حذرت ألمانيا من سحب واشنطن لأي جنود من أفغانستان قبل أن تنهي المفاوضات الجارية حالياً مع «طالبان»، لما قد يكون لذلك من انعكاسات سلبية على المفاوضات. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب كارنباور إن حلف شمال الأطلسي الذي يضم الولايات المتحدة وافق على ضرورة التفاوض على الشروط قبل أي انسحاب.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن أنه سيسحب كل الجنود الأميركيين من العراق وأفغانستان قبل مغادرته منصبه في يناير (كانون الثاني) المقبل. وتشارك الولايات المتحدة بـ4500 جندي من أصل 12 ألف جندي منتشرين هناك ضمن قوات الناتو.
وتربط ألمانيا التي تشارك بـ1250 جندياً في أفغانستان مصير هذه القوات بالمفاوضات الجارية التي لم تتوصل لأي نتائج بعد. وتعتبر برلين أن توقف المفاوضات أو تأخرها قد يؤدي إلى «صعود العنف من جديد في أفغانستان، ما يجعل وجود قوات الناتو أمراً ضرورياً».
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن ذلك: «واقع أن طرفي النزاع جلسا أحدهما مع الآخر على طاولة مفاوضات واحدة بعد عقود من القتال، وبدأ كل منهما الحديث مع الآخر، بالتأكيد ليس أمراً عادياً»، مشيراً إلى وجود كثير من العقبات أمام الطرفين. وأضاف: «لهذا لا يجب علينا أن نضع أي عقبات إضافية، إذا لم يكن علينا ذلك، وهو ما قد ينتج عن انسحاب سريع من أفغانستان».
وتعد عملية انتشار الجيش الألماني في أفغانستان هي الأكبر والأكثر خسارة لها منذ الحرب العالمية الثانية. فقواتها التي وصل عددها في بعض الأحيان إلى 5 آلاف جندي تشارك في عمليات تدريب للقوات الأفغانية بشكل أساسي، وهي منتشرة هناك منذ أحداث 11 سبتمبر (أيلول). وقد خسرت ألمانيا 59 جندياً من قواتها المنتشرة هناك منذ ذلك الحين.
ورغم مساهمة ألمانيا و37 دولة أخرى في القوات المنتشرة في أفغانستان ضمن مهمة الناتو، فإن القوات الأميركية تشكل الجزء الأساسي من هذه القوات. وانسحابها منها قد يضع الدول الأخرى التي تعتمد على واشنطن في مواقف حرجة، ويدفع بها لإعلان انسحابها كذلك.
وتربط ألمانيا وجود قواتها في أفغانستان بوجود القوات الأميركية. وحسب وزيرة الدفاع الألمانية، فإن «الأولوية هي لأمن جنودنا»، بما يعني أن غياب الأمن النابع من وجود القوات الأميركية يعني أنه سيكون على الوحدة الألمانية تسريع انسحابها كذلك.
وحتى الآن، فإن مهمة قوات «الناتو» تمتد حتى مارس (آذار) من العام المقبل، ولكن يمكن تمديدها. وسيناقش «الناتو» هذه المهمة مطلع الشهر المقبل، في اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف.
وتعليقاً على الاجتماع المنتظر، قال المتحدث باسم القوات المسلحة الألمانية: «نعتقد أن حلف الناتو مجتمعاً سيقرر أي تعديلات مستقبلية». وتتعرض ألمانيا لانتقادات لرفض المشاركة في عمليات قتالية ضمن مهمتها في أفغانستان، إذ تكتفي فقط بعمليات التدريب والمرافقة، في مقاربة تعتمدها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وللأسباب التاريخية نفسها، ترفض برلين كذلك الإنفاق بشكل كبير على دفاعها، وهو ما يعرضها لانتقادات أميركية مستمرة تزايدت بشكل كبير في عهد ترمب.
ألمانيا تربط الانسحاب من أفغانستان بمحادثات السلام مع «طالبان»
حذرت من انسحاب مبكر للقوات الأميركية
ألمانيا تربط الانسحاب من أفغانستان بمحادثات السلام مع «طالبان»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة