نيجيرفان بارزاني: مقترحات بغداد بشأن الخلاف النفطي لم تأت بجديد

رفض وضع حصة الإقليم من العائدات بيد الحكومة الاتحادية

نيجيرفان بارزاني
نيجيرفان بارزاني
TT

نيجيرفان بارزاني: مقترحات بغداد بشأن الخلاف النفطي لم تأت بجديد

نيجيرفان بارزاني
نيجيرفان بارزاني

أقر نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، بأن تشكيل حكومة الإقليم المقبلة «ليس سهلا، إذ لا يمكن أن تجمع كل الأطراف الكردستانية بهذه السهولة في وجود اختلافات بينهم». وأضاف بارزاني المكلف من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني بترؤس التشكيلة الثامنة لحكومة إقليم كردستان أن حزبه «قدم مقترحاته للاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير وهو بانتظار الرد عليها»، مبينا أن جولة أخرى من المباحثات ستبدأ مع بقية الأحزاب لإكمال كل الإجراءات المتعقلة بتشكيل الحكومة.
تصريحات بارزاني جاءت في مؤتمر صحافي عقده أمس في أربيل بعد اجتماعه بعدد من الوزراء وأعضاء مجلس النواب العراقي من الكتل الكردية. وخصص الاجتماع للتباحث حول الخلافات النفطية بين أربيل وبغداد. وقال بارزاني في كلمة «إن قانون النفط والغاز الصادر عن برلمان الإقليم الذي ما زال مرفوضا من قبل بغداد لم يتجاوز صلاحيات الإقليم في الدستور العراقي الذي صوت عليه الكرد قبل غيرهم». وبين بارزاني أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية «ترغب في أن تتوصل بغداد وأربيل إلى اتفاق يضمن حقوق الجميع».
وأوضح بارزاني أن مفاوضات بشأن قانوني النفط والغاز وقانون توزيع العائدات جرت في عام 2007، واتفق فيها على نقطة مهمة وهي أنه «إن لم يتوصل الطرفان إلى أي اتفاق حول هذا الموضوع فسيكون التصرف في هذا القطاع باستقلالية من دون الخروج عن الدستور العراقي، وحتى الآن لم يحصل أي اتفاق، وما زالت بغداد مصرة على قطع الطريق أمام الإقليم في ممارسة حقه الدستوري في هذا القطاع».
وقال بارزاني إن بغداد تطالب الإقليم بتسليمها النفط والعائدات، وأن تمنح بغداد في ما بعد حصة الإقليم من العائدات، أي أن تكون حصة الإقليم بيد بغداد، وهو ما رفضته حكومة كردستان العراق. وأضاف أن بغداد «تريد أن تضع هذه الورقة بين يديها كورقة ضغط على الإقليم تهددها به بقطع حصتها من الموازنة العامة متى شاءت».
ولم يمانع بارزاني مشاركة بغداد في معرفة «سعر بيع النفط (...) وحتى في المشاركة في تدقيق العدادات»، واتهم حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بأنها «لا تزال تؤمن بعقلية السيطرة المركزية ولغة التهديد»، مؤكدا أن هذه «لغة مرفوضة ولا يمكن القبول بها (...) وستكون مضرة لبغداد وللإقليم ولمستقبل العراق بشكل عام». وشدد بارزاني على أن الإقليم «لن يتنازل عن حقوقه الدستورية وبالأخص في ما يتعلق بالقطاع النفطي».
وقال بارزاني إن الوضع الحالي في العراق «إن لم يكن أسوأ من عام 2005 الذي شهد الاتفاق على الدستور العراقي، فهو لا يقل عنه خطرا»، مشددا على أن القيادة السياسية في إقليم كردستان «لن تقبل بالعودة إلى الوراء واستغلال موارد الإقليم في أشياء تضرها كما كانت الحكومات السابقة تفعل ضد الشعب الكردي». ولم يخف بارزاني أن المقترح الأخير المقدم من بغداد بهدف تجاوز الأزمة «لم يأت بشيء جديد».
وسلط بارزاني الضوء على تاريخ الإقليم منذ سقوط النظام السابق وقال «استطاع الإقليم تقوية أعمدة الاقتصاد والحفاظ على الاستقرار الذي شجع المستثمرين والسياح وحتى الصحافيين على القدوم إلى الإقليم والعمل فيه واستثمار رؤوس الأموال». كما تحدث عن أنشطة الإقليم الدبلوماسية «من حيث افتتاح ممثليات له في الكثير من دول العالم وافتتاح ممثليات دبلوماسية وتجارية وقنصليات للكثير من الدول في الإقليم»، عادا ذلك دليلا على أن «للعالم ثقة كبيرة في الإقليم».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.