لماذا يتجاهل مسؤولو كرة القدم الإصابات الناجمة عن جدول المباريات القاسي؟

النظره الجشعة لجلب إيرادات وأموال أدت إلى إرهاق عضلات اللاعبين وستصل بالمنافسات إلى نقطة الانهيار

راشفورد مهاجم يونايتد أصيب ولم يلحق بمنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
راشفورد مهاجم يونايتد أصيب ولم يلحق بمنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

لماذا يتجاهل مسؤولو كرة القدم الإصابات الناجمة عن جدول المباريات القاسي؟

راشفورد مهاجم يونايتد أصيب ولم يلحق بمنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
راشفورد مهاجم يونايتد أصيب ولم يلحق بمنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)

حذر البرازيلي غابرييل خيسوس مهاجم مانشستر سيتي من زيادة الإصابات بين اللاعبين هذا الموسم بسبب جدول المباريات المزدحم، بينما شن الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول هجوما على رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بسبب تقليص قاعدة التغييرات.
وتعاني الكثير من الفرق من حالات الإصابات في الفترة الأخيرة، وبخاصة ليفربول الذي خسر جهود 3 من مدافعيه هم الهولندي فيرجيل فان دايك (إصابة بالرباط الصليبي) والدولي الإنجليزي جو غوميز (أربطة الركبة) وزميله الظهير الأيمن ترينت ألكسندر - أرنولد. كما تعرض سيتي لإصابة هدافه الأرجنتيني سيرجيو أغويرو، بينما عاد خيسوس مؤخرا للعب بعد فترة ليست بالقصيرة من العلاج.
وأعلن نادي ليفربول بطل الدوري الإنجليزي لكرة القدم الخميس أن مدافعه الدولي جو غوميز خضع لعملية جراحية ناجحة في ركبته ستبعده عن الملاعب أشهرا عدة وستزيد المعاناة الداعية لمدربه الألماني يورغن كلوب.
وقال خيسوس: «هذا الموسم سيكون خطيرا على اللاعبين بسبب العدد الكبير من المباريات».
وأدت البداية المتأخرة لموسم 2020 - 2021 الذي تسبب فيه تأجيل استكمال الموسم الماضي بسبب جائحة «كوفيد - 19» إلى جدول مضغوط من المباريات خاصة للفرق المشاركة في دوري أبطال أوروبا.
وانتقد كلوب علنا قرار رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز بعدم الاستمرار في قاعدة الموسم الماضي المؤقتة والتي تسمح بإجراء 5
تغييرات بدلا من 3. وصوتت أندية الدوري الممتاز ضد الاستمرار في إجراء 5 تغييرات وهي قاعدة ما زالت مستمرة في الكثير من مسابقات الدوري الأوروبية، إذ جادلت الأندية الصغيرة بأن الفرق الكبيرة تملك أفضلية لامتلاكها تشكيلات أكبر.
لكن انتقادات كلوب استهدفت ريتشارد ماسترز الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الممتاز لإخفاقه في إقناع الأندية بأن ذلك ضرورة في فترة حرجة وخطيرة.
فبعد مرور 60 دقيقة من مباراة مانشستر سيتي أمام ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز، انطلق الظهير الأيمن ألكسندر أرنولد، خلف رحيم سترلينغ في محاولة لإفساد هجمة كان يشنها لاعبو سيتي، وارتدت الكرة لهجمة معاكسة لليفربول سريعة انتهت بسقوط أرنولد على الأرض مصابا في ربلة الساق. وفي نفس المرحلة تعرض ماركوس راشفورد مهاجم مانشستر يونايتد لإصابة خلال مواجهة فريق إيفرتون حرمته من الانضمام لمنتخب إنجلترا، كما تعرض زميله المدافع الأيسر لوك شو لإصابة في العضلة الخلفية ستغيبه نحو شهر عن المنافسات. إن انتقادات المدربين لمسؤولي اللعبه ما هو إلا جرس إنذار لإدراك ما هي قدرات أجسام البشر على الاحتمال، وحتى أجسام الرياضيين، هشة وتعاني في حالة الإجهاد وبذل مجهود أكبر من اللازم. وفي هذا السياق، كان من الطبيعي ظهور متكرر لحالات الإصابات، وليس غريبا السقوط الذي شاهدناه لألكسندر أرنولد ضحية لقسوة جدول المباريات المزدحم بعد استئناف النشاط الرياضي الذي كان قد توقف بسبب تفشي فيروس «كورونا».
لقد لعب ألكسندر أرنولد ألفا و137 دقيقة منذ بدء الموسم بمشاركته كبديل مع المنتخب الإنجليزي أمام آيسلندا في دوري الأمم الأوروبية في سبتمبر (أيلول) الماضي.
ويُعادل ذلك ما يزيد قليلا على 12 مباراة كاملة خلال شهرين فقط - رغم أن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، لم يعتمد عليه بشكل كامل في كل المباريات، ورغم أن المدير الفني لليفربول، يورغن كلوب، قرر إراحته باستبداله في مباراتين، حتى قبل الإصابة الأسبوع الماضي. ويعد ألكسندر أرنولد واحدا من 26 لاعبا في الدوري الإنجليزي الممتاز يغيبون عن المباريات حاليا بسبب تعرضهم لإصابات عضلية نتيجة الإرهاق.
ولا يتعين عليك أن تكون خبير اللياقة الهولندي، ريموند فيرهيجن، لكي تشخص هذه المشكلة - وذلك خلال فترة توقف دولية أخرى تم خلالها ضغط 3 مباريات أخرى في الفترة الزمنية التي كانت مخصصة في الأساس لخوض مباراتين فقط!.
ولا تعد الإصابات هي المشكلة الوحيدة في الوقت الحالي، حيث تعاني لعبة كرة القدم ككل، والدليل على ذلك أن مباراة مانشستر سيتي أمام ليفربول قد بدأت بشكل مذهل، وكان الشوط الأول رائعا. لقد دخل ليفربول المباراة معتمدا على 4 لاعبين في الناحية الهجومية، وهو الأمر الذي أربك حسابات مانشستر سيتي، وكانت المباراة تسير بشكل مثير للغاية. وفي الشوط الثاني، توصل مانشستر سيتي إلى طريقة للتغلب على هذه المشكلة، وهو الأمر الذي مكنه من الظهور بشكل أفضل بالفعل.
وغالبا ما يستخدم المحللون مصطلح «معركة تكتيكية مثيرة للفضول» خلال المباريات التي لا تشهد إثارة كبيرة، لكن مباراة مانشستر سيتي أمام ليفربول كانت حماسية وشهدت هجمات وفرصا متتالية من الفريقين، ولعبت المباراة بوتيرة سريعة للغاية أجهدت اللاعبين.
ربما كان لمانشستر سيتي الأفضلية بعد نهاية الشوط الأول، كما أن الثنائي الدفاعي روبن دياز وإيمريك لابورت منحا الفريق الصلابة الدفاعية التي كان يفتقر إليها منذ موسم ونصف الموسم. ورغم أننا كنا نتوقع زيادة الإثارة مع قرب انتهاء المباراة، فإن ذلك لم يحدث على الإطلاق. لقد كانت هناك 16 تسديدة في الساعة الأولى من المباراة، مقابل تسديدة واحدة فقط في النصف ساعة الأخيرة.
ربما يعود السبب في ذلك إلى أن كل فريق من الفريقين قد ارتضى بنتيجة التعادل - رغم أن مانشستر سيتي كان يؤكد وبكل تفاؤل على رغبته في تحقيق الفوز وتقليص فارق النقاط مع ليفربول. وربما تكون الأمطار المتواصلة قد جعلت الكرة ثقيلة بعض الشيء في الحركة على أرضية الملعب، لكن لا يُفترض أن يكون هذا هو حال الدوري الإنجليزي الممتاز.
في الحقيقة، هناك الكثير من الأسباب والخطوات التي كان من الممكن اتخاذها للتخفيف من ضغط المباريات وتأثير ذلك على اللاعبين، لكن الجشع يسيطر على التفكير بحيث لا يمكن لأحد أن يرى ما وراء مصلحته الشخصية فقط!
لقد سلط المدير الفني لليفربول، يورغن كلوب، والمدير الفني لمانشستر يونايتد، أولي غونار سولسكاير، الضوء على المشاكل التي تواجهها الأندية التي تلعب في البطولات الأوروبية ثم تلعب المباراة التالية في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد 3 أيام فقط، وهو الأمر الذي حدث بالفعل مع يونايتد وتوتنهام في نهاية الأسبوع الماضي. وكان من المفترض أن تكون هذه مشكلة بسيطة يتم حلها بسهولة، لولا حقوق البث التلفزيوني وأن قناة «بي تي سبورت» الرياضية اشترت حق إذاعة مباريات في الساعة 12:30 بعد الظهر من يوم كل سبت.
ونظرا لأن مباراة مانشستر سيتي أمام ليفربول كانت مقررة كأول اختيار لقناة «سكاي سبورت» بعد ظهر يوم الأحد، وفي ظل إقامة 3 مباريات في إطار منافسات الدوري الأوروبي، فإن ذلك كان يعني أن أفضل مباراة متاحة لها - لو أنها تجاهلت الأندية التي لعبت في دوري أبطال أوروبا يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي - ربما تكون مباراة كريستال بالاس أمام ليدز يونايتد، أو مباراة ساوثهامبتون أمام نيوكاسل. لكن من المفهوم أن «بي تي سبورت» يجب أن تذهب للجمهور الأكبر من خلال نقل مباراة مانشستر يونايتد. ورغم كل ذلك، من الصعب تصديق عدم إمكانية التوصل إلى حل وسط لهذا الأمر.
وبالمثل، اشتكى كل من كلوب وجوسيب غوارديولا من أن الدوري الإنجليزي الممتاز يسمح بإجراء 3 تبديلات فقط بدلا من الـ5 المسموح بها في غالبية الدوريات الأوروبية هذا الموسم، وهو الاقتراح الذي رفضته غالبية أندية الدوري الإنجليزي الممتاز. ورغم أن هذا الأمر قد يبدو تافها لأن العشرات من اللاعبين قد أصيبوا في أوتار الركبة خلال مشاركتهم في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال فترة أعياد الميلاد، فهل يمكن أن نلوم الأندية التي رفضت هذا الاقتراح رغم أنها تكون الخصم الأضعف في مواجهة الأندية الكبرى وليس بحاجة إلى إجراء آخر - زيادة عدد التبديلات - من شأنه أن يزيد من معاناتها!
وعلاوة على ذلك، يجب طرح الأسئلة التالية: ما السبب في خوض كل هذا العدد الكبير من المباريات؟ ولماذا تتعامل كرة القدم مع الأمور وكأن النشاط الكروي لم يتوقف تماما لمدة 100 يوم بسبب تفشي فيروس «كورونا»؟ وهل يتم إعفاء الفرق المشاركة في البطولات الأوروبية من المشاركة في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة هذا الموسم؟ وهل نحن حقا بحاجة إلى النسخة الحالية من دوري الأمم الأوروبية؟ وما الذي يعود علينا من مشاهدة لقاء ودي ممل بين إنجلترا وآيرلندا؟ وكان من الممكن أن تكون هناك حلول أكثر إبداعا مثل تنظيم الدوري الإنجليزي الممتاز بنظام المجموعات هذا الموسم لتقليل عدد المباريات، لكن ذلك لم يحدث.
لقد انفجر فرنك دي بور مدرب هولندا غضبا بعد فقدان لاعبين اثنين من منتخب بلاده للإصابة خلال التعادل 1 - 1 مع إسبانيا وديا الأربعاء الماضي، وقال: «لا أعتقد أنه كان يجب إقامة هذه المباراة، لا أعلم الجدوى من تلك المباريات الودية. الأموال مهمة لكننا بحاجة إلى الاعتناء باللاعبين. يجب على كل الأطراف الضالعة في الأمر الجلوس سويا للحديث لأن صحة اللاعبين مهمة. نحن متفقون على ذلك ويجب اتخاذ القرارات». وخرج المدافع ناثان آكي في بداية المباراة بسبب إصابة عضلية وعاد إلى فريقه مانشستر سيتي على الفور ليغيب عن هولندا في مواجهتي البوسنة وبولندا في دوري الأمم الأوروبية، كما أصيب الظهير الأيمن هانز هاتبور في التحام وخرج أيضا.
ويعود السبب وراء الإصرار على خوض كل هذا العدد الهائل من المباريات لأسباب مالية بكل تأكيد. ويجب أن تقام بطولة دوري الأمم الأوروبية لأن الاتحادات المحلية الأصغر التابعة للاتحاد ليويفا بحاجة للحصول على بعض الأموال والإيرادات. وبالمثل، تحتاج الأندية للمشاركة في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة وأكبر عدد ممكن من مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن من الصعب عدم تجنب فكرة أنه لو كانت الهياكل المالية لكرة القدم أكثر إنصافا، ولو لم يُعرض جشع الأندية الكبرى نظيرتها الصغرى للخطر، فكان من الممكن تجنب هذا الاضطراب اللامتناهي لكرة القدم. لكن الشيء المؤكد هو أن هذا كله يأتي على حساب اللاعبين الذين يتعرضون للإصابات بسبب الإجهاد.


