عزم ترمب الانسحاب من أفغانستان يقلق الحلفاء

باريس ستبلغ بومبيو معارضتها لهذه الخطوة

TT

عزم ترمب الانسحاب من أفغانستان يقلق الحلفاء

أثار تعيين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مسؤولين موالين له في مناصب قيادية بالبنتاغون، مباشرة بعد إقالة وزير الدفاع مارك إسبر، مخاوف الديمقراطيين وحلفاء الولايات المتحدة في الخارج، خصوصاً مع ورود تقارير عن عزم الرئيس تسريع الانسحاب الأميركي من أفغانستان، رغم احتمال اصطدامه بتحفظات العسكريين.
وعين الرئيس الأميركي، الذي يرفض الاعتراف بهزيمته الانتخابية أمام الديمقراطي جو بايدن، اللفتنانت السابق في القوات الخاصة كريستوفر ميلر وزيراً للدفاع، بعدما تولى إدارة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب قبل ثلاثة أشهر فقط. كما تم تعيين الكولونيل السابق في سلاح البر دوغلاس ماكغريغور في منصب كبير مستشاري وزير الدفاع.
ولم توضح السلطة التنفيذية هدف هذا التعديل، لكن السيناتور راند بول المقرب من ترمب رحب بوصول ماكغريغور إلى البنتاغون. وماكغريغور من أشد مؤيدي الانسحاب من أفغانستان، أياً تكون الظروف على الأرض، ودافع بشدة عن هذه الفكرة على «فوكس نيوز»، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وكتب بول على «تويتر»: «أنا سعيد للغاية لأن دونالد ترمب طلب من صديقي الكولونيل داغ ماكغريغور المساعدة في إنهاء الحرب في أفغانستان بسرعة». وأضاف أن «الفكرة من هذا الخيار وغيره هي أن يكون هناك الأشخاص المناسبون لمساعدته أخيراً على وقف حروبنا التي لا نهاية لها».
كان الرئيس ترمب أعلن عن رغبته في خفض عديد القوات في أفغانستان إلى 2500 في أوائل 2021، حتى أنه تحدث عن انسحاب كامل في عيد الميلاد، لكن الجيش أصر على ربط أي انسحاب بتراجع العنف على الأرض.
وفي رد فعل على هذا التوجه، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس، إن الحكومة الفرنسية ستبلغ وزير الخارجية الأميركي خلال زيارته المرتقبة إلى باريس عدم تأييدها سحب القوات الأميركية من أفغانستان أو العراق.
وعند سؤاله حول احتمال تسريع سحب القوات الأميركية من أفغانستان، قال الوزير لتلفزيون «بي إف إم» وراديو «آر إم سي» المحليين، إنه «لا يجب القيام بذلك في رأينا. ولا يجب القيام بذلك في العراق أيضاً، سنقول له ذلك» خلال زيارته إلى باريس.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.