مصادر ليبية تروي لـ «الشرق الأوسط» تفاصيل ما دار بين حفتر وليون

قائد {عملية الكرامة} رفض الحوار مع إرهابيين ويطالب بإطلاق الشيخين الشويرف وأبو معيز المعتقلين بسجون مصراتة

مصادر ليبية تروي لـ «الشرق الأوسط» تفاصيل ما دار بين حفتر وليون
TT

مصادر ليبية تروي لـ «الشرق الأوسط» تفاصيل ما دار بين حفتر وليون

مصادر ليبية تروي لـ «الشرق الأوسط» تفاصيل ما دار بين حفتر وليون

روى مسؤول ليبي لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل ما دار في الاجتماع الأول في مقر القيادة العامة للجيش لوطني الليبي في مدينة المرج بشرق ليبيا، بين اللواء خليفة حفتر وأعضاء وفد الأمم المتحدة برئاسة رئيس بعثتها إلى ليبيا، الإسباني الجنسية برناردينو ليون حيث اصطحبهم العميد صقر الجروشي قائد سلاح الجو من أمام بوابة التفتيش الإلكترونية وأحد أبرز قادة عملية الكرامة العسكرية، إلى مكتب خليفة حفتر، 71 عاما.
ورغم أن حفتر الذي ما زال ينتظر إعلان البرلمان ترقيته من رتبة اللواء إلى الفريق أول وتكليفه رسميا بمنصب القائد العام للجيش الليبي بعد إعادته إلى خدمته رسميا قبل أيام فقط، يتقن بامتياز اللغة الإنجليزية إلا أنه أبلغ مضيفه أنه سيتحدث بالعربية.
بهذا المشهد أصبح أخيرا كما قال مسؤول ليبي مقرب من الفريق حفتر ممن حضروا اللقاء، «ها هو المبعوث الأممي في معسكر الكرامة للمرة الأولى منذ تسلمه مهام عمله خلفا للبناني طارق متري».
اللقاء الذي جرى في مكتب الفريق وانتقل لاحقا إلى قاعة الاجتماعات الملحقة به، ما زالت تحوطه السرية والغموض، لكن مصادر ليبية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن تفاصيل ما جرى في هذا الاجتماع غير المسبوق بين حفتر وليون.
كان المبعوث الأممي يوزع الابتسامات، وهو يقول إن «ليبيا في خطر كبير مما يعني ضرورة التوصل إلى حل سياسي عبر الحوار، والحوار فقط». هنا قاطعه الفريق حفتر ليقول بلغة أقرب للعامية بلهجته الليبية «إحنا عارفين الوضع في ليبيا كويس وبشكل تفصيلي ويوميا تردنا التقارير ونعلم حجم المشكلة واضعين الخطط لمواجهتها، وقادرين على استعادة ليبيا». وحسب المصادر فإن حفتر أصر في حديثه على أنه «لا حوار مع الإرهاب.. والخلاف السياسي لا علاقة لنا به»، وقال لضيفه الأممي «اذهب وتفاهم مع السياسيين ومجلس النواب، فلا علاقة لنا بهذا، فنحن عسكريين».
ومن ورقة وضعت أمامه قال حفتر لاحقا «نؤكد له أننا على استعداد تام للمساعدة والتعاون في إيجاد أي حل يراه المجتمع الدولي مناسبا للأزمة الليبية، وأننا كجيش وطني يهمنا أن نكون طرفا أساسيا في وضع أي ترتيبات من شأنها إعادة الاستقرار والحياة الطبيعية لأهلنا في كل المدن الليبية دون اللجوء للقوة وبالطرق السلمية».
وتابع «ليس من المستغرب أن يكون لنا في ليبيا وكعسكريين تعريف مخالف لمعنى الإرهاب حسب التجربة التي مررنا بها، فنحن نعتبر أي شخص أو جماعة تحمل السلاح خارج إطار الدولة والمؤسسات المسموح لها بحمل السلاح كالجيش والشرطة إرهابيين».
واعتبر أن الذين هجروا سكان مناطق بأكملها بقوة السلاح إرهابيين ولا بد من إيقافهم. والذين هاجموا مناطق ومدنا آمنة وأهانوا سكانها ونهبوا وأحرقوا البيوت في نظرنا هم إرهابيون ويجب معاقبتهم.
ومضى إلى القول «الذين قتلوا مواطنين عزلا في طرابلس (منطقة غرغور) إرهابيون ويجب أن يقدموا للعدالة، والذين أحرقوا مؤسسات الدولة مطار طرابلس الدولي وخزانات النفط في طرابلس هم إرهابيون. الذين هاجموا الموانئ النفطية وأحرقوا الخزانات إرهابيون».
وقال حفتر وهو يشد على مخارج الحروف حسب المصادر: «العالم ينظر إلى الإرهاب على أساس من يفجر ويخطف ويقتل ويقطع الرؤوس نحن في ليبيا تجاوزنا كل ذلك بفترة زمنية وهو ما دفعنا إلى التحرك والقيام بعملية الكرامة في بنغازي في مايو (أيار) 2014 بعد أن سقط أكثر من 700 شخص عسكري ومدني». وأضاف: «سيد ليون نحن ذكرنا في مرات سابقة أننا نحارب الإرهاب في ليبيا نيابة عن العالم، لذا نطلب من المجتمع الدولي ومن خلالكم أن يرى هذه الحقيقة ويساعد الليبيين والجيش الوطني الليبي في هذه المهمة الصعبة».
وتابع قائلا: «بهذه المناسبة وفي إطار زيارتكم من أجل الاستقرار في ليبيا، نأمل أن تنظروا بعين الاعتبار إلى المساجين القابعين في السجون غير القانونية والتي تدار من قبل الخارجين عن القانون في طرابلس ومصراتة».
وتابع: «هناك شيوخ أعمارهم تجاوزت 85 عاما وهم لم يحملوا السلاح وغير قادرين على حمله، نطلب بصفة شخصية أن يطلق سراح الشيخ المدني الشويرف مفتي الديار الليبية السابق، والشيخ فرج أبو معيز أحد شيوخ قبيلة الفرجان وهم موجودون في سجون مصراتة وكذلك أحد القادة العسكريين العقيد أبو عجيلة الحبشي الذي تم اختطافه في مدينة طرابلس ولم نعرف عنه شيئا منذ اختطافه».
وأعرب عن أمله في مساعدة الأمم المتحدة في تتبع ومعرفة مصير أكثر من 110 سجناء من النظام السابق الذين تم نقلهم من سجن أبو هديمة في مدينة بنغازي حيث من المرجح أنهم نقلوا إلى مدينة مصراتة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.