القصّة والمضمون
> أيهما أهم وأولى بالنسبة للفيلم ومُشاهده: القصّة أو المضمون؟ متابعة الحكاية أو الانشغال بقضاياها وأبعادها؟
> تحيلنا كل الأفلام الروائية إلى هذا السؤال: هناك تلك الأفلام التي تفصح حكاياتها عن مضامين وأبعاد وهناك الأفلام التي تعنى بالمضمون أولا ثم تلبسه حكاية مناسبة. لسان حال القسم الأول من الأفلام: «دعونا نأخذ حكاية جنديين كان عليهما الوصول إلى خلف حدود العدو للتواصل مع فرقة تخطط لشن هجوم» (فيلم 1917) أو «هذه حكاية صياد عجوز خرج يصطاد في البحر وعاد وقد أكلت الأسماك السمكة الكبيرة التي اصطادها» (العجوز والبحر).
> في المقابل: «أريد أن أحكي عن امرأتين ربما كانت إحداهما هي انعكاس للأخرى، يعني ربما هي حكاية امرأة واحدة»، مثل «برسونا» لبرغمَن، أو عن بيروت قبل الحرب الأهلية وما ينضح بين أفراد عائلة تعيش الفترة الحرجة «بيروت يا بيروت» لمارون بغدادي.
> في هذا القسم الثاني من الأفلام يترجم المخرج الأبعاد النفسية أو الاجتماعية أو الذاتية التي تراوده ويرغب فيها إلى مواقف من ناحية وإلى لقطات ثابتة (لمدينة خالية، شارع مزدحم، جدران بغرافيتي، أشجار عارية تحت سماء رمادية الخ…) من ناحية أخرى.
> الاختيار الأول سيهتم بإيجاد حكاية فعلية (بفصولها التمهيدية والوسطى ثم النهائية) ومنها يستخرج ما يريد. الحكاية هنا هي سكة الحديد والمواقف والأبعاد مثل المناظر التي يمر بها القطار.
> كلا الاتجاهين قد يقود إلى أفلام جيدة أو رديئة، بمعنى أن الإجادة لا علاقة لها بهذا الاختيار أو ذاك، بل هو مجرد لجوء المخرج للسينما التي يريد وقد ينجح وقد يفشل.
8:30 دقيقه
المشهد
https://aawsat.com/home/article/2622491/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%87%D8%AF
المشهد
المشهد
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة