إصابات واشتباكات ومنع دخول فلسطينيي الضفة إلى الأقصى

فلسطينيون من كفر قدوم قرب نابلس خلال اشتباك مع قوات إسرائيلية أمس (إ.ب.أ)
فلسطينيون من كفر قدوم قرب نابلس خلال اشتباك مع قوات إسرائيلية أمس (إ.ب.أ)
TT

إصابات واشتباكات ومنع دخول فلسطينيي الضفة إلى الأقصى

فلسطينيون من كفر قدوم قرب نابلس خلال اشتباك مع قوات إسرائيلية أمس (إ.ب.أ)
فلسطينيون من كفر قدوم قرب نابلس خلال اشتباك مع قوات إسرائيلية أمس (إ.ب.أ)

شهدت مدينة القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة، أمس (الجمعة)، سلسلة مظاهرات ومسيرات منددة بالاحتلال والاستيطان عملت قوات الاحتلال الإسرائيلي على قمعها واعتقال عدد من المواطنين بينهم امرأة، وحرمت سكان الضفة الغربية من أداء الصلاة داخل المسجد الأقصى.
ففي منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، أصيب عدد من المواطنين، بينهم صحافي، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي. وحسب شهود عيان، اقتحم جنود الاحتلال الأحياء واعتلوا أسطح عدد من المنازل في منطقة باب الزاوية وأطلقوا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب الشبان؛ ما أدى إلى إصابة مصور الوكالة الفرنسية، حازم بدر، بقنبلة غاز في قدمه، إضافة إلى إصابة عدد من المواطنين بالرصاص المعدني وبالاختناق، جرى علاجهم ميدانياً.
وفي كفر قدوم، محافظة قلقيلية، أصيب ثلاثة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق، خلال قمع قوات الاحتلال المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح مدخل القرية الرئيسي المغلق منذ 17 عاماً. وحسب منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، فإن عشرات الجنود هاجموا المسيرة وأطلقوا صوبها الرصاص «المطاطي» وقنابل الغاز المسيل للدموع، والصوت. وقال شتيوي، إن جنود الاحتلال اقتحموا عدداً من منازل المواطنين وحطموا نوافذها واعتلوا أسطحها واستخدموها ثكنات عسكرية لقناصتهم.
وأشار إلى أن مسيرة أمس جاءت إحياءً للذكرى الـ16 لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات، وتنديداً بسياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الأسرى.
وفي محافظة نابلس، منعت قوات الاحتلال المتواجدة على حاجز بيت فوريك العسكري، أمس، المواطنين ممن هم ليسوا من سكان القرى المحيطة من المرور عبر الحاجز. وروى شهود عيان، أن جنود الاحتلال المتواجدين على الحاجز، قاموا بتفتيش المركبات بشكل دقيق، ومنعوا ثلاث سيارات لصحافيين كانوا متوجهين لتغطية أداء صلاة الجمعة في الأراضي المهددة بالاستيلاء في بيت دجن من المرور أيضاً.
وفي المحافظة نفسها، أصيب عدد من المواطنين بالاختناق، نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، أطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال قمع مسيرة بالأراضي المهددة بالاستيلاء، في قرية بيت دجن. وأفاد شهود عيان، بأن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع بكثافة صوب المشاركين في المسيرة.
وكانت فصائل العمل الوطني، قد دعت المواطنين للمشاركة في المسيرة، وفاءً لروح الشهيد الأسير كمال أبو وعر، الذي استشهد في سجون الاحتلال في 10 الحالي.
وفي غور الأردن، شرع مستوطنون، أمس، في نصب خيام بمنطقة أم خروبة بالأغوار الشمالية. وأفاد الناشط الحقوقي عارف دراغمة، بأن المستوطنين شرعوا اليوم في نصب خيام بمنطقة أم خروبة، غرب خربة السويدة بالأغوار الشمالية، مضيفاً أنهم كانوا يتواجدون في هذه المنطقة باستمرار ويرعون مواشيهم فيها خلال الفترة الماضية.
وفي منطقة رام الله، أصيب فجر أمس، ثلاثة مواطنين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامها المدينة. وقالت مصادر أمنية، إن مواجهات اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال عدة مناطق في المدينة؛ ما أدى إلى إصابة مواطنين، اثنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وثالث بالرصاص الحي. ولفتت المصادر إلى أن تلك القوات اقتحمت مدينة البيرة، قبل أن تنسحب. وقد تم اعتقال 8 أشخاص، بينهم امرأة.
وفي القدس، للجمعة الثالثة على التوالي عرقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، وصول المواطنين الفلسطينيين أبناء وبنات الضفة الغربية لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك. وأفاد شهود عين، بأن شرطة الاحتلال أعادت عدة حافلات تقل مواطنين من محافظات الضفة إلى حاجز حزما العسكري شمال شرقي القدس المحتلة، ومنعتهم من الوصول إلى الأقصى بعد دخولهم إلى مدينة القدس. كما احتجزت قوات الاحتلال عدداً من النساء الوافدات إلى الأقصى عند باب العمود في القدس القديمة، وشددت من إجراءاتها على مداخل البلدة، ومحيط الأقصى مع بدء توافد المصلين للأقصى ودققت في هوياتهم الشخصية.
وكانت هذه القوات قد باشرت، منذ ساعات الصباح، بنشر عناصرها بمن في ذلك الشرطة وحرس الحدود، والقوات الخاصة وفرق الخيالة والضباط، على أبواب المسجد الأقصى كافة والقدس القديمة، ووضعت السواتر، وحررت هويات كل المصلين الوافدين إلى الأقصى. وقال أحد الشبان من مدينة طولكرم «منذ عام وأنا أحلم بالوصول إلى القدس للصلاة في الأقصى، وخرجت عند الساعة السابعة صباحاً من المنزل، واحتجزت على أبواب الأقصى لأكثر من 3 ساعات، وخلال ذلك احتجزت هويتي (لضمان عدم مغادرة المكان)، ثم قاموا بترحيلي عبر حافلات خاصة».
وفي الأقصى، أدى المصلون من أهالي القدس والداخل (فلسطينيي 48)، الصلاة، ضمن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا. وقدرت دائرة الأوقاف الإسلامية أعداد المصلين في الأقصى بنحو 12 ألفاً. وطالب خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد سليم محمد علي خلال خطبة الجمعة كل من آذى الرسول بالاعتذار، وقال «الذين يؤذون الرسول لهم عذاب أليم».



نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.