مقالات ذات صلة

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

رياضة عالمية فوّت نيوكاسل فرصة الصعود إلى المركز السادس ليبقى عاشراً برصيد 18 نقطة (رويترز)

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

سقط نيوكاسل أمام ضيفه وست هام 0-2، الاثنين، في ختام المرحلة الثانية عشرة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل )
رياضة عالمية محمد صلاح (د.ب.أ)

«نقاشات إيجابية» بين ليفربول ووكيل محمد صلاح

يتواصل نادي ليفربول الإنجليزي مع وكيل أعمال محمد صلاح مهاجم الفريق، ويتردد أن المناقشات إيجابية بين الطرفين بشأن تجديد التعاقد.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ب)

«التدوير السريع» سلاح أموريم ليستوعب لاعبو يونايتد أفكاره

يشعر روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، بأن عملية التدوير خلال الشهر المقبل ستساعد في تسريع استيعاب اللاعبين طريقته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كيران ماكينا مدرب إبسويتش (رويترز)

هدوء في إبسويتش تاون بعد انطلاقة مريرة بالبريميرليغ

ربما كان إبسويتش تاون يتساءل عن مدى صعوبة الأمور بعد فشله في الفوز خلال أول 10 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم

«الشرق الأوسط» (إنجلترا)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (د.ب.أ)

غوارديولا: سأبحث عن طريقة ليفوز السيتي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إنه يتحمل مسؤولية إعادة مسار موسم فريقه للطريق الصحيح بعد تلقيه الهزيمة الخامسة على التوالي يوم السبت الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.