السجن لتاجر إسرائيلي باع مواد لـ«حماس»

TT

السجن لتاجر إسرائيلي باع مواد لـ«حماس»

أصدرت المحكمة المركزية الإسرائيلية في مدينة بئر السبع، أمس (الثلاثاء)، حكماً بالسجن الفعلي لمدة سبع سنوات ودفع غرامة بقيمة 66 ألف دولار، على التاجر الإسرائيلي ميخائيل بيرتس؛ عقاباً له على بيع بضائع إلى تجار في قطاع غزة يعملون مع حركة «حماس»، بضمنها أنابيب ومواد معدنية وكيماوية تستخدم في صنع قذائف صاروخية.
وقد صدر الحكم وفقاً لبنود اتهام سياسية وأمنية، مثل «الاتصال بعميل أجنبي»، و«التآمر لارتكاب جريمة»، و«نقل مواد لمساعدة منظمة (حماس) الإرهابية على تنفيذ هجمات ضد إسرائيل». وجاء في القرار، إن بيرتس أقدم على أفعاله هذه بوعي كامل؛ إذ إن جهات أمنية إسرائيلية كانت قد استدعته وأبلغته بأن التجار الفلسطينيين الذين يعمل معهم، مرتبطون بشكل مباشر مع ناشطي «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لـ«حماس». وأوضحوا له، أن قسماً كبيراً من البضائع التي يبيعها، خصوصاً الأنابيب وأعمدة السياج وألواح الصفيح الثقيل والحاويات المعدنية وغيرها، تستخدم لصنع القذائف وحماية الأنفاق. ولكنه لم يرتدع، بل راح يبتدع الأساليب لوضع مصاعب أمام الجنود الذين يفتشون البضائع في معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم)، ويلتف عليهم ويخادعهم بوثائق مزورة، ويسجل في الطلبيات أن البضاعة موجهة إلى شركة تعمل في غزة؛ كي يخفي عن المفتشين في المعبر أنه عمل مع تاجر حظرت إسرائيل العمل معه.
وأكد قرار الحكم، أن الشهود الذين ظهروا في المحكمة، باسم جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) وغيره من أجهزة الأمن، أقنعوا القضاة بأن المعدات التي أدخلت إلى غزة ساعدت «حماس» في صنع صواريخ ومقذوفات وقذائف هاون وأسلحة أخرى. وأن المتهم كان يعرف ذلك. وقد تمت إدانته بفضل تسجيل محادثات هاتفية بينه وبين شخصين آخرين ضالعين في القضية.
ولم تقتنع المحكمة بادعائه أنه لم يهرّب بضائع أبداً، أو قوله إنه «ليس مستعداً للمس بأمن الدولة مقابل مليون دولار». كما رفضت المحكمة ادعاءات أخرى للمتهم، قال فيها إن السلطات الإسرائيلية نفسها تساعد «حماس» وتزودها بالكهرباء ومواد البناء والإسمنت وبالأموال النقدية القطرية، وإن سائقي شاحنات كثيرين نفذوا أفعالاً مشابهة ولم يعاقبوا، وأنه قطع علاقاته مع تجار غزيين منذ الكشف عن القضية.
واعتبرت المحكمة قضيته خطيرة للغاية وتحتاج إلى ردع. ولذلك فرضت عليه حكما بالسجن الفعلي لسبع سنوات (النيابة طلبت 8 سنوات)، والسجن مع وقف التنفيذ لسنة ونصف السنة، وغرامة مالية بمبلغ 200 ألف شيقل (66 ألف دولار). وتركت المحكمة لسلطات الضرائب أن تدير إجراءات قضائية أخرى ضده؛ كونه أخفى عنها مدخولات جانبية من الصفقات مع تجار غزة، في الفترة التي أعلن فيها عن إفلاسه، وأدار أعماله باسم قريب له.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.