الفنان السعودي أحمد ماطر يتبرع بـ «مغناطيسية» لدعم جهود مكافحة «كوفيد ـ 19»

أحمد ماطر وعمله الفني «مغناطيسية»
أحمد ماطر وعمله الفني «مغناطيسية»
TT

الفنان السعودي أحمد ماطر يتبرع بـ «مغناطيسية» لدعم جهود مكافحة «كوفيد ـ 19»

أحمد ماطر وعمله الفني «مغناطيسية»
أحمد ماطر وعمله الفني «مغناطيسية»

تعرض دار «كريستيز»، في مزاد يتوجه لمجابهة التأثيرات النفسية لـ«كوفيد - 19»، الذي تتشارك فيه مع عدد من الجهات العالمية، عملاً أيقونياً للفنان السعودي أحمد ماطر، وهو «مغناطيسية».
كانت الدار قد أعلنت عن إطلاق مبادرة لدعم مواجهة فيروس «كورونا» من خلال الفنون، تمثلت في مزاد بعنون «المستقبل لم يُكتب: مزاد لفنون الاستشفاء»، بمشاركة منظمة الصحة العالمية ومبادرة «الأمم المتحدة 75». ومن المقرر أن تستمر مزادات «الاستشفاء بالفن»، بالتعاون مع دار «كريستيز» لعام كامل تعرض خلالها بيع العديد من الأعمال المتنوعة. أول عمل سيعرض للبيع في المزاد هو «مغناطيسية 2012»، لأحمد ماطر، ويتراوح السعر المتوقع ما بين 80 ألفاً إلى 120 ألف جنيه إسترليني.
العمل الذي نفذه الفنان باستخدام شذرات الحديد والمغناطيس ليكون به مشهداً مألوفاً، وهو الطواف حول الكعبة، وما بين جذب المغناطيس الذي يتوسط الصورة وبين انسجام الشذرات حوله في دوائر متساوية، نجد أنفسنا أمام عمل له أبعاد عميقة في النفس.
العمل تبرع به الفنان ليعرض في مزاد دار «كريستيز» المعنون «الاستشفاء بالفن» لصالح حملة منظمة الصحة العالمية لمحاربة فيروس «كوفيد - 19»، وهو أمر قريب إلى قلبه، فهو يفخر دائماً بعمله كطبيب، الذي استمر يزاوله حتى فترة قريبة.
التجربة الروحية التي اختصرها الفنان في عمل بسيط جداً وعميق جداً أيضاً له أصداء خاصة جداً لديه، فهو يتذكر: «عندما وصف لي أجدادي تجربتهم في الحج، وأنا طفل صغير، كانوا دائماً يذكرون ذلك التجاذب الروحي الذي أحسوا به تجاه الكعبة، والإحساس بأنهم منجذبون إليها فيما يشبه الجذب المغناطيسي».
«مغناطيسية» الذي يتبرع به ماطر في صورته الكاملة له أصداء أخرى قريبة، حيث توقفت حركة الطواف حول الكعبة لفترة أشهر بسبب الإجراءات الاحترازية التي فرضت على المملكة العربية السعودية، وتوقفت العمرة، وحتى الحج، كان محدوداً للغاية؛ يبعث العمل بموجات من الروحانية في زمن الإغلاق.
الروحانية تتجاور مع العلم في مجسم ماطر، وتندمج مع معاني الهوية والدين، ولا عجب أن يعرض العمل في محافل ومتاحف عالمية مثل بينالي فينيسيا والمتحف البريطاني ومتحف بروكلين ومعهد العالم العربي بباريس.
يصف المقال الملحق بالعمل في كاتالوغ المزاد بأنه «بسيط ولكنه آسر في مفهومه وفي شكله الواقعي». ويرى فيه رمزاً لثنائية العالم وجوهر الوجود الإنساني، ما بين المكعب والدائرة، والضوء والظلمة، وما بين الأبيض والأسود.
من المقرر أن تخصص جميع عائدات المبادرة لتمويل نشاطات منظمة الصحة العالمية لدعم الاستجابة لمبادرات الصحة العقلية التي يحتاجها العالم بشدة لمواجهة هذا الوباء من خلال الاستخدام العملي للفنون في المساعدة في التعافي، وكذلك الاستفادة من عائدات صندوق مبادرة «المستقبل لم يكتب» في دعم المشاريع التي يقودها فنانون، والتي تيسر بشكل مباشر الشفاء المجتمعي ورسائل الرعاية الصحية في زمن الوباء.
سوف يتم الإعلان عن تفاصيل القطع الفنية التي سيجري بيعها خلال الأشهر المقبلة، وفي هذا الصدد، يقول ديرك بول، رئيس جمعية أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في «كريستيز»، «إنه لشرف للدار أن تعمل مع منظمة الصحة العالمية و(مبادرة الأمم المتحدة 75)، وأن تقدم منصة للفنانين والأعمال في العام المقبل لمساعدة الأفراد والمجتمعات. كما يسرنا أن نستهل العرض بعمل الفنان أحمد ماطر، الذي يعتبر اليوم أحد أشهر الفنانين في المملكة العربية السعودية، في إطار تعاوننا في المزاد الذي يستمر لمدة عام».



«كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات» يبدأ أعماله في الرياض

جانب من حفل تدشين كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في الرياض (هيئة الأدب)
جانب من حفل تدشين كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في الرياض (هيئة الأدب)
TT

«كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات» يبدأ أعماله في الرياض

جانب من حفل تدشين كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في الرياض (هيئة الأدب)
جانب من حفل تدشين كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في الرياض (هيئة الأدب)

دشّن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الثلاثاء، كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات، الذي بدأ أعماله من الرياض؛ بدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية، لتشجيع الأبحاث والشراكات الداعمة لترجمة الثقافات والنصوص الثقافية، ومد الجسور بين الحضارات التي تخلق حوارات ثقافية متنوعة.

وقال الدكتور محمد علوان الرئيس التنفيذي للهيئة، خلال كلمته في الحفل، إن «الهيئة تسعد بأن تكون جزءًا من هذا الإنجاز المتمثل في تدشين الكرسي»، مؤكداً أنه «يجسد جانباً مهماً من التطلعات الثقافية لـ(رؤية السعودية 2030)، والمساهمة في تعزيز وتشجيع التعاون الدولي بمجال البحث والتطوير».

الدكتور محمد علوان خلال حفل التدشين (هيئة الأدب)

وأضاف علوان، خلال الحفل، أن الكرسي «يُقدِّم فرصة ذهبية لتحقيق الأهداف المتكاملة لتعميق فهم تراث السعودية العريق وإيصاله إلى العالم»، مبيناً أن «فكرة إنشائه جاءت في إطار الاهتمام اللافت لوزارة الثقافة، والدور المحوري للبحث العلمي في صياغة واقع ومستقبل ثقافي مشرق للمملكة».

واختتم الرئيس التنفيذي للهيئة كلمته بالإشارة إلى أن الكرسي «سيُقدِّم إسهامات علمية رصينة في مجال ترجمة الثقافات، وسيكون منصة رائدة لتبادل الخبرات والمعارف بين الباحثين من مختلف أنحاء العالم».

الكرسي جاء بدعم من هيئة الأدب في السعودية (الهيئة)

من جهتها، قالت الدكتورة منيرة الغدير رئيس الكرسي، أن «الترجمة من عوامل ازدهار الحضارة الإنسانية، وترتكز في جوهرها على ترجمة الثقافات نفسها»، موضحة أن «هذا الفهم للترجمة كتجربة ثقافية تحولية، أساسي لاكتشاف السبل التي يمكن من خلالها تعزيز الحوار الثقافي بين الأمم، ومواجهة الأسئلة النظرية والفلسفية حول ما هية العلاقة بين اللغات والثقافات».

وأكدت الغدير أن الكرسي «ينطلق من هذا الإطار المفاهيمي، والإشراقات الحضارية، وبناء الثقافات، بدءاً من الثقافة العربية التي أثرت الحضارة الغربية، لتعود مرة أخرى في مسارات فكرية تجمع دول الشمال والجنوب».

الدكتورة منيرة الغدير تلقي كلمتها أمام الحضور (هيئة الأدب)

وبيّنت أن «الكرسي يسعى لإعادة تصور تاريخ الترجمة، بدءاً من اللغة العربية والعالم العربي، ويهدف من خلال هذا النهج إلى تجاوز هيمنة نموذج الدراسات المتمركزة حول الغرب، ليساهم في تطوير المعرفة بين وعن دول الجنوب، ويكشف عن المفاهيم والأطروحات التي تم التغاضي عنها سابقاً في دراسات الترجمة والعلوم الإنسانية».

وتحتضن مدينة الرياض كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات؛ لتعزيز العمل الترجمي حول العالم، وتلبية حاجة القطاع الثقافي إلى البحوث المتخصصة في العلوم الإنسانية والاجتماعية والتعليم الشامل والتنوع، وتشجيع الشراكات التي تجمع ممثلي القطاعات الأكاديمية لتعزيز البحوث العلمية، بالإضافة لتقديم المنح الدراسية، وتنظيم الندوات، وإثراء الأطروحات الأكاديمية الحالية، لتطوير مفهوم الثقافة العربية والتنوع الثقافي.