ألمانيا تربط الانسحاب من أفغانستان بمحادثات السلام مع «طالبان»

حذرت من انسحاب مبكر للقوات الأميركية

الرئيس أشرف غني لدى استقباله رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في العاصمة كابل أول من أمس في وقت تتعثر فيه مفاوضات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان» ويتصاعد العنف (إ.ب.أ)
الرئيس أشرف غني لدى استقباله رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في العاصمة كابل أول من أمس في وقت تتعثر فيه مفاوضات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان» ويتصاعد العنف (إ.ب.أ)
TT

ألمانيا تربط الانسحاب من أفغانستان بمحادثات السلام مع «طالبان»

الرئيس أشرف غني لدى استقباله رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في العاصمة كابل أول من أمس في وقت تتعثر فيه مفاوضات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان» ويتصاعد العنف (إ.ب.أ)
الرئيس أشرف غني لدى استقباله رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في العاصمة كابل أول من أمس في وقت تتعثر فيه مفاوضات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان» ويتصاعد العنف (إ.ب.أ)

حذرت ألمانيا من سحب واشنطن لأي جنود من أفغانستان قبل أن تنهي المفاوضات الجارية حالياً مع «طالبان»، لما قد يكون لذلك من انعكاسات سلبية على المفاوضات. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب كارنباور إن حلف شمال الأطلسي الذي يضم الولايات المتحدة وافق على ضرورة التفاوض على الشروط قبل أي انسحاب.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن أنه سيسحب كل الجنود الأميركيين من العراق وأفغانستان قبل مغادرته منصبه في يناير (كانون الثاني) المقبل. وتشارك الولايات المتحدة بـ4500 جندي من أصل 12 ألف جندي منتشرين هناك ضمن قوات الناتو.
وتربط ألمانيا التي تشارك بـ1250 جندياً في أفغانستان مصير هذه القوات بالمفاوضات الجارية التي لم تتوصل لأي نتائج بعد. وتعتبر برلين أن توقف المفاوضات أو تأخرها قد يؤدي إلى «صعود العنف من جديد في أفغانستان، ما يجعل وجود قوات الناتو أمراً ضرورياً».
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن ذلك: «واقع أن طرفي النزاع جلسا أحدهما مع الآخر على طاولة مفاوضات واحدة بعد عقود من القتال، وبدأ كل منهما الحديث مع الآخر، بالتأكيد ليس أمراً عادياً»، مشيراً إلى وجود كثير من العقبات أمام الطرفين. وأضاف: «لهذا لا يجب علينا أن نضع أي عقبات إضافية، إذا لم يكن علينا ذلك، وهو ما قد ينتج عن انسحاب سريع من أفغانستان».
وتعد عملية انتشار الجيش الألماني في أفغانستان هي الأكبر والأكثر خسارة لها منذ الحرب العالمية الثانية. فقواتها التي وصل عددها في بعض الأحيان إلى 5 آلاف جندي تشارك في عمليات تدريب للقوات الأفغانية بشكل أساسي، وهي منتشرة هناك منذ أحداث 11 سبتمبر (أيلول). وقد خسرت ألمانيا 59 جندياً من قواتها المنتشرة هناك منذ ذلك الحين.
ورغم مساهمة ألمانيا و37 دولة أخرى في القوات المنتشرة في أفغانستان ضمن مهمة الناتو، فإن القوات الأميركية تشكل الجزء الأساسي من هذه القوات. وانسحابها منها قد يضع الدول الأخرى التي تعتمد على واشنطن في مواقف حرجة، ويدفع بها لإعلان انسحابها كذلك.
وتربط ألمانيا وجود قواتها في أفغانستان بوجود القوات الأميركية. وحسب وزيرة الدفاع الألمانية، فإن «الأولوية هي لأمن جنودنا»، بما يعني أن غياب الأمن النابع من وجود القوات الأميركية يعني أنه سيكون على الوحدة الألمانية تسريع انسحابها كذلك.
وحتى الآن، فإن مهمة قوات «الناتو» تمتد حتى مارس (آذار) من العام المقبل، ولكن يمكن تمديدها. وسيناقش «الناتو» هذه المهمة مطلع الشهر المقبل، في اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف.
وتعليقاً على الاجتماع المنتظر، قال المتحدث باسم القوات المسلحة الألمانية: «نعتقد أن حلف الناتو مجتمعاً سيقرر أي تعديلات مستقبلية». وتتعرض ألمانيا لانتقادات لرفض المشاركة في عمليات قتالية ضمن مهمتها في أفغانستان، إذ تكتفي فقط بعمليات التدريب والمرافقة، في مقاربة تعتمدها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وللأسباب التاريخية نفسها، ترفض برلين كذلك الإنفاق بشكل كبير على دفاعها، وهو ما يعرضها لانتقادات أميركية مستمرة تزايدت بشكل كبير في عهد ترمب.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.