الضوضاء والضوء يغيران عادات «تعشيش» الطيور

تشير النتائج المثيرة للقلق أخيراً إلى انخفاض أعداد الطيور بأكثر من 30 في المائة في العقود القليلة الماضية، ولتطوير استراتيجيات فعّالة لحل هذه المشكلة، يحتاج العلماء إلى فهم سبب التراجع.
ومن أجل فهم الأسباب، نظر الباحثون من جامعة بوليتكنك بولاية كاليفورنيا الأميركية، خلال دراسة نشرت أول من أمس في دورية «نيتشر» في مجموعة ضخمة من البيانات، منها ما تم جمعه من خلال برنامج «نيست واتش» لمراقبة الأعشاش، والذي تم تصميمه لتتبع البيولوجيا التناسلية للطيور، ويمكن لأي شخص المشاركة فيه.
ووصلت عدد الأعشاش التي توفرت بياناتها إلى 58 ألفاً و506 أعشاش، تخص 142 نوعاً عبر أميركا الشمالية، ونظر الفريق في عدة عوامل لكل عش، بما في ذلك الوقت من العام الذي حدث فيه التكاثر، وما إذا كان كتكوت واحد على الأقل قد خرج من العش.
ووجد الباحثون أن التلوث الضوئي يجعل الطيور تبدأ في التعشيش قبل شهر من المعتاد في البيئات المفتوحة مثل الأراضي العشبية أو الأراضي الرطبة وقبل 18 يوماً في مناطق الغابات، ويكون تعشيش الطيور من أجل التكاثر متزامناً مع ذروة توافر الغذاء لإطعام الصغار، وتكون النتيجة لعدم التطابق في التوقيت، هو أن الطيور تفقس الكتاكيت الجائعة قبل أن يتوفر طعامها بسهولة، وإذا حدث ذلك فقد تكون أعشاش الموسم المبكر أقل نجاحاً في تربية كتكوت واحد على الأقل.
واكتشف الباحثون أن الطيور التي استطاعت التكيف مع التلوث الضوئي وتقدمت في توقيت تكاثرها لديها بالفعل نجاح تكاثر أفضل، والتفسير المحتمل لذلك هو أن التلوث الضوئي سمح لهذه الطيور في الواقع بالتحول نحو التوافر المبكر للغذاء، والذي جاء ملائماً لتغيرات المناخ.