سوريون في الداخل: لن يعود أحد إلى الجحيمhttps://aawsat.com/home/article/2620391/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84-%D9%84%D9%86-%D9%8A%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D8%A3%D8%AD%D8%AF-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AD%D9%8A%D9%85
«إذا عادوا فسنموت من الجوع. لولا الحوالات المالية التي يرسلها للاجئين في الخارج لما تمكنا من العيش»، هذا ما قاله سوري أب لأربعة أبناء فروا إلى بلاد اللجوء تباعا خلال سنوات الحرب، في تعليقه على مؤتمر عودة اللاجئين الذي انعقد أمس الأربعاء بدمشق برعاية روسية ومشاركة 27 دولة بتمثيل على مستوى سفراء ومساعدي وزراء، بينها ثلاث دول عربية؛ لبنان وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية. واستقبل الشارع السوري أنباء عقد المؤتمر بلامبالاة ممزوجة بعدم تصديق. وقال صحافي في دمشق: «ليس هناك شخص عاقل نجا من الجحيم يفكر بالعودة إليه. الحكومة تعي ذلك جيدا، بل إنها لا تفعل شيئا للحفاظ على من تبقى من السوريين في أرضهم ومنازلهم، وهي إذ تدعو اللاجئين للعودة فليس همها عودتهم بل همها استثمار ورقتهم لاستجرار أموال المساعدات». وزاد: «ما من شاب أو شابة في سوريا اليوم لا يحلم باللجوء» ويعتمد غالبية السوريين في الداخل على المساعدات المالية الزهيدة التي يرسلها أبناؤهم الذين فروا من الحرب. مازن شاب سوري اضطر للعودة من بلد بعد لجوء ست سنوات بعد فقدانه الأمل بالوصول إلى أوروبا بشكل نظامي، قال لـ«الشرق الأوسط» إنه «نادم على عودته رغم حبه للبلد فالوضع المعيشي مزر. عليهم أن يعقدوا مؤتمرا للهجرة لتسهيل سفر ما تبقى من السوريين قبل أن يموتوا في هذه الأوضاع المعيشية والصحية القاتلة». من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الأسد «تناسى جميع الأزمات التي تعيشها مناطق نفوذ نظامه، انطلاقاً من صعوبة بالغة بتأمين مادة الخبز والمحروقات وصولاً إلى شح فرص العمل والغلاء الفاحش فضلاً عن انعدام الأمن والأمان، والتي تحرم المواطن السوري هناك من أبسط حقوقه المعيشية ضمن (وطنه)، ليقوم بعقد مؤتمر برفقة حليفه الروسي حول عودة اللاجئين». تابع: «تناسى الأسد مرة أخرى أن نظامه وقواته برفقة حلفائه الروس والإيرانيين هم المسبب الأول بتهجير المواطنين ودفعهم للنزوح واللجوء، فالواقع مغاير تماماً لادعاءات النظام السوري وحلفائه، حيث إن طائرات نظام بشار الأسد الحربية والمروحية، شنت وفقاً لإحصائيات المرصد السوري وتوثيقاته، أكثر من 220 ألف ضربة جوية منذ انطلاقة الثورة السورية 2011، متسببة بمقتل 26403 مدنيين». وزاد: «الراعية الرسمية لمؤتمر عودة اللاجئين (روسيا)، عمدت خلال 61 شهراً من عمر دخولها على خط العمليات العسكرية إلى قتل 8661 مدنيا».
مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليميhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5084938-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%8A%D8%AA-%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%85%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%B3%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.
تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.
واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».
وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».
وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.
كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».
فرص استثمارية
عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».
كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.
ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.
التنسيق المشترك
البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.
تحديات المنطقة
يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».
وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.
كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».
تطوير العمل الدبلوماسي
وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».
ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».
بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.