تقرير: ترمب يستغل مسؤوليه لمحاولة البقاء في السلطة

الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

تقرير: ترمب يستغل مسؤوليه لمحاولة البقاء في السلطة

الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب (أ.ف.ب)

أكد تقرير صحافي أن الرئيس دونالد ترمب، الذي من المفترض أن يترك البيت الأبيض خلال 70 يوماً فقط، يعمل على تسخير قوة الحكومة الفيدرالية لمقاومة نتائج الانتخابات التي خسرها، وهو أمر لم يفعله أي رئيس في التاريخ الأميركي.
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فإن جهود ترمب خلال السنوات الأربع الماضية ركزت على الاستعداد لإمكانية خسارته الانتخابات عن طريق تكديس الحكومة بالمعينين المطيعين لإدارته وتقويض مصداقية المؤسسات الأخرى بما في ذلك وكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون ووسائل الإعلام المحايدة.
فقد عبّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس (الثلاثاء) عن ثقته في أنه بمجرد إحصاء كل صوت «قانوني» فإن ذلك سيؤدي إلى «فترة ثانية لإدارة ترمب»، رافضاً فيما يبدو فوز بايدن.
وقال بومبيو في مؤتمر صحافي بوزارة الخارجية: «سيكون هناك انتقال سلس لإدارة ثانية لترمب». وسعى لاحقاً إلى طمأنة العالم بأن انتقال السلطة في أميركا سيكون ناجحا. وأضاف: «سنحصي جميع الأصوات».
ويوم الاثنين، طلب وزير العدل الأميركي ويليام بار، المعين من قبل ترمب، من ممثلي الادعاء الاتحاديين التحقيق في أي مزاعم «ذات بال» عن مخالفات في عملية التصويت والإحصاء.
ومن جهتها، رفضت إميلي مورفي، رئيسة إدارة الخدمات العامة الأميركية، التوقيع على خطاب يسمح للفريق الانتقالي لبايدن بالحصول على حزمة التمويل والخبرات والمرافق المخصّصة لمساعدة الرئيس المنتخب على التحضير لتولي السلطة.
وفي السياق ذاته، طالب البيت الأبيض الوكالات الفيدرالية بإعداد ميزانية للعام المقبل، كما لو كان ترمب سيظل رئيسا للولايات المتحدة.
كما شرع الرئيس في إعادة هيكلة إدارته، فأقال وزير الدفاع مارك إسبر ورؤساء ثلاث وكالات أخرى، في الوقت الذي عين فيه البيت الأبيض أحد الموالين لترمب في منصب رئيسي في وزارة الدفاع وقام بترقية آخر كان قد وصف زورا الرئيس السابق باراك أوباما بأنه إرهابي.
ويتوقع الخبراء أن يقيل ترمب أيضاً مديري مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية.
وقال تقرير «نيويورك تايمز» إن إدارة ترمب طلبت من بعض مسؤولي السفارات الأميركية في البلدان الأخرى عدم دعم أي جهود لمساعدة بايدن على الاتصال بالقادة الأجانب الذين يريدون تهنئته.
ومنذ بدء فرز الأصوات، حشد ترمب إدارته وضغط على حلفائه الجمهوريين للتصرف كما لو كانت النتيجة لا تزال غير مؤكدة، إما بسبب الأمل الضعيف في قلب النتائج فعلياً أو على الأقل التشكيك في نتائج الانتخابات.
وخلال فترة رئاسته، حاول ترمب دفع الكثير من الجمهور الأميركي إلى عدم تصديق أي شخص آخر غيره، وقد نجح في ذلك إلى حد كبير، حيث يدعم الكثير من مؤيديه الادعاءات التي أطلقها بخصوص تزوير الانتخابات رغم عدم وجود أدلة على ذلك.
وأظهر استطلاع رأي تم إجراؤه قبل يومين أن 70 في المائة من الجمهوريين لا يعتقدون أن الانتخابات الأميركية كانت حرة ونزيهة.
وقال مايكل جيه أبراموفيتز، رئيس منظمة «فريدوم هاوس»، وهي منظمة غير ربحية تتعقب الديمقراطية في جميع أنحاء العالم: «ما رأيناه الأسبوع الماضي من الرئيس ترمب يشبه إلى حد كبير تكتيكات القادة الاستبداديين الذين نتعقبهم. لم أكن أتخيل أبداً رؤية شيء كهذا في أميركا».
وأضاف أبراموفيتز: «من خلال إقناع جزء كبير من السكان بوجود تزوير واسع النطاق، فإن ترمب يبذر أسطورة يمكن أن تستمر لسنوات وتساهم في تآكل ثقة الجمهور في النظام الانتخابي للولايات المتحدة».
ومن ناحيته، تجاهل بايدن محاولات ترمب لمنعه من تولي مهام منصبه مؤكداً على أنه «لا يوجد شيء يوقف عملية نقل السلطة.
وسارع بايدن إلى إنشاء فريق عمل خاص لمكافحة فيروس كورونا، وألقى الثلاثاء أحدث خطاب له تناول فيه مصير خطة الرعاية الصحية «أوباماكير» التي طلب ترمب من المحكمة العليا تفكيكها.
وأقر بايدن بأنه سيكون من المفيد الحصول على معلومات سرية مثل الإحاطة الرئاسية اليومية، وهو أمر عادة ما توفره الإدارة المنتهية ولايتها للرئيس القادم. لكنه أضاف: «حقيقة أنهم ليسوا على استعداد للاعتراف بأننا فزنا في هذه المرحلة ليس له تأثير كبير على خطتنا».
ومن المفترض أن يتم تنصيب بايدن في 20 يناير (كانون الثاني).



عدم اليقين يخيّم على افتتاح قمة آسيا والمحيط الهادئ بعد فوز ترمب

عناصر شرطة حاملين الأعلام الوطنية يتوجهون إلى وزارة الثقافة في البيرو مكان انعقاد قمة منتدى «آبيك» في ليما 15 نوفمبر 2024 (أ.ب)
عناصر شرطة حاملين الأعلام الوطنية يتوجهون إلى وزارة الثقافة في البيرو مكان انعقاد قمة منتدى «آبيك» في ليما 15 نوفمبر 2024 (أ.ب)
TT

عدم اليقين يخيّم على افتتاح قمة آسيا والمحيط الهادئ بعد فوز ترمب

عناصر شرطة حاملين الأعلام الوطنية يتوجهون إلى وزارة الثقافة في البيرو مكان انعقاد قمة منتدى «آبيك» في ليما 15 نوفمبر 2024 (أ.ب)
عناصر شرطة حاملين الأعلام الوطنية يتوجهون إلى وزارة الثقافة في البيرو مكان انعقاد قمة منتدى «آبيك» في ليما 15 نوفمبر 2024 (أ.ب)

حضر الرئيس الأميركي جو بايدن قمة زعماء منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي افتتحت، اليوم (الجمعة)، قبل اجتماع ثنائي له مع نظيره الصيني شي جينبينغ، في ظل حالة من الغموض الدبلوماسي، بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات.

ومن المقرر أن يعقد بايدن وشي، الذي لم يكن حاضراً في الجلسة الافتتاحية للقمّة، الجمعة، محادثات السبت، فيما رجّح مسؤول في الإدارة الأميركية أنه سيكون الاجتماع الأخير بين زعيمي أكبر اقتصادين في العالم، قبل أن يؤدي ترمب اليمين في يناير (كانون الثاني).

وقالت دينا بولوارتي، رئيسة البيرو الدولة المضيفة للقمة أمام الزعماء، الجمعة، إن التعاون الاقتصادي المتعدد الأطراف ينبغي أن يعزز «في ظلّ تفاقم التحديات المختلفة التي نواجهها مع مستويات عدم اليقين في المستقبل المنظور».

وأكّدت: «نحن بحاجة إلى مزيد من التشارك والتعاون والتفاهم، مع التقليل من التشرذم».

تأسست «مجموعة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ» (آبيك) في عام 1989 بهدف تحرير التجارة الإقليمية، وهي تجمع 21 اقتصاداً، تمثل معاً نحو 60 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأكثر من 40 في المائة من التجارة العالمية.

وكان من المقرر أن يركز برنامج القمة على التجارة والاستثمار للنمو الشامل، كما يُطلق عليه مؤيدوه، لكن عدم اليقين بشأن الخطوات التالية لترمب يخيم الآن على الأجندة، كما الحال بالنسبة لمحادثات المناخ (كوب 29) الجارية في أذربيجان، وقمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو، الأسبوع المقبل.

الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن يشاركان في الحوار غير الرسمي لزعماء «آبيك» في بيرو الجمعة 15 نوفمبر 2024 (أ.ب)

ومع تبني الرئيس الجمهوري المنتخب نهج مواجهة مع بكين في ولايته الثانية، يحظى هذا الاجتماع الثنائي بمتابعة وثيقة.

والخميس، عقد وزراء منتدى آبيك، من بينهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اجتماعاً مغلقاً في ليما لتحديد توجهات القمة.

وخلال الأسبوع، أعلن ترمب أنه سيعين محلّ بلينكن السيناتور ماركو روبيو، المعروف بمواقفه المتشددة حيال الصين، وزيراً للخارجية. وينبغي لهذا التعيين أن يحظى بموافقة مجلس الشيوخ الأميركي.

ومن المرتقب أن يلقي بلينكن كلمة خلال حدث ينظّم على هامش هذه القمّة التي تستمر يومين.

وحضرت القمة أيضاً اليابان وكوريا الجنوبية وكندا وأستراليا وإندونيسيا، من بين دول أخرى، لكن سيغيب عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

«أميركا أولاً»

تستند أجندة ترمب «أميركا أولاً» إلى اتباع سياسات تجارية حمائية، وتجنب الصراعات الخارجية، وتهدد بالتالي التحالفات التي بناها بايدن بشأن قضايا كالحرب في أوكرانيا والتجارة العالمية.

وهدّد الرئيس الجمهوري المنتخب بفرض تعريفات جمركية، تصل إلى 60 في المائة على واردات السلع الصينية، لتعديل ما يقول إنه خلل في التجارة الثنائية.

من جانبها، تواجه الصين أزمة إسكان مطولة وتباطؤاً في الاستهلاك، وهو ما سيزداد سوءاً في حال اندلاع حرب تجارية جديدة مع واشنطن.

لكن خبراء الاقتصاد يقولون إن فرض رسوم عقابية سيضرّ أيضاً بالاقتصاد الأميركي، وباقتصادات دول أخرى.

عناصر شرطة حاملين الأعلام الوطنية يتوجهون إلى وزارة الثقافة في البيرو مكان انعقاد قمة منتدى «آبيك» في ليما 15 نوفمبر 2024 (أ.ب)

الاستثمار الصيني

تعدّ الصين حليفة لروسيا وكوريا الشمالية، اللتين يشدد الغرب عقوباته عليهما، وتبني قدراتها العسكرية وتكثف الضغوط على تايوان التي تعدّها جزءاً من أراضيها. كما تعمل على توسيع حضورها في أميركا اللاتينية من خلال مشاريع البنية التحتية ومشاريع أخرى في إطار مبادرة الحزام والطريق.

وافتتح شي، الخميس، أول ميناء موّلت الصين بناءه في أميركا الجنوبية، في تشانكاي، شمال ليما، على الرغم من دعوة مسؤول أميركي كبير دول أميركا اللاتينية إلى توخي الحذر حيال الاستثمارات الصينية.

ويجتمع شي جينبينغ بنظيره التشيلي غابرييل بوريتش، الجمعة، في حين يلتقي بايدن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، وهما حليفان رئيسيان للولايات المتحدة في آسيا.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، الذي يرافق بايدن، إن الدول الشريكة ستعلن إنشاء أمانة لضمان أن تحالفها «سيكون سمة دائمة للسياسة الأميركية».

والصين ليست الدولة الوحيدة في مرمى ترمب الاقتصادي، فقد هدّد بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة أو أكثر على البضائع الآتية من المكسيك، وهي عضو آخر في منتدى آبيك، ما لم توقف «هجمات المجرمين والمخدرات» عبر الحدود.

ونشرت البيرو أكثر من 13 ألف عنصر من القوات المسلحة للحفاظ على الأمن في ليما، حيث بدأ عمال النقل وأصحاب المتاجر 3 أيام من الاحتجاجات ضد الجريمة والإهمال الحكومي.