مورينيو أثبت أنه أكثر المدربين حنكة للاستفادة من فترة الوباء

أكد للاعبي توتنهام أن تحدي الخوف هو سبيلهم للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي {في هذا الموسم الصعب}

مورينيو يعرب عن فرحته بعد انتصار توتنهام المثير على وست بروميتش في الدقائق الأخيرة (إ.ب.أ)
مورينيو يعرب عن فرحته بعد انتصار توتنهام المثير على وست بروميتش في الدقائق الأخيرة (إ.ب.أ)
TT

مورينيو أثبت أنه أكثر المدربين حنكة للاستفادة من فترة الوباء

مورينيو يعرب عن فرحته بعد انتصار توتنهام المثير على وست بروميتش في الدقائق الأخيرة (إ.ب.أ)
مورينيو يعرب عن فرحته بعد انتصار توتنهام المثير على وست بروميتش في الدقائق الأخيرة (إ.ب.أ)

دائماً ما يفتخر المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو بأنه يأتي في مقدمة المدربين العالميين من حيث الأفكار الجديدة في لعبة كرة القدم، وربما هذا هو السبب الذي دفعه إلى إعادة فتح حسابه على «إنستغرام» في فبراير (شباط) 2020! لكننا سرعان ما علمنا أن هذا لن يكون حساباً مخصصاً للأشياء المعتادة التي نراها على هذا التطبيق، مثل ردود الفعل الإيجابية، ولقطات رائعة لغروب الشمس، وعرض وجبات الإفطار الكلاسيكية القديمة.
لكن بدلاً من ذلك، وبين إعلانات الساعات وبطاقات الائتمان، يبدو أن المصدر الرئيسي لمحتوى هذا الحساب هو وجه مورينيو، الذي تم التقاط العديد من الصور له في حالات مختلفة، فتجد صورة له وهو في حافلة الفريق يشعر بالغضب بعد الهزيمة في إحدى المباريات، وصورة أخرى وهو يجلس على الأريكة ويتناول رقائق البطاطس.
وحتى المنشورات الأكثر صدقاً تحمل قدراً كبيراً من الإزعاج، ولعل خير مثال على ذلك هو ما كتبه المدير الفني البرتغالي نقلاً عن «برنامج الغذاء العالمي» من أن هناك «842 مليون شخص في العالم لا يأكلون ما يكفي ليكونوا أصحاء»، حيث نشر مورينيو هذه الكلمات مصحوبة بصورة له وهو يأكل، كما لو كان يوضح لنا كيف يجب أن يأكل هؤلاء الأشخاص!
وبطبيعة الحال، فإن وسائل التواصل الاجتماعي هي مجرد امتداد لشخصية مورينيو الكروية المثيرة للجدل، التي تتسم بالتكبُّر والغطرسة والشك في كل شيء، لدرجة أنه يشك في أن قائمي المرمى يتحركان من مكانهما باستمرار!
ورغم كل ذلك، يحقق مورينيو نتائج جيدة مع توتنهام خلال الموسم الحالي، حيث يحتل الفريق المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، ومن السذاجة أن نستبعد منافسة السبيرز على اللقب هذا الموسم. في الحقيقة، يعود الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى مورينيو نفسه، الذي نجح في العودة إلى الواجهة مرة أخرى، رغم كل الانتقادات التي تعرّض لها، ورغم حديث كثيرين عن أنه مدير فني صاحب أفكار قديمة وبالية قد عفا عليها الزمن.
وعلاوة على ذلك، يقدم المهاجم الإنجليزي هاري كين والنجم الكوري الجنوبي سون هيونغ مين مستويات قوية للغاية تحت قيادة مورينيو، كما يمتلك الفريق أقوى خط دفاع في المسابقة بأكملها. ويقدم النجم الدنماركي الهادئ بيير إميل هوجبيرغ أداء استثنائياً في خط وسط الفريق، ليؤكد أن النادي كان محقّاً في الإصرار على ضمه خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية.
وقبل كل شيء، يشعر كين بأنه الركيزة الأساسية للفريق وأنه المحرك لكل شيء داخل الملعب، وهو ما يجعله يقدم أفضل مستوياته على الإطلاق ويمتع الجماهير بموهبته الكبيرة.
ورغم أن العديد من المديرين الفنيين في كرة القدم الحديثة (وليس فقط المدير الفني الألماني يورغن كلوب، والمدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا) يهتمون بأدق التفاصيل واللعب الجماعي ويتغاضون عن أي خطأ فردي، فإن مورينيو «يحتقر» آلة الضغط على الفريق المنافس والاستحواذ الدائم والمتواصل على الكرة، ويقود فريقه بشكل رائع رغم كل الظروف التي تعاني منها اللعبة بسبب تفشي فيروس «كورونا»، ورغم إقامة المباريات دون جمهور، وتعرض كثير من اللاعبين لإصابات عضلية، وضغط المباريات الذي يجعل كل فريق يلعب مباراتين كل أسبوع تقريباً حتى عام 2024.
وفي ظل هذا المشهد الجديد والمخيف، قد يتمكن أي فريق من الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في حال حصوله على 80 نقطة فقط. وبصراحة، لماذا لا يكون الفائز باللقب هذا الموسم هو توتنهام، خاصة أن الفريق يضم تشكيلة رائعة من اللاعبين، كما يضم ستة مهاجمين من طراز عالمي، ولا يعاني من كثير من الإصابات في الوقت الحالي. يلعب توتنهام بطريقة بسيطة تعتمد على الجماعية والتأمين الدفاعي وشن هجمات مرتدة سريعة. في الحقيقة، ربما تكون هذه هي أفضل طريقة للتعامل مع الظروف الحالية بسبب تفشي فيروس «كورونا».
وقبل كل شيء، يتولى قيادة الفريق مدير فني محنك مثل مورينيو، الذي يبدو - بعيداً عن إقناع دانييل ليفي بفتح خزائنه أثناء الوباء لتدعيم صفوف الفريق بصفقات من العيار الثقيل – وكأنه مناسب تماماً لهذه الظروف الغريبة والقاسية التي تمر بها كرة القدم في الوقت الحالي. ويبدو المدير الفني لليفربول، يورغن كلوب، متعباً، وينطبق الأمر ذاته أيضاً على المدير الفني لمانشستر سيتي، جوسيب غوارديولا. أما المدير الفني لمانشستر يونايتد، أولي غونار سولسكاير، فلا يبدو منهكاً ومتعباً، ولكنه يبدو مريضاً وغير قادر على قيادة فريقه بالشكل المناسب.
من ناحية أخرى، فقد اعتاد مورينيو على تحدي التعب والإرهاق، وربما كان ذلك هو ما ساعده على صنع اسمه الكبير في مجال التدريب. وفي هذا الصدد يجب الإشارة إلى أن المدير الفني البرتغالي قد قضى فترة ولايته بالكامل لمانشستر يونايتد وهو يأكل وجبات جاهزة من المطاعم. وخلال الموسم الحالي، لعب توتنهام، تحت قيادة مورينيو، 15 مباراة خلال شهرين فقط، لكن المدير الفني البرتغالي معتاد على تلك الضغوط وقادر على التألق رغم كل الظروف الصعبة.
وأوجز دييغو توريس، كاتب السيرة الذاتية لمورينيو، كل ذلك عندما قال إن المدير الفني البرتغالي يؤمن بأن «الفريق الذي يفوز هو الذي يرتكب أخطاء أقل»، وأن «كل من لديه الكرة يخاف». وعندما تقرأ هذا الكلمات الآن تشعر بأنها تناسب تماماً الفترة الحالية. وفي وقت الخوف، وعندما يكون الجميع عرضة للخطر، وعندما يرتكب الجميع أخطاء، سيكون مورينيو هو المستفيد الأكبر، لأنه قادر على التكيف مع مثل هذه الظروف.
في الحقيقة، لم تكن كرة القدم أبداً مجرد تدريب على التعامل مع الأمور بحكمة، لكنها لعبة تعتمد على الذكاء والقدرة على التكيف مع الظروف الصعبة. وإذا كانت كرة القدم الإنجليزية خلال السنوات القليلة الماضية قد سيطر عليها من يسعون إلى الكمال، فربما يسيطر عليها خلال الفترة المقبلة المديرون الفنيون البراغماتيون، وعلى رأسهم مورينيو.


مقالات ذات صلة

نيوكاسل يأمل تعافي إيساك سريعاً

رياضة عالمية إيدي هاو (رويترز)

نيوكاسل يأمل تعافي إيساك سريعاً

قال إيدي هاو، مدرب نيوكاسل، إن الإصابة التي أجبرت مهاجم الفريق ألكسندر إيساك على الخروج خلال المباراة التي انتهت بالتعادل 1 - 1 أمام كريستال بالاس، ليس خطرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ميكل أرتيتا (رويترز)

أرتيتا: آرسنال يستعيد الزخم مرة أخرى

قال ميكل أرتيتا مدرب آرسنال إن فريقه يستعيد زخمه مجدداً بعد فترة سيئة لكنه يجب أن يحافظ على مستواه الجيد، وذلك بعد فوز ساحق 5 - 2 على مضيفه وست هام يونايتد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية نونو إسبريتو سانتو (د.ب.أ)

نونو سانتو: تعافينا من الخسارة بفوز صعب على إبسويتش

أشاد نونو إسبريتو سانتو مدرب نوتنغهام فورست بتوجُّه ونهج لاعبيه خلال الفوز 1 - صفر على إبسويتش تاون في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (نوتنغهام)
رياضة عالمية جاستن كلويفرت (د.ب.أ)

كلويفرت سعيد بجزائياته الثلاث في ولفرهامبتون

قال جاستن كلويفرت مهاجم بورنموث، إنه سعيد للغاية بعدما أصبح أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، يسجل 3 أهداف من ركلات جزاء في مباراة واحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية مباراة آرسنال ووست هام شهدت توترات عدة بين اللاعبين (رويترز)

الدوري الإنجليزي: آرسنال يضرب بالخمسة ويقتحم حلبة الصراع على اللقب

أنهى آرسنال أسبوعاً رائعاً بفوزه الساحق على مضيفه وجاره وست هام 5-2، السبت، في المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز، ليدخل مجدداً السباق على اللقب.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.