الخارجية البحرينية تستدعي القائم بأعمال السفارة اللبنانية للاحتجاج على نصر الله

وزير الخارجية وصف العلاقات مع لبنان بـ«غير الصحيحة»

الخارجية البحرينية تستدعي القائم بأعمال السفارة اللبنانية للاحتجاج على نصر الله
TT

الخارجية البحرينية تستدعي القائم بأعمال السفارة اللبنانية للاحتجاج على نصر الله

الخارجية البحرينية تستدعي القائم بأعمال السفارة اللبنانية للاحتجاج على نصر الله

وصفت البحرين، على لسان وزير خارجيتها، علاقاتها الدبلوماسية مع لبنان بـ«غير الصحيحة»، نتيجة صمتها على تصريحات حسن نصر الله، أمين عام «حزب الله»، تجاه مملكة البحرين، والذي نعته وزير الخارجية بـ«الإرهابي».
وقال الشيخ خالد آل خليفة إن «على الدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤوليتها لأن (حزب الله) اللبناني شريك في حكم لبنان». ويوم أمس، استدعت الخارجية البحرينية القائم بأعمال السفارة اللبنانية لدى البحرين، وأبلغته استياءها ورفضها الشديد لتصريحات أمين عام «حزب الله»، وطالبت الحكومة اللبنانية بإدانة هذه التصريحات وضرورة اتخاذ إجراءات قانونية رادعة وحاسمة تجاه ذلك.
وكان حسن نصر الله، أمين عام «حزب الله» اللبناني، ألقى أول من أمس كلمة متلفزة خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، استعرض فيها الوضع في البحرين، حيث شبه ما يحدث فيها بـ«المشروع الصهيوني». وتعرض أمين «حزب الله» لإيقاف الشيخ علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق المعارضة، ووصف الخطوة بالخطيرة. وجاء استدعاء القائم بأعمال السفارة اللبنانية في المنامة بعد تغريدات أطلقها مساء أول من أمس الشيخ خالد آل خليفة، وزير خارجية البحرين، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حيث جاء في التغريدة الأولى «الدولة اللبنانية تتحمل مسؤولية تصريحات الإرهابي نصر الله ضد مملكة البحرين كونه شريكا في حكم البلاد»، وفي الثانية «العلاقات الدبلوماسية مع لبنان أصبحت غير صحيحة ما دامت الدولة اللبنانية صامتة على إساءات الإرهابي نصر الله لمملكة البحرين». وتناول بيان صدر عن وزارة الخارجية في مملكة البحرين ما دار حول استدعاء إبراهيم إلياس عساف، القائم بأعمال سفارة الجمهورية اللبنانية لدى مملكة البحرين، وذلك إثر التصريحات الأخيرة التي وصفتها بـ«العدائية» التي أدلى بها حسن نصر الله، أمين عام «حزب الله». وفي اللقاء الذي عقده السفير عبد الله عبد اللطيف عبد الله، وكيل وزارة الخارجية، مع القائم بأعمال السفارة اللبنانية، طالبت الخارجية البحرينية بإدانة واضحة لهذه التصريحات، وضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة والحاسمة تجاهها، كونها تتنافى تماما مع طبيعة العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين، ولا تنسجم أبدا مع مساعيهما لتطوير هذه العلاقات وتنميتها في مختلف المجالات.
وأكد وكيل وزارة الخارجية البحرينية أن تلك التصريحات تعد تدخلا مرفوضا في الشأن البحريني والخليجي، وتتضمن تحريضا واضحا على العنف والإرهاب، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه أو التهاون تجاهه. وشدد السفير عبد الله عبد اللطيف عبد الله على أن المنامة «إذ تلتزم بعلاقات حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الغير، وتحرص على تطوير العلاقات الإيجابية مع كل الدول الشقيقة والصديقة، فإنها لا يمكن أن تقبل بأي تدخل في شؤونها من أي جهة كانت، وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لتعزيز أمنها واستقرارها».



قناة السويس تتوجس من تجدد التهديدات في البحر الأحمر

عملية قطر حاملة بترول يونانية عبر قناة السويس بعد تعرضها لهجمات من جماعة الحوثيين (هيئة قناة السويس)
عملية قطر حاملة بترول يونانية عبر قناة السويس بعد تعرضها لهجمات من جماعة الحوثيين (هيئة قناة السويس)
TT

قناة السويس تتوجس من تجدد التهديدات في البحر الأحمر

عملية قطر حاملة بترول يونانية عبر قناة السويس بعد تعرضها لهجمات من جماعة الحوثيين (هيئة قناة السويس)
عملية قطر حاملة بترول يونانية عبر قناة السويس بعد تعرضها لهجمات من جماعة الحوثيين (هيئة قناة السويس)

جددت «تهديدات» جماعة الحوثيين باستهداف السفن الإسرائيلية المارة بالبحر الأحمر، مخاوف مصرية من تفاقم أزمة قناة السويس، التي تراجعت إيراداتها بشكل لافت منذ الحرب الإسرائيلية على غزة.

ورغم حديث مصري سابق عن مؤشرات إيجابية لعودة حركة الملاحة بالبحر الأحمر في ظل اتفاق الهدنة منذ بداية العام الحالي، فإن اعتزام «الحوثيين» مواصلة الهجمات يعني «مضاعفة الخسائر الاقتصادية التي تتكبدها مصر، بسبب تراجع حركة التجارة الدولية عبر القناة»، وفق برلمانيين وخبراء أشاروا إلى أن «أزمة الملاحة بالبحر الأحمر متوقفة على وقف الحرب نهائياً على قطاع غزة».

وأعادت جماعة الحوثيين اليمنية تهديداتها للسفن الإسرائيلية، محذرة من مرور السفن الإسرائيلية، عبر البحر الأحمر، أو بحر العرب، أو مضيق باب المندب، أو خليج عدن، إذا لم ترفع إسرائيل قرار وقف دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

وقالت الجماعة، في إفادة لها الثلاثاء، إنها «ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل، حتى إعادة فتح المعابر إلى قطاع غزة ودخول المساعدات والاحتياجات من الغذاء والدواء».

تراجع لافت في إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)

وقدّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حجم خسائر بلاده بسبب التحديات الإقليمية وتهديدات حركة الملاحة التجارية الدولية بنحو «7 مليارات دولار العام الماضي»، وقال في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إن «إيرادات قناة السويس تراجعت إلى ما يزيد على 60 في المائة».

ويشير التصعيد الحوثي الجديد إلى استمرار تعطل حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وقناة السويس، وفق عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) محمد بدراوي، الذي أشار إلى أن «أي تهديد جديد سيفاقم من خسائر قناة السويس».

ويرى بدراوي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «حركة الملاحة في قناة السويس شهدت تحسناً نسبياً مع بداية العام الحالي، بالتزامن مع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتراجع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر»، مشيراً إلى أن «عودة التصعيد مرة أخرى ستؤثر على حركة عبور السفن»، موضحاً أن «صعوبة الأزمة في ارتباط التهديدات الأمنية في باب المندب بالحرب على غزة، ما يعقد أي حلول نتيجة لتعدد الأطراف الدولية والإقليمية في تلك الحرب».

وفي وقت سابق، قال رئيس هيئة قناة السويس المصرية الفريق أسامة ربيع إن «مؤشرات إيجابية لعودة الاستقرار في منطقة البحر الأحمر أسفرت عن تغيير 47 سفينة، الشهر الماضي، مسارها للعبور عبر القناة، بدلاً من طريق رأس الرجاء الصالح»، وتوقع خلال مشاركته في المؤتمر السنوي الدولي للنقل البحري واللوجيستيات، نهاية فبراير (شباط) الماضي، «عودة مزيد من الخطوط الملاحية للقناة، حال استمرار الاستقرار بالمنطقة».

وتعيد تهديدات الحوثيين المخاطر مجدداً لحركة الملاحة عبر قناة السويس، رغم مؤشرات التحسن التدريجي خلال الأسابيع الأخيرة، وفق مستشار النقل البحري المصري، والخبير في اقتصادات النقل أحمد الشامي، وأشار إلى أن «عدداً من شركات الشحن بدأ يلجأ لمجرى (القناة)، مرة أخرى، بعد رصد تراجع هجمات الحوثيين منذ بداية العام»، إلى جانب «ارتفاع تكلفة الشحن عبر طريق رأس الرجاء الصالح».

ونجحت قناة السويس في عملية «قطر ناقلة بترول يونانية»، سبق وأن تعرضت لهجوم من جماعة الحوثيين في البحر الأحمر، وأكدت في إفادة لها، الاثنين، «الجاهزية، للتعامل مع حالات العبور الخاصة وغير التقليدية»، إلى جانب «توافر حزمة متنوعة من الخدمات البحرية والملاحية».

ويعتقد الشامي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «قناة السويس ستتأثر مجدداً بأي هجمات جديدة للحوثيين»، لكنه يرى أن التأثير «لن يكون قوياً عن الوضع الحالي لها»، مشيراً إلى أن «مصر تبذل جهوداً لتطوير وتنويع خدماتها الملاحية، للحفاظ على تنافسية المجرى الملاحي لقناة السويس»، إلى جانب «التحركات الدبلوماسية التي تقوم بها القاهرة لاحتواء الموقف الإقليمي، بما في ذلك وقف هجمات الحوثيين».

ويرجح خبير اقتصادات النقل «عودة حركة التجارة الدولية عبر قناة السويس تدريجياً في النصف الثاني من العام الحالي».

بينما يختلف في ذلك البرلماني المصري، الذي يرى أن «شركات الشحن العالمية قد اعتمدت تعريفات جديدة لخطوط الملاحة البديلة لقناة السويس، ومن المستبعد أن يكون هناك تحسن قبل نهاية العام الحالي».