نيابة الجزائر تطالب بالمؤبد ضد المتهم الرئيسي في قضية {بنك الخليفة»

TT

نيابة الجزائر تطالب بالمؤبد ضد المتهم الرئيسي في قضية {بنك الخليفة»

طالبت النيابة الجزائرية أمس بالسجن مدى الحياة في حق عبد المؤمن خليفة، المتهم الرئيسي في قضية إفلاس «بنك الخليفة» التي تعد إحدى أكبر الفضائح الاقتصادية في تاريخ الجزائر، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الجزائرية.
وقالت الوكالة إن النائب العام لمحكمة الجنايات لدى مجلس قضاء البليدة (50 كيلومتراً غرب الجزائر) «التمس في قضية (بنك الخليفة) السجن المؤبد في حق المتهم الرئيسي عبد المؤمن خليفة، الرئيس والمدير العام السابق لمجموعة (آل خليفة)». كما طلب النائب العام مصادرة جميع الأملاك الخاصة بالمتهم التي تم حجزها على ذمة هذه القضية.
وخلال استجوابه، أنكر عبد المؤمن خليفة جميع التهم الموجهة إليه، وقال إنه تعرض «لمؤامرة للإطاحة به بتواطؤ من النظام السابق» لعبد العزيز بوتفليقة.
وفُتحت المحاكمة مجدداً الأحد، بعد قبول المحكمة العليا طلب الطعن بالنقض في أحكام المحكمة الجنائية لعام 2015 على عبد المؤمن خليفة بالحبس 18 عاماً نافذاً، وبغرامة مالية قدرها مليون دينار جزائري، وبمصادرة أملاكه.
وتشمل التهم الموجهة لعبد المؤمن خليفة، والمتهمين الآخرين: «تكوين جمعية أشرار»، و«التزوير في محررات رسمية واستعمال المزور»، و«السرقة المقترنة بظرف التعدد والنصب والاحتيال وخيانة الأمانة والرشوة»، إضافة إلى «التزوير في محررات مصرفية» و«الإفلاس بالتدليس»، وفق وكالة الأنباء الجزائرية.
كما تطال القضية مسؤولين كباراً وشخصيات سياسية ومالية وإعلامية ورياضية.
وكانت محكمة جنايات مجلس قضاء البليدة قد حكمت غيابياً على خليفة عام 2007 بالحبس مدى الحياة. وتسبب انهيار «مجموعة خليفة» عام 2003، وإفلاس «بنك الخليفة» في خسائر مالية للدولة والمودعين تقدر بخمسة مليارات دولار، ولجأ خليفة إثر ذلك إلى لندن. وسلمت السلطات البريطانية عبد المؤمن خليفة إلى الجزائر في ديسمبر (كانون الأول) 2013 بعد استنفاد الطعون. كما حكمت محكمة نانتير الفرنسية على خليفة عام 2014 بالحبس خمس سنوات، لإدانته باختلاس مبالغ بملايين اليوروات، في إطار إفلاس مجموعته.
وتشمل «مجموعة خليفة» مصرفاً وشركة طيران، وقناتين تلفزيونيتين، وبلغ عدد موظفي المجموعة في الجزائر وأوروبا 20 ألفاً.
من جهة ثانية، نظرت محكمة في خنشلة، شمال شرقي الجزائر، أمس، في استئناف الناشط في الحراك ياسين مباركي، المحكوم عليه بعشر سنوات سجناً بعدة تهم، ولا سيما «الاستهزاء بالدين الإسلامي»، على أن تنطق بالحكم بعد أسبوعين، بحسب ما أعلنت منظمة حقوقية لوكالة الصحافة الفرنسية أمس. وذكرت اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين، الداعمة للحراك، أن النيابة طلبت تأكيد عقوبة المحكمة الابتدائية، وأن قرار محكمة الاستئناف سيصدر في 25 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».