فاز حزب الرئيسة الفعلية لميانمار، أونغ سان سو تشي، «الرابطة الوطنية للديمقراطية»، بأغلبية مطلقة في الانتخابات البرلمانية، دانتها مجموعات عرقية لحرمانها من هذا الاستحقاق الديمقراطي. كما رفضت المعارضة المتحالفة مع الجيش النتائج الرسمية. الأرقام الرسمية لا تزال ترد بعد خمسة أيام على الاقتراع، وهو الثاني من نوعه منذ 2011؛ السنة التي شهدت حل المجلس العسكري بعد حكم استمر نصف قرن. ويرى مراقبون على نطاق واسع أن الاقتراع جرى بسلاسة في يوم الانتخاب، رغم توقعات بمشاركة منخفضة بسبب ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد.
لكنهم دانوا ما اعتبروه افتقار لجنة الانتخابات للشفافية وإلغاءها الانتخابات في العديد من المناطق ذات الأقليات الإثنية، لأسباب أمنية في الظاهر.
وأدى ذلك إلى حرمان 1.5 مليون ناخب من التصويت. ودانت مجموعات حقوقية الاقتراع الذي أجري الأحد وحرمت منه أقلية الروهينغا المسلمة من التصويت، لوجودهم، إما في مخيمات لجوء في بنغلاديش، أو لتجريدهم من حق المواطنة في ميانمار.
وأظهرت الأرقام التي أعلنتها لجنة الانتخابات، الجمعة، فوز «الرابطة الوطنية للديمقراطية» بـ368 مقعداً، أي أكثر من 50 في المائة من مقاعد البرلمان، حتى مع احتساب ربع المقاعد المخصصة للجيش بموجب الدستور. والحزب في طريقه لتخطي فوزه الكاسح في 2015 رغم الخيبة التي تشعر بها العديد من المناطق ذات الأقليات الإثنية. وقال المتحدث باسم الحزب ميو نيونت لوكالة الصحافة الفرنسية، «واضح أن الناس أدركوا الحاجة ليحصل الحزب على أصوات كافية تسمح له بتشكيل حكومة بمفرده»، مضيفاً أن من شأن ذلك أن يساعد في «تقليل النزاع السياسي». ومني الحزب المعارض الرئيسي، «اتحاد التضامن والتنمية» المتحالف مع الجيش، بهزيمة في أنحاء البلاد مع فوزه بـ25 مقعداً فقط بحلول الجمعة.
ويعد الحزب أن الانتخابات لم تكن نزيهة ولا عادلة، ويطالب بإقالة أعضاء مفوضية الانتخابات وإجراء انتخابات جديدة. وحذر المحلل خين زاو وين، ومقره رانغون، من أن الأشهر المقبلة ستشهد فوضى سياسية، مضيفاً أن الوضع ناجم عن امتلاء مفوضية الانتخابات بأشخاص «يقولون نعم باستمرار وغير أكفاء». وهنأت كل من اليابان والهند وسنغافورة، سو تشي، وحزبها، على الفوز. وأرسل الحزب، الخميس، كتاباً لجميع الأحزاب السياسية للأقليات العرقية، واعداً بأن يضع رغباتهم «في أولوياته».
وقال مونيوا أونج شين متحدث آخر باسم الحزب الحاكم، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الفوز «الساحق» أظهر أن الشعب لا يزال يثق في قيادة سو كي. وأضاف: «لكن يتعين علينا العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية»، مشيراً إلى أن الحزب دعا 39 من أحزاب الأقليات العرقية للتعاون معه.
لكن البعض، حسب هورسي، سيستنتجون أن العملية الانتخابية لا تنفعهم ويختارون «التمرد السياسي أو الانتفاض». والتوتر مرتفع بشكل خاص في ولاية راخين (غرب)، حيث أدت المعارك بين «جيش أراكان»، وهي جماعة مسلحة تقاتل من أجل مزيد من الحكم الذاتي لإثنية راخين، والجيش، إلى نزوح 200 ألف شخص.
وفي تواصل غير مسبوق بين الأعداء، طالبت مجموعة «جيش أراكان»، الحكومة والجيش، بإجراء انتخابات فرعية في أقرب وقت، في مناطق ألغي فيها الاقتراع، وذلك في بيان رحب به الجيش. ورغم تضرر سمعة سو تشي على مستوى العالم بسبب أزمة الروهينغا، التي تواجه ميانمار بشأنها اتهامات إبادة، لا تزال تحظى باحترام على نطاق واسع في البلاد.
فوز ساحق لزعيمة ميانمار سو تشي في الانتخابات التشريعية
مجموعات حقوقية تدين اقتراعاً حرمت منه أقلية الروهينغا المسلمة
فوز ساحق لزعيمة ميانمار سو تشي في الانتخابات التشريعية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة