السودان ينشر قواته على الحدود مع إثيوبيا

مبعوث من أديس أبابا وصل إلى الخرطوم... والتقى البرهان وحمدوك

TT

السودان ينشر قواته على الحدود مع إثيوبيا

تلقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، معطيات حول تطورات الأوضاع الداخلية في إثيوبيا، وذلك على خلفية الصراع المسلح بين الحكومة الاتحادية ومقاتلي قوات إقليم تيغراي، وفي غضون ذلك عبَرت أعداد كبيرة من الإثيوبيين الفارين من المعارك الدائرة في الإقليم إلى داخل الأراضي السودانية. فيما نشرت السلطات السودانية قواتها على الحدود مع إثيوبيا تحسباً لأي تدفقات لعناصر مسلحة داخل أراضي البلاد.
ووصل الخرطوم أمس مبعوث الرئيس الإثيوبي، ومستشاره الأمني الخاص، قدو أندار كاجو، في زيارة غير معلنة، التقى خلالها رئيس المجلس الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
وذكر بيان مجلس السيادة أن البرهان التقى المبعوث الإثيوبي، وأكد له دعم حكومة وشعب السودان لإثيوبيا لمجابهة الظروف الحالية التي تمر بها.
من جهته، أكد حمدوك اهتمام بلاده بما يجري في إثيوبيا، مشيراً لاتصالