منح فوز جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية المسؤولين في كوريا الجنوبية الأمل في اقتناص الفوز في خلاف طال أمده حول تكلفة بقاء آلاف القوات الأميركية في شبه الجزيرة، حسبما ذكرت وكالة «رويترز» في تقرير من سيول أمس.
ولا يتوقع المسؤولون والخبراء في سيول أن يتنازل بايدن كلياً عن مطالبة كوريا الجنوبية بدفع المزيد لإبقاء القوات الأميركية المؤلفة من نحو 28500 جندي، والمتمركزة في البلاد منذ الحرب الكورية التي دارت رحاها بين عامي 1950 و1953 والتي لم تضع أوزارها من الناحية الفنية حتى الآن.
لكن بايدن وعد بعدم استغلال مسألة وجود القوات في «ابتزاز» كوريا الجنوبية. وتقول مصادر في حكومة سيول إنها تتوقع موافقة من إدارته على اتفاق قريب من اقتراح بلادهم بزيادة ما تدفعه 13 في المائة، أو نحو مليار دولار سنوياً.
وطالب الرئيس دونالد ترمب كوريا الجنوبية بدفع ما يصل إلى 5 مليارات دولار في إطار مسعى أوسع نطاقاً يهدف من خلاله لحمل الحلفاء على تقديم مساهمة أكبر مقابل الدفاع، حسبما أوردته «رويترز».
وأحجم متحدث باسم حملة بايدن عن التعليق. ويقول مسؤولون في كوريا الجنوبية إنه لم يتضح بعد إلى أي مدى بحث فريقه بشكل تفصيلي «اتفاقية إجراءات خاصة» جديدة. إلا إن مسؤولاً في الحكومة الكورية الجنوبية قال إن «الزيادة بنسبة 13 في المائة التي نوقشت في مفاوضات سابقة قد تعدّ معقولة». وأضاف: «لكننا سنعرف أكثر عندما نجلس فعلاً مع فريقهم بعد أن تعيّن الإدارة الجديدة مفاوضاً جديداً أو تعيد تعيين المفاوض الحالي». وتابع قائلاً: «لكن على الأقل هناك إمكانية أكبر الآن لتوقع ما سيحدث، ولن يرفض البيت الأبيض برئاسة بايدن اتفاقاً شبه تام في الدقيقة الأخيرة».
وكانت «رويترز» قد ذكرت في أبريل (نيسان) الماضي أن ترمب رفض نسبة 13 في المائة المقترحة التي كانت تعدّ أفضل عرض يمكن لسيول أن تقدمه على الأرجح قبيل الانتخابات البرلمانية التي أجريت في ذلك الشهر. واضطرت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في أوائل عام 2019 لتوقيع «اتفاقية إجراءات خاصة» تستمر عاماً واحداً فقط بدلاً من 5 أعوام كما جرت العادة، في ظل الخلافات بينهما. لكن هذا الاتفاق قصير الأجل، الذي وافقت سيول بموجبه على زيادة ما تدفعه بنسبة 8.2 في المائة، أو نحو 1.0389 تريليون وون (920 مليون دولار) سنوياً، انقضى أجله في وقت سابق من العام الحالي ولم يبرم البلدان اتفاقاً جديداً.
وفي طوكيو، ذكرت «وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)» أن الحكومة اليابانية أعلنت الثلاثاء أن اليابان والولايات المتحدة ستبدآن مفاوضات رسمية في واشنطن في وقت لاحق هذا الأسبوع بشأن اتفاق لتقاسم تكاليف استضافة طوكيو القوات الأميركية. وذكرت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء أنه، مع انتهاء صلاحية الاتفاقية الخمسية الحالية بنهاية السنة المالية 2020 في مارس (آذار) المقبل، يتعين على الجانبين الاتفاق على ميزانية جديدة يبدأ العمل بها من أبريل 2021 لاستضافة نحو 55 ألف عسكري أميركي متمركزين في اليابان، في إطار التحالف الأمني بين الدولتين.
وانتقد الرئيس ترمب هذا التحالف بوصفه أحادي الجانب، وأشار إلى أن اليابان يجب أن تقدم مزيداً من المساهمة. وقد يلجأ الرئيس المنتخب جو بايدن إلى تخفيف الضغط عن طوكيو في إطار تركيزه على التعاون مع الحلفاء، حسبما يقول بعض المراقبين السياسيين.
وقال وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي في مؤتمر صحافي: «سنشارك بشكل مناسب في المفاوضات مع الأخذ في الحسبان البيئة الأمنية الإقليمية الحرجة بشكل متزايد، ووضعنا المالي».
وأفاد مصدر مطلع في وقت سابق بأنه في الوقت الذي تعتزم فيه اليابان الانتهاء من صياغة ميزانيتها المبدئية للسنة المالية 2021 بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، فقد يختار البلدان توقيع اتفاق مبدئي لمدة عام واحد بدلاً من الترتيب المعتاد لمدة 5 سنوات. وعقد الجانبان محادثات أولية على مستوى العمل عبر الفيديو في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
سيول تتوقع نهاية للخلاف على تقاسم تكلفة انتشار القوات الأميركية بعد فوز بايدن
سيول تتوقع نهاية للخلاف على تقاسم تكلفة انتشار القوات الأميركية بعد فوز بايدن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة