إثيوبيا تنزع سلاح جنود من التيغراي يتمركزون في الصومال

إثيوبيا تنزع سلاح جنود من التيغراي يتمركزون في الصومال
TT

إثيوبيا تنزع سلاح جنود من التيغراي يتمركزون في الصومال

إثيوبيا تنزع سلاح جنود من التيغراي يتمركزون في الصومال

قالت إثيوبيا، اليوم (الأربعاء)، إن جنوداً من إقليم تيغراي ضمن قوات حفظ السلام بالصومال نُزعت أسلحتهم في قضية أمنية، مما يثير الشكوك حول قدرة القوات على محاربة المتطرفين المرتبطين بتنظيم «القاعدة»، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء.
وكانت مصادر دبلوماسية وأمنية ذكرت في وقت سابق أنه نُزع سلاح ما بين 200 و300 من إتنية التيغراي.
وبدأت القوات الإثيوبية القتال ضد قوات من إقليم تيغراي الشمالي في وقت سابق من الشهر الحالي عقب ما وصفته الحكومة بأنه هجوم مباغت شنته «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» على قوة تابعة للحكومة المركزية بالإقليم.
ويؤدي الجيش الإثيوبي دوراً كبيراً في قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال، وأرسل قوات بترتيبات ثنائية، ويمكن لعملية نزع السلاح أن تضعف قدرة القوات على محاربة «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في وقت يستعد فيه الصومال لإجراء انتخابات برلمانية الشهر المقبل وانتخابات رئاسية في فبراير (شباط) المقبل، حسبما يقول خبراء.
وسأل مصدر أمني: «ماذا تفعل عندما تكون قائداً لقوة وتجد أن 200 أو 300 جندي لديك لا يستطيعون خوض معركة بسبب العرق الذي ينتمون إليه؟».
ويقول زعماء التيغراي إن الحكومة الإثيوبية منحازة ضد الإقليم، وهو اتهام نفته الحكومة مراراً.
وورد في رسالة نصية وصلت إلى «رويترز» من «مهمة عمل حالة الطوارئ»، وهي هيئة أنشئت للتعامل مع صراع تيغراي: «لا يجري نزع سلاح جنود حفظ السلام بسبب عرقهم، ولكن بسبب تسلل عناصر من (جبهة تحرير شعب تيغراي) داخل هيئات مختلفة، وهو ما يتناوله تحقيق جارٍ».
وتساهم إثيوبيا، التي تشترك في حدود طويلة سهلة الاختراق مع الصومال، بنحو 4000 من أصل 17000 جندي تحت إمرة الاتحاد الأفريقي، ولها نحو 15000 جندي إضافي في الصومال بترتيبات ثنائية، وهذا العدد يفوق نظيره من أي دولة أخرى.
وقالت مصادر إن إثيوبيا سحبت أيضاً عدداً صغيراً من جنودها المتمركزين في الصومال وفق ترتيب ثنائي، لكنها قررت عدم تنفيذ انسحاب كبير.
وفي الأسبوع الماضي، قال متحدث باسم «مهمة العمل» إن الهجوم في تيغراي لن يدفع إثيوبيا لسحب قوات حفظ السلام من الخارج.
ولم يتضح ما إذا كان الجنود الذين سُحبوا من التيغراي أم إنهم جنود آخرون في طريقهم لإعادة انتشار محتملة في صفوف قوات الحكومة في إقليم تيغراي.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أقال الاتحاد الأفريقي مفوض السلم والأمن جبرجزيابير مبراتو ملس، وهو إثيوبي من التيغراي، بعدما أعربت وزارة الدفاع الإثيوبية عن قلقها منه.
وانسحبت القوات الأميركية من قاعدتين في الصومال الشهر الماضي، وينظر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في سحب معظم الجنود الباقين.
ويتولى كثير من الجنود الأميركيين في الصومال، البالغ عددهم نحو 700، تدريب القوات الخاصة الصومالية ودعمها لمطاردة كبار قادة «حركة الشباب».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.