اليوم... سيدات الغولف يبدأن السباق على «جوائز النصف مليون دولار»

اللاعبات العالميات سيتنافسن مع «الهواة» على ملاعب «رويال غرينز»

مدينة الملك عبد الله الاقتصادية تستضيف المنافسات على مدار 3 أيام (الشرق الأوسط)
مدينة الملك عبد الله الاقتصادية تستضيف المنافسات على مدار 3 أيام (الشرق الأوسط)
TT
20

اليوم... سيدات الغولف يبدأن السباق على «جوائز النصف مليون دولار»

مدينة الملك عبد الله الاقتصادية تستضيف المنافسات على مدار 3 أيام (الشرق الأوسط)
مدينة الملك عبد الله الاقتصادية تستضيف المنافسات على مدار 3 أيام (الشرق الأوسط)

تدشن في السعودية اليوم البطولة النسائية للغولف الدولية للفرق بنظام مستحدث للفرق هو الأول من نوعه في العالم، بمشاركة من نخبة لاعبات العالم المحترفات جنباً إلى جنب مع مجموعة من الهواة في فرق مختلفة على ملعب ونادي الجولف «رويال غرينز» بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية بالمدينة الساحلية جدة.
وتنطلق منافسات البطولة بعد 24 ساعة من اختتام منافسات بطولة «أرامكو السعودية» النسائية للغولف التي حسمت أول من أمس بتحقيق الدنماركية إيملي بيديرسن كأس البطولة بعد منافسة مثيرة مع الإنجليزية جورجيا هال، عقب تعادل اللاعبتين في الجولة الأخيرة، مما اضطرهما للعب جولة حاسمة استطاعت فيها بيديرسن حسم اللقب، والفوز بجائزة المركز الأول من مجموع جوائز البطولة البالغة مليون دولار.
وينتظر أن تشهد منافسات البطولة المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة التي ستنطلق اليوم منافسات مثيرة تمتد لـ3 أيام بين الفرق المشاركة، حيث تم تشكيل 36 فريق باستخدام نظام مشابه لذلك المتبع في دوري كرة القدم الأميركية ودوري الرابطة الوطنية لكرة السلة الأميركية، وغيرها من دوريات الامتياز الأخرى. وستكون هناك جوائز جماعية وفردية، ويبلغ مجموع جوائزها نصف مليون دولار.
وسيلعب كل فريق 3 جولات، وتُسجل النتيجتان الأقل في كل حفرة. وسيتم احتساب ثلاثة أرباع العدد الإجمالي للضربات الإضافية للهواة. وسيتم احتساب نتائج اللاعبات الأربعة بصفتهن فريقاً وبطريقة خاصة.
وبعد 3 أيام، سيتوج الفريق الذي يمتلك أقل عدد من النقاط الإجمالية، وستتشارك اللاعبات المحترفات في الفريق جائزة المركز الأول البالغة 300 ألف دولار. وستحصل اللاعبة المحترفة المسجلة لأقل نتيجة على حصة من الجائزة الفردية (حتى إن لم تكن ضمن الفريق الفائز) التي تبلغ 200 ألف دولار.
وستتسم أجواء البطولة بالترفيه والمتعة، حيث ستقوم الفرق بالدخول إلى الملعب على أنغام موسيقى من اختيارهم الخاص، حيث قامت أسطورة جولف السيدات «لورا ديفيس» باختيار أغنية فريق ليفربول الشهيرة «لن تسير وحدك أبداً»، وتنطلق المنافسات يوم غد في الساعة 6:30 صباحاً. ورغم كونها بطولة رسمية تحت مظلة الجولة الأوروبية لجولف السيدات، فإنها ستكون ذات طابع تنافسي ودي في أجواء ترفيهية ممتعة، خصوصاً بعد فترة صعبة على جولف السيدات، والرياضة بشكل عام.
ومن جهته، أشار ماجد السرور، الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للغولف وغولف السعودية، إلى القيمة العالية التي ظهرت عليها منافسات الفردي بين نخبة الصف الأول عالمياً، مما يبعث التفاؤل بمنافسات قوية خلال بطولة الفرق.
وأضاف: «كانت المخاوف أن يكون للتوقف من جراء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) هذا العام تأثير على العطاءات والمستويات، حيث تم إلغاء كثير من الفعاليات المجدولة خلال 2020، إلا أن ما تم تقديمه كان لافتاً وختاماً متميزاً لهذا العام. وكبار المهتمين والمسؤولين في عالم الغولف يؤكدون أن بطولة السعودية النسائية الدولية للفرق هي أفضل طريقة لإنهاء موسم طويل مرهق بالنسبة للاعبات، حيث إنها بطولة ممتعة مشوقة مبتكرة تحتفي بجولف السيدات، وتدعم الرياضة النسائية».
يذكر أن القرعة للفرق قد شهدت اختيار 36 قائدة فريق للاعبة محترفة واحدة، وبعدها تم إضافة لاعبتين (محترفة وهاوية) إلى كل فريق بشكل عشوائي.
وكانت الإنجليزية تشارلي هول إحدى القائدات، وقد قامت باختيار الاسكوتلندية أليسون مويرهيد، حيث علقت هول على ذلك بالقول: «لقد لعبت مع أليسون في الأسبوع الماضي، وأعتقد أنها كانت مميزة حقاً. كما لعبت معها سابقاً في اسكوتلندا بجولة تدريبية، وكانت لطيفة، لذا فقد كان اختياراً سهلاً بالنسبة لي».
وأضافت اللاعبة التي حلت في المركز السادس في بطولة أرامكو السعودية النسائية المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة: «سيكون شعوراً مختلفاً أن تلعب في بطولة للفرق، في مقابل اللعب بشكل فردي. ستكون البطولة ممتعة، وتمنحنا الفرصة للاسترخاء بشكل أكبر، أنا أتطلع للمشاركة بها».
وفي المقابل، قالت الاسكوتلندية مويرهيد: «أنتظر المشاركة في بطولة السعودية النسائية الدولية للفرق، خصوصاً أني سأشارك إلى جانب تشارلي في فريق واحد. أنا متحمسة وأشعر بأننا نستطيع أن نقدم نتيجة رائعة بصفتنا فريقاً؛ نحن نمتلك المهارة اللازمة لفعل ذلك، وستكون المسألة معتمدة على إحراز الضربات القصيرة، وتجنب الضربات الإضافية فوق المعدل. اللعب كفريق أمر مختلف، وسوف نمد بعضنا بطاقة إيجابية، وتحديداً حين تؤدي إحدى أعضاء الفريق بشكل جيد».
وذلك في حين ستلعب السويسرية مورجان ميترو التي قدمت أداءً مميزاً في بطولة السعودية النسائية الدولية حققت من خلاله المركز العاشر إلى جانب وصيفة البطولة اللاعبة الإنجليزية جورجيا هال، مما سيمنح الفريق فرصة جيدة لتقديم نتائج مميزة هذا الأسبوع.
وأشارت ميترو لذلك بالقول: «لدي فريق مميز، لذلك أتطلع بحماس اليوم للمنافسة، لقد اختارتني جورجيا هال، وتنضم إلينا ناتاشا فير. ومن الرائع وجود نظام مختلف كهذا، حيث يمكننا أيضاً التنافس على جوائز فردية. التنافس كفريق من أجل تحقيق نتيجة واحدة يعني أن نقدم الدعم بعضنا لبعض، مما يجعل الأجواء مختلفة ممتعة».



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.