زيدان يصف الأوضاع في جنوب ليبيا بـ«الهادئة» رغم تجدد الاشتباكات

مصرع وإصابة 11 جنديا بالكفرة.. والجيش يستعد لمواجهة «فلول القذافي» في سبها

علي زيدان
علي زيدان
TT

زيدان يصف الأوضاع في جنوب ليبيا بـ«الهادئة» رغم تجدد الاشتباكات

علي زيدان
علي زيدان

وصف علي زيدان، رئيس الحكومة الانتقالية، الأوضاع في جنوب ليبيا بأنها «هادئة»، موضحا أنه جرى تزويد القوات المسلحة في الجنوب بتجهيزات ومعدات إضافية، إضافة إلى الوقود والأدوية وبعض المستلزمات، وأعرب عن أمله في أن يجري خلال أيام تأمين مطار سبها وتسهيل عمليات النقل إلى هناك لتوفير كل الاحتياجات، كما أعلن عن تشكيل لجنة برئاسة وزير العمل تتابع الأوضاع الأمنية هناك.
وأوضح زيدان، في مؤتمر صحافي أمس، أن فرق الصيانة التابعة للشركة العامة للكهرباء تمكنت من الدخول إلى منطقة الكفرة لإصلاح خطوط نقل الطاقة الكهربائية التي تعرضت للقصف والتفجير، مرجعا سبب انقطاع الكهرباء وضعف شبكة الإنترنت وشبكة الهاتف الجوال إلى الدمار الذي تعرضت له أبراج وشبكات الكهرباء نتيجة الأوضاع الأمنية بالمنطقة الغربية أخيرا.
وتجددت مساء أول من أمس الاشتباكات بين الكتيبة «427» التابعة للجيش الليبي والمجموعات المسلحة التي تغلق طريق الكفرة - جالو عند حقل الشعلة النفطي بمنطقة السرير، مما أدى إلى مصرع أربعة جنود وجرح سبعة آخرين.
وقال رئيس لجنة أمن المعلومات بمجلس الكفرة المحلي، إن الاشتباكات وقعت أثناء محاولة أفراد من الكتيبة فتح طريق آمن لأهالي الكفرة وتازربو.
وجرى إعلان تأجيل الدراسة لمدة أسبوع بدءا من أول من أمس، نظرا لما تمر به المنطقة من ظروف أمنية صعبة ونقص في إمدادات الوقود وانقطاع التيار الكهربائي عنها.
في غضون ذلك، قدم نوري أبو سهمين، رئيس المؤتمر الوطني الليبي (البرلمان)، في بيان مقتضب تعازيه لـ«الشهداء من الضباط والثوار وأفراد الجيش الليبي في كافة أنحاء ليبيا الذين قضوا نحبهم من أجل الدفاع عن أرض الوطن»، وصد ما وصفه بـ«المؤامرة ضد ثورة 17 فبراير».
من جهته، زار الحبيب الأمين، وزير الثقافة والمجتمع المدني الليبي، قاعدة الكفرة الجوية للاطلاع على آخر استعدادات قوات الجيش وكتائب الثوار المتوجهين إلى مدينة سبها لتطهيرها من فلول النظام السابق وبسط الأمن بها.
ونقلت وكالة الأنباء المحلية عن الحبيب قوله إن معنويات عناصر الجيش الليبي وقادة الثوار وطياري سلاح الجو المتمركزين بطائراتهم في القاعدة، عالية ومرتفعة، وإنهم ينتظرون ساعة الحسم للقيام بواجبهم الوطني، مشيرا إلى أن كل الاستعدادات اتخذت لتحرك القوات على الأرض والتوجه إلى سبها لدحر أعداء الثورة واجتثاث العصابات المسلحة التي تروع أهالي المدينة.
من جهته، أعرب جورج شاربنتيبر، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا، عن قلقه إزاء الآثار التي خلفتها الاشتباكات في الجنوب الليبي التي أدت إلى نزوح مئات الأسر، وإلى نقص في السلع الأساسية بما فيها الإمدادات الغذائية والأدوية والوقود والأموال في البنوك. وناشد شاربنتيبر، في بيان صحافي، جميع الأطراف وضع حد للعنف والحفاظ على المدنيين، داعيا جميع الأطراف إلى السماح بإيصال الدعم الإنساني دون عوائق، وضمان تقديم المساعدات بشكل منصف.
من جهة أخرى، نجا عقيد شرطة في مدينة بنغازي شرق ليبيا من محاولة اغتيال إثر تعرضه لعملية إطلاق نار من مسلحين ترصدوا له لدى خروجه من منزله بمنطقة رأس عبيدة. وذكرت مصادر طبية بمستشفى الجلاء في بنغازي أن العقيد عبد الرحيم الجلالي مصاب بأربع طلقات نارية، فيما قال مصدر أمني إن الجلالي الذي يعمل حاليا بالإدارة العامة لطيران الشرطة التابعة لوزارة الداخلية، سبق أن تعرض لمحاولة اغتيال سابقة.
وعلى صعيد متصل، اغتيل عيسي الأجرب، رئيس المجلس المحلي لمدينة الرياينة، بالرصاص أثناء تجوله بالمدينة، من قبل مجهولين. وقال شهود عيان إن ملثمين أطلقوا وابلا من الرصاص عليه ولاذوا بالفرار، فيما أصيب شخص آخر كان برفقته بجروح.
من ناحية أخرى، أعلنت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن عودة حركة تنقل الأفراد والبضائع عبر المنفذ الحدودي «رأس أجدير» بين ليبيا وتونس، إلى طبيعتها بعد أن تعثرت خلال الأيام الماضية بسبب اعتصام عناصر من الجمارك التونسية. وقالت الوكالة إن حركة تنقل المواطنين والشاحنات والبضائع بين الجانبين الليبي والتونسي عادت إلى طبيعتها، مشيرة إلى أن حركة الدخول والخروج عبر الحدود تسير بسهولة ويسر بعد أن أنهت السلطات التونسية اعتصام عناصر الجمارك.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.