السعودية ترفض إنشاء إسرائيل وحدات استيطانية جديدة شرق القدس

«البرلمان العربي» يُدين المشروع الاستيطاني الجديد بالقدس

TT

السعودية ترفض إنشاء إسرائيل وحدات استيطانية جديدة شرق القدس

عبرت وزارة الخارجية السعودية عن قلق المملكة البالغ من قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية طرح عطاءات لإنشاء 1257 وحدة استيطانية جديدة بالقرب من القدس الشرقية.
وأكدت الوزارة، إدانة السعودية، ورفضها لتلك الخطوة التي تتعارض مع قرارات الشرعية الدولية، والتي من شأنها تقويض حل الدولتين، والتأثير على جهود إحلال السلام في المنطقة.
وتواصلت ردود الفعل العربية المنددة بإعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي طرح مشروع لإنشاء مستوطنات في مدينة القدس المحتلة، وأعرب رئيس البرلمان العربي، عادل العسومي، الثلاثاء، عن إدانته لـ«قرار سلطة القوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل)، بشأن مشروع إنشاء (1257) وحدة استيطانية جديدة جنوب مدينة القدس المحتلة».
وقال رئيس «البرلمان العربي» إن «هذا القرار المُدان والخطير يأتي في سياق السياسة الاستيطانية المرفوضة في الأراضي الفلسطينية بما فيها مدينة القدس المحتلة، والذي يشكل انتهاكاً جسيماً لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، والإمعان في تقويض أسس حل الدولتين المعبر عن الشرعية الدولية وقرارات المجتمع الدولي».
وطالب العسومي «المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بإعلان رفضهم وإدانتهم لهذا المشروع الخطير، والقيام بدورهم لوقف هذه الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه المحتلة، وممارسة الضغط على سلطات الاحتلال لوقف هذه المشاريع التي تتحدى إرادة المجتمع الدولي والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة»، مُشدداً على «مواصلة البرلمان العربي لجهوده في نصرة الشعب الفلسطيني ومساندته في جميع المحافل الإقليمية والدولية، حتى ينال جميع حقوقه المشروعة في قيام دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس».
في السياق، أعربت «لجنة الشؤون الدينية والأوقاف» في البرلمان المصري، عن «استنكارها للقرار الذي اتخذته إسرائيل بطرح عطاءات لإنشاء وحدات استيطانية جديدة قرب مدينة القدس المحتلة، بهدف تغيير الواقع السكاني والعبث بالهوية الفلسطينية الأصلية».
وقالت اللجنة في بيان، أمس: «ندين هذه القرارات الباطلة التي تشكل انتهاكا صارخا لقرارات الشرعية الدولية»، وطالبت «المجتمع الدولي وهيئاته ذات الصلة باتخاذ موقف حاسم لوقف الاستيطان الإسرائيلي على أراضي دولة فلسطين، والقيام بواجباتهم ومسؤولياتهم الدولية والقانونية والأخلاقية في وقف هذه القرارات التي تسعى لتغيير الهوية الديموغرافية على الأراضي الفلسطينية العربية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».