلينغهام قبل المباراة التي سحق فيها بوروسيا دورتموند نظيره كلوب بروج بثلاثية نظيفة في دوري أبطال أوروبا بداية هذا الشهر: «الشيء الوحيد الذي كنت أفكر فيه وقت اتخاذ هذا القرار هو المشاركة في المباريات، ومن المؤكد أن دورتموند هو أفضل مكان يساعدني على القيام بذلك. أعتقد أن هناك كثيراً من اللاعبين الشباب الذين -إذا أتيحت لهم الفرصة- تألقوا على مستوى الفريق الأول، لكنهم لا يحصلون على الفرصة لأي سبب من الأسباب. أنا مثلاً، وغيري كثيرين في فريقنا الأول في الوقت الحالي، كنا فقط بحاجة إلى الحصول على الفرصة لكي نظهر القدرات والإمكانيات التي نتمتع بها. إنني أعتقد، مع بدء تعلم المزيد والمزيد، أن هناك كثيراً من اللاعبين الشباب في دوري الدرجة الأولى بإنجلترا يمكنهم اللعب في هذا المستوى».
وربما كان من الغريب أن بيلينغهام لم يستشر الإنجليزي جادون سانشو، مهاجم دورتموند الحالي، الذي رحل عن مانشستر سيتي وهو في السابعة عشرة من عمره بحثاً عن المشاركة في المباريات مع الفريق الأول، قبل اتخاذ قراره بالانتقال إلى البوندسليغا.
يقول بيلينغهام: «لقد تحدثت معه من خلال أشخاص آخرين. فعندما كنت أذكر شيئاً، كانوا يقولون إن جادون سانشو كان يفكر بالطريقة نفسها بشأن هذا أو ذاك. في الحقيقة، لم نتواصل بشكل دقيق أو أي شيء من هذا القبيل. لقد لعبت 44 مباراة في الموسم الماضي، لذلك ربما كان وضعي مختلفاً قليلاً عن وضع جادون، لكنني سعيد بالحصول على هذه الفرصة».
ويشير بيلينغهام إلى أن مستواه في اللغة الألمانية قد تحسن بشكل طفيف، رغم حضوره لدروس بشكل مستمر، ويقول عن ذلك: «الطريقة التي يمكن لهؤلاء اللاعبين نطق الكلمات بها رائعة غريبة حقاً بالنسبة لي، لكنها بالتأكيد شيء أريد القيام به».
أما داخل الملعب، فيتطور مستوى اللاعب الإنجليزي الشاب بشكل ملحوظ، حيث شارك في التشكيلة الأساسية لبوروسيا دورتموند في 6 مباريات من الثمانية الأخيرة التي لعبها الفريق في الدوري الألماني. وعلاوة على ذلك، أصبح بيلينغهام أصغر لاعب يمثل المنتخب الإنجليزي، عندما استدعاه المدير الفني غاريث ساوثغيت في فترة التوقف الدولية الأخيرة، ودفع به في الشوط الثاني خلال المباراة ضد جمهورية آيرلندا، مكان مهاجم تشيلسي مايسون ماونت، فبات في سن السابعة عشرة و136 يوماً ثالث أصغر لاعب يدافع عن ألوان منتخب الأسود الثلاثة، بعد ثيو والكوت عام 2006 (17 عاماً و75 يوماً)، وواين روني عام 2003 (17 عاماً و111 يوماً).
أما والد بيلينغهام، مارك، فيعمل رقيباً في شرطة منطقة ويست ميدلاندز البريطانية، وقد أحرز أكثر من 700 هدف عندما كان لاعباً في مسابقات الهواة، قبل أن يعتزل اللعبة مؤخراً. وبالتالي، يبدو أن بيلينغهام قد ورث تحطيم الأرقام القياسية من والده.
يقول بيلينغهام ضاحكاً: «لقد أحرز والدي كل هذه الأهداف وهو يقف داخل منطقة الست ياردات! كان من المهم أن يحافظ على توازنه فقط! كنت أشاهده وهو يلعب طوال الوقت، وهذا هو ما جعلني أعشق كرة القدم. أعتقد أنه يمكنك أن ترى من خلال الطريقة التي ألعب بها أنني كنت أشاهد المباريات منذ سن مبكرة، حيث تعلمت من دوريات الهواة أن ألعب بشراسة وشجاعة، وأعتقد أنني اكتسبت هذه الأمور من مشاهدتي لوالدي وهو يلعب، رغم أنه لم يتدخل بقوة أبداً لاستخلاص الكرة من لاعبي الفريق المنافس».
ويضيف: «إنه دائماً ما يقدم لي النصائح بشأن كرة القدم. لقد ساعدني على تعلم أساسيات اللعبة، لكن بمجرد أن تجاوزت سناً معينة، شعرت بأنني كنت أتعلم من تلقاء نفسي تقريباً، وشعرت بأنني كنت أمر بتجارب وأكتسب خبرات لم تكن لدى والدي».
ومن المفهوم أن والد بيلينغهام قد لعب دوراً رئيسياً في قرار ابنه الانتقال إلى ألمانيا، كما أن وجود والدته دينيس معه حالياً في الشقة التي يعيش بها سيساعد على تكيفه على اللعب في ألمانيا، فهي التي تحضر له الطعام وتجهز احتياجاته.
يقول بيلينغهام عن ذلك: «قبل أن يكونا أباً وأماً عظيمين، فإنهما شخصيتان رائعتان. لقد نشأت حولهما، ورأيت الطريقة التي يتواصلان بها مع الآخرين. عندما يكون لديك أشخاص من هذا القبيل، لا تكون بحاجة لمن يقول لك كيف تتصرف، لكنك تكتسب كل الصفات الرائعة منهما. كلاهما من الطبقة العاملة، وكلاهما علمني كيف أعمل بجد وأتغلب على الظروف الصعبة. يمكنك أن تأخذ هذه الدروس في حياتك الشخصية والاجتماعية، والأمر نفسه ينطبق على كرة القدم أيضاً، حيث تعلمت منهما عدم الاستسلام، والعمل بكل قوة من أجل تحقيق كل ما أحلم به».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.