العراق يوسّع عملياته ضد «داعش» بعد هجوم بغداد

شرطي عراقي قرب مخيم خاوٍ للنازحين في الفالوجة خلال العمليات ضد «داعش» أمس (إ.ب.أ)
شرطي عراقي قرب مخيم خاوٍ للنازحين في الفالوجة خلال العمليات ضد «داعش» أمس (إ.ب.أ)
TT

العراق يوسّع عملياته ضد «داعش» بعد هجوم بغداد

شرطي عراقي قرب مخيم خاوٍ للنازحين في الفالوجة خلال العمليات ضد «داعش» أمس (إ.ب.أ)
شرطي عراقي قرب مخيم خاوٍ للنازحين في الفالوجة خلال العمليات ضد «داعش» أمس (إ.ب.أ)

وسّعت القوات العراقية نطاق عملياتها لمطاردة خلايا تنظيم «داعش» بدءاً من المناطق المحيطة بالعاصمة التي يطلق عليها «حزام بغداد»، وصولاً إلى صحراء الأنبار غرباً وجبال مكحول وخانوكة شمال غربي البلاد، بعد سقوط ضحايا في هجوم للتنظيم قرب بغداد الأسبوع الماضي.
ووجّه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال ترؤسه، أمس، اجتماعاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني لمناقشة المستجدات الأمنية في البلاد، القوات كافة «بمواصلة العمليات الاستباقية من أجل تفويت الفرصة على الجماعات الإرهابية»، بحسب بيان لمكتبه.
وشدد الكاظمي على «ضرورة إبعاد الملف الأمني عن التأثيرات السياسية، لضمان الاستقرار الشامل في البلاد». وقدّم نائب قائد العمليات المشتركة تقريراً مفصلاً عن العمليات الأمنية التي انطلقت في جبال مكحول وخانوكة، لملاحقة تنظيم «داعش» وخلاياه، فضلاً عن العمليات التي انطلقت في صحراء الأنبار.
وكلف المجلس الوزاري للأمن الوطني خلال اجتماعه مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي «متابعة تطورات الوضع الأمني في ديالى، على أن يحدد خلال الأيام المقبلة، اجتماعاً خاصاً لمناقشة الأوضاع فيها»، مؤكداً «ضرورة ضبط الأمن فيها».
وقُتل 7 من قوات الصحوة والمدنيين حين هاجم «داعش» موقعاً عسكرياً في ساعة متأخرة من الليل. ويعد هجوم الرضوانية هو الأول من نوعه في مناطق حزام بغداد منذ عام 2014؛ الأمر الذي عدته القوى السياسية بمثابة اختراق أمني كبير يتطلب إعادة النظر بالخطط الأمنية كاملة.
وفي هذا السياق، تواصل السلطات عملياتها ضد التنظيم في مناطق جبال مكحول وخانوكة في محافظة صلاح الدين في حين بدأت قوات بمشاركة «الحشد العشائري» في محافظة الأنبار بملاحقة خلايا التنظيم في صحراء الأنبار، ووصلت قوات من الشرطة الاتحادية لمسك الحدود العراقية - السورية.
وكانت خلية الإعلام الأمني أعلنت، أمس، عن قيامها بتفجير عشرات الأوكار لتنظيم «داعش» فضلاً عن العثور على ما أسمته «مدفع جهنم» في جبال خانوكة. وقال بيان للخلية، إن «القطعات العسكرية العراقية أطلقت عملية عسكرية وأمنية واسعة في سلسلة خانوكة لملاحقة بقايا عصابات (داعش) الإرهابية وتطهير هذه المناطق».
وأضاف البيان، أن «نتائج هذه العملية كانت تدمير 4 عجلات و56 وكراً، والعثور على 3 قواعد رشاشة و106 عبوات ناسفة، وما يسمى مدفع جهنم، وقاعدة راجمة، وصاروخين، و5 عجلات متروكة، وخندقين، و15 موضع رمي، و45 نفقاً، و3 ركائز هاون، ومنصتي إطلاق صواريخ، و11 قنبرة هاون، ومسطرة تفجير، ومرصد للعدو، كما تم تطهير 3 طرق، في حين أصيب 4 مقاتلين وتضررت آلية».
وكان نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق الركن عبد الأمير الشمري، أعلن أنه «في اليوم الثامن للعملية الواسعة التي تهدف إلى تطهير سلسلة جبال مكحول والخانوكة، حددنا المناطق الحاكمة التي يجب أن تبقى بها المراقبة والمراصد مستمرة».
وأوضح أن «المناطق التي تم تحديدها من الجهة الغربية تسيطر على منطقة الجزيرة، أما الجهة الشرقية فهي نهر دجلة والمناطق الشرقية له والتابعة لكركوك، وستتم السيطرة على تلك المناطق من خلال الكاميرات والطائرات المسيرة». وأشار إلى أن «هذه المناطق في حاجة إلى عمل إضافي بعد عمليات التطهير التي جرت هناك».
إلى ذلك، أعلنت قيادة «الحشد العشائري» في محافظة الأنبار غربي العراق عن وصول فرقة من قوات الشرطة الاتحادية لمسك المناطق الغربية، وصولاً إلى الشريط الحدودي مع سوريا غرب العراق.
وقال القيادي قطري العبيدي في تصريح، إن «فرقة من قوات الشرطة الاتحادية وصلت إلى المناطق الغربية لحفظ أمن واستقرار المناطق الغربية بمسافة 200 كلم باتجاه الشريط الحدودي مع سوريا غربي الأنبار، ضمن خطة القيادات الأمنية لزيادة التحصينات لمنع حالات التسلل وتعقب ما تبقى من خلايا (داعش)».
وأضاف أن «القوة ستعزز من انتشارها على تل جفوف والباغوث ومناطق صحراوية أخرى باتجاه الشريط الحدودي مع سوريا»، لافتاً إلى أنها «ستسهم بعمليات مشتركة مع قوات حرس الحدود في حفظ أمن واستقرار المناطق الغربية للحيلولة دون وقوع أي خرق أمني»، مؤكداً أن «قوام القوة نحو 7 آلاف ضابط ومنتسب».


مقالات ذات صلة

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

العالم العربي جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

أفادت «وكالة الأنباء العراقية»، اليوم (السبت)، بأن جهاز الأمن الوطني أعلن إحباط مخطط «إرهابي خطير» في محافظة كركوك كان يستهدف شخصيات أمنية ومواقع حكومية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.