انسحاب شركة موكلة إجراء «تدقيق جنائي» في حسابات «مصرف لبنان»

حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة (أ.ب)
حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة (أ.ب)
TT

انسحاب شركة موكلة إجراء «تدقيق جنائي» في حسابات «مصرف لبنان»

حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة (أ.ب)
حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة (أ.ب)

انسحبت شركة «ألفاريز ومارسال» التي كانت متعاقدة مع الحكومة اللبنانية لإجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان المركزي، من التدقيق الجنائي لأنها لم تتلقَّ المعلومات الكافية للقيام بالتدقيق.
وتعرقلت خطوة التدقيق الجنائي إثر اصطدامها بقانون «النقد والتسليف»، إذ لم يتمكن مصرف لبنان المركزي من الإجابة عن أسئلة وتقديم معلومات طلبتها الشركة، منعاً لخرق نظام السرية المصرفية المعمول به في لبنان. ويتطلب تزويد الشركة بتلك المعلومات، تعديلات في قانون «النقد والتسليف»، حسبما يقول سياسيون، بينهم مسؤولون في «لجنة المال والموازنة» في البرلمان اللبناني، فيما يرى آخرون وبينهم وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال، ماري كلود نجم، ورئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان، أن تقديم تلك المعلومات لا يتطلب تعديلات قانونية.
ووقّعت الحكومة اللبنانية في الصيف الماضي عقداً مع شركة «ألفاريز ومارسال» يقضي بتدقيقها في حسابات مصرف لبنان المركزي وأنشطته. وبعد البدء بمهمتها، لم يسلم المصرف المركزي الشركة سوى 42% من هذه الملفات فقط، معلّلاً ذلك بقانون السرية المصرفية.
واستقبل الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا، أمس، وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور غازي وزني، بناءً على طلبه، حيث أعلم الوزير وزني رئيس الجمهورية بأنه تلقى كتاباً من شركة «ألفاريز ومارسال» بإنهاء الاتفاقية الموقّعة مع وزارة المالية للتدقيق المحاسبي الجنائي.
وجاء في نص الرسالة أن الانسحاب يعود إلى «عدم حصول الشركة على المعلومات والمستندات المطلوبة للمباشرة بتنفيذ مهمتها، وعدم تيقنها من التوصل إلى هكذا معلومات حتى ولو أعطيت لها فترة ثلاثة أشهر إضافية لتسليم المستندات المطلوبة للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان».
وأوضح وزني أن رئيس الجمهورية أبلغه بأن «هذا الأمر المستجد يستوجب حتماً اتخاذ التدابير الملائمة التي تقتضيها مصلحة لبنان».
وكان مدير شركة «ألفاريز ومارسال» الموكلة إجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان قد استطلع مطلع الشهر الجاري مدى قدرة لبنان على توفير المعلومات الكافية من المصرف المركزي لتباشر الشركة عملها.
وعلى الأثر، مددت السلطات اللبنانية المهلة المطلوبة لتسليم المستندات اللازمة إلى الشركة ثلاثة أشهر إضافية، وذلك بهدف تأمين إجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان الذي اصطدم بقانون «السرية المصرفية» في وقت سابق.
وأثار الخلاف على التدقيق الجنائي بين الحكومة اللبنانية والقوى السياسية، خلافات وصلت إلى تباينات بين فريقي رئيس الجمهورية النيابي والحكومي. كما دفع حزب «القوات اللبنانية» باتجاه إجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان المالية، والحسابات المالية للدولة عبر التقدم يوم الأربعاء الماضي باقتراح قانون لتعليق العمل ببعض بنود قانون السرية المصرفية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.