هدم المرصد الشهير «أريسيبو» يُحزن علماء الفضاء

مرصد «أريسيبو» الفضائي الشهير في بورتوريكو (رويترز)
مرصد «أريسيبو» الفضائي الشهير في بورتوريكو (رويترز)
TT

هدم المرصد الشهير «أريسيبو» يُحزن علماء الفضاء

مرصد «أريسيبو» الفضائي الشهير في بورتوريكو (رويترز)
مرصد «أريسيبو» الفضائي الشهير في بورتوريكو (رويترز)

بعد خدمة استمرت 57 عاما، أعلنت المؤسسة الوطنية الأميركية للعلوم أن مرصد «أريسيبو» الفضائي الشهير في بورتوريكو سيفكك إذ أنه مهدد بالانهيار بعد انقطاع اثنين من أسلاك الدعم، وهي خطوة تشكل ضربة قاسية لعلم الفضاء.
وكان قد انقطع في 10 أغسطس (آب) الماضي وفي 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري سلكان مربوطان بتجهيزات عائدة إلى المرصد يبلغ وزنها 900 طن وتقع فوق الطبق العاكس الذي يبلغ قطره 305 أمتار. وأبدى المهندسون خشيتهم من أن تنقطع في أي وقت الأسلاك الأخرى التي تربط التجهيزات بثلاثة أبراج، ما يجعل أي محاولة للتصليح بالغة الخطورة.
ووافقت المؤسسة الوطنية للعلوم على توصية شركة الهندسة التي عاينت منشآت المرصد بـ«الهدم المضبوط» له، نظراً إلى أن كون الأسلاك المتبقية أضعف من المتوقع.
وأتاح «أريسيبو» عدداً كبيراً من الاكتشافات الفضائية، وهو يعتبر أحد أكبر المراصد في العالم، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال مدير المؤسسة الوطنية للعلوم سيثورامان بانشاناثان إن الأولوية في المرصد هي «لسلامة العاملين والموظفين والزوار، ما يجعل هذا القرار ضرورياً، ولو كان مؤسفاً».
ونشر علماء الفلك المحترفون والهواة الذين استخدموا المرصد في عملهم لعقود سيلاً من عبارات الحزن والشوق إلى التلسكوب الشهير تحت وسم «ما يعنيه أريسيبو لي».
وكتب عالم الفضاء المحلي كيفن أورتيز سيبايوس أن «أريسيبو أكثر من مجرد مرصد، إذ هو السبب الحقيقي» لامتهانه علم الفلك.
وغردت أستاذة علم الفلك في كلية هارفارد في بنسلفانيا كارين ماسترز قائلة «أشعر بخيبة أمل، وقلبي محطم»، مضيفة صورة لها مع طفلها قرب الطبق العاكس عام 2008. ويدور أحد مشاهد فيلم «غولدن آي» ضمن سلسلة جيمس بوند فوق التلسكوب، وفي فيلم «كونتاكت»، تستخدم عالمة الفلك التي تؤدي جودي فوستر دورها المرصد في سعيها للحصول على إشارات من الكائنات الفضائية.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.