حذر دبلوماسي بارز في الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، من التأخر الخطير في إبرام اتفاق تجاري بين بريطانيا والكتلة لمرحلة ما بعد «بريكست» مع بدء أسبوع من المفاوضات الحاسمة في بروكسل.
وتنتهي المرحلة الانتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 ديسمبر (كانون الأول) وستحتاج المملكة المتحدة وأوروبا إلى اتفاق تجاري لتنظيم العلاقات بينهما وإلا سادت فوضى اقتصادية بين الجانبين.
والتقى كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه ونظيره البريطاني ديفيد فروست مرة جديدة في بروكسل على أمل التوصل إلى اتفاق بعد ثمانية أشهر من المحادثات غير المثمرة.
وقال الدبلوماسي البارز الذي تحدث شرط عدم كشف اسمه: «دعونا نرى ما إذا كان سيكون هناك اتفاق. لا يمكننا أن نقول في هذه المرحلة ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية هذا الأسبوع، أو في أي وقت، أو على الإطلاق». وأضاف: «لكن الأمر تأخر جداً في أي حال»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي لندن، اعتبر ناطق باسم رئاسة الوزراء أن «هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به والوقت قصير للغاية».
ومع انتهاء الموعد النهائي في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، باتت الحاجة إلى اتفاق سريع ملحّة أكثر لإتاحة الوقت للتدقيق القانوني والترجمة ثم لمصادقة البرلمان الأوروبي الذي من المقرر أن يكون الاجتماع الأخير له هذا العام في 16 ديسمبر.
ولفت الدبلوماسي إلى أن «الحلول الإبداعية» ستكون ضرورية إذا تم التوصل إلى اتفاق بعد فوات الأوان، علماً أن أي اتفاق سيتطلّب أسبوعين إلى ثلاثة من العمل القانوني قبل تصويت أعضاء البرلمان الأوروبي.
وقال فروست لدى وصوله لحضور جلسة محادثات مع بارنييه في بروكسل: «نعمل بجد للتوصل إلى اتفاق، لكن ما زال هناك الكثير من الأمور التي يجب القيام بها».
ويقول مسؤولون من الطرفين إن كل فريق ينتظر الآخر لاتخاذ خطوة كبيرة بشأن أصعب القضايا المتبقية. وبالنسبة إلى المملكة المتحدة، على الاتحاد الأوروبي أن يتجاهل آماله في الحفاظ على وصول واسع ودائم للصيادين الأوروبيين إلى المياه البريطانية.
وفي المقابل ذلك، ينتظر الاتحاد الأوروبي أن تضع لندن ضمانات للمنافسة العادلة في قضايا مثل البيئة والصحة والمساعدات الحكومية.
وقال تييري بريتون ممثل فرنسا لدى المفوضية الأوروبية التي تقود محادثات الاتحاد الأوروبي: «نحن صارمون للغاية بشأن شروطنا. فإذا احترمها رئيس الوزراء بوريس جونسون، سيكون هناك اتفاق. وإذا لم يحترمها، لن نتوصل إلى صفقة».
ودخلت المحادثات هذه المرحلة الحاسمة فيما تواجه حكومة جونسون التي تكافح أيضا موجة ثانية من تفشي فيروس كورونا المستجد، تغييرا في عدد من الموظفين.
وقلّل ناطق باسم جونسون من شأن الضجة التي أثيرت عقب رحيل كبير المستشارين دومينيك كامينغز محذرا من المبالغة في الأمر. وقال: «لن يكون هناك تغيير في نهجنا، كما أعلن ديفيد فروست في نهاية الأسبوع»، مشددا على أن الاتفاق يجب أن يحترم "قوانيننا ومياهنا». وأضاف: «نحن في حاجة إلى رؤية مزيد من الواقعية من جانب الاتحاد الأوروبي بشأن ما يعنيه أن تكون المملكة المتحدة دولة مستقلة».
تحذير أوروبي من تبعات التأخر «الخطير» في المفاوضات مع بريطانيا
تحذير أوروبي من تبعات التأخر «الخطير» في المفاوضات مع بريطانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة