ائتلاف دولة القانون يرفض دعوة زعيم عشائري إلى المالكي للقائه في الأنبار

استمرار معارك الكر والفر شرق الرمادي

عناصر أمن عراقيون يوقفون سيارة عند نقطة تفتيش في الرمادي أول من أمس (رويترز)
عناصر أمن عراقيون يوقفون سيارة عند نقطة تفتيش في الرمادي أول من أمس (رويترز)
TT

ائتلاف دولة القانون يرفض دعوة زعيم عشائري إلى المالكي للقائه في الأنبار

عناصر أمن عراقيون يوقفون سيارة عند نقطة تفتيش في الرمادي أول من أمس (رويترز)
عناصر أمن عراقيون يوقفون سيارة عند نقطة تفتيش في الرمادي أول من أمس (رويترز)

أعلن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي رفضه للمبادرة التي أطلقها الشيخ علي الحاتم السليمان، رئيس مجلس ثوار العشائر وأحد أبرز شيوخ الدليم، بعقد لقاء مباشر مع المالكي شريطة أن يكون اللقاء في إحدى مدن الأنبار، لبحث الوضع الأمني المتدهور في هذه المحافظة الغربية.
وقال علي الشلاه عضو البرلمان عن ائتلاف دولة القانون، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «وقت مثل هذه المبادرات انتهى، ولا يمكن الحديث بشأن ذلك في وقت بدأ الخناق يضيق فيه على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من قبل قوات الجيش ومساندة مباشرة من عشائر الأنبار».
وكان الحاتم قد أعلن، في لقاء أجرته معه قناة «البغدادية» التلفزيونية من الرمادي، مركز المحافظة، أن الحكومة هي التي خلقت الأزمة في المحافظة من خلال استهدافها المدنيين عبر القصف الجوي، وتنكرها للحقوق المشروعة للمتظاهرين، مشيرا إلى أنه على استعداد للقاء المالكي، شريطة أن يزور محافظة الأنبار.
ورد الشلاه على تصريحات الحاتم بالقول إن «الحكومة عندما بدأت تضرب المسلحين من (داعش) قالوا إن هؤلاء ثوار عشائر، وهي مغالطة مكشوفة ثبت بطلانها فيما بعد». وكشف الشلاه عن أن «الولايات المتحدة الأميركية وروسيا كشفتا من خلال الأقمار الصناعية تجمعات (داعش)، وبالفعل فقد أعلنوا في الفلوجة إمارة إسلامية وبدأوا بمحاسبة الناس هناك على أمورهم المدنية»، مبينا أنه «عندما بدأت الضربات قوية الآن من قبل الحكومة وبإسناد عشائري أخذوا يتحدثون عن احتمال وجود (داعش)». وأوضح الشلاه أنه «رغم كل ما يقال، ولكي لا تختلط الأوراق، فإننا نرى أنه كل من يطلق النار على القوات العسكرية ينتمي إلى (داعش) بصرف النظر عن التسمية التي يريد أن يطلقها على نفسه». وشدد الشلاه على أن «الحل السياسي ممكن لكن ليس الآن، إذ يفترض أن تتركز الجهود في الوقت الحاضر على مؤازرة الحكومة في حملتها ضد الإرهاب وأن يجري الاعتراف علنا بوجود (داعش) و(القاعدة)، وعدم خلط الأوراق، وعندها يمكن أن يجري الحديث عن مبادرات سياسية وحلول ممكنة».
بدوره، قال الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي شيخ عشائر البوفهد، التي تشارك في قتال «داعش» مع القوات الحكومية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «القفز على الحقائق مرفوض». وأضاف، تعليقا على ما عبر عنه علي الحاتم، قائلا إن «الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة هنا هي مَن قام بتهجير العائلات من كثير من المناطق في الرمادي والفلوجة؟ ومَن قام بالاستيلاء على مراكز الشرطة وطرد الشرطة منها وأحرق المقرات وحتى المنازل؟»، مبينا أن «من ينفي وجود (داعش) في الأنبار كأنما يعيش في كوكب آخر». وردا على سؤال بشأن ما يقوله خصوم الحكومة من أن القصف المدفعي هو الذي أدى إلى تهجير الناس، قال الفهداوي إن «هذه المسألة غير صحيحة لأن عمليات التهجير وطرد الإدارات المحلية، خصوصا من الفلوجة، بدأت قبل وصول الجيش، والأمور باتت أكثر تعقيدا، وهو ما حصل في الرمادي، حيث لا تزال الأمور معقدة والقتال يجري على طريقة الكر والفر».
وردا على سؤال بشأن تضارب المعلومات حول مجريات القتال في الأنبار، قال الفهداوي إن «المعالجات العسكرية ليست سليمة تماما، لأن هؤلاء المسلحين لديهم جيوب وحاضنات، وبالتالي فإنه كلما طهرت منطقة يعودون إليها وهو ما يجعل الأوضاع أكثر تعقيدا».
من جهته، دعا مجلس محافظة الأنبار إلى مصالحة وطنية جديدة بين الحكومة المركزية والمحافظة. وقال رئيس المجلس صباح كرحوت في تصريح: «ندعو الحكومة المركزية في بغداد إلى عقد مصالحة وطنية جديدة بينها وبين محافظة الأنبار لإيقاف نزيف الدم وإتمام المصالحة الوطنية بين جميع العراقيين».
وعلى صعيد المواجهات، أفاد مصدر أمني بأن القوات الحكومية أحبطت هجوما على مركز شرطة النعيمية، جنوب الفلوجة. وقال المصدر إن «القوات الأمنية وبالاشتراك مع طيران الجيش والمدفعية، أحبطت محاولة الهجوم على مركز شرطة النعيمية (...)، مما أسفر عن مقتل سبعة إرهابيين وإصابة 40 آخرين».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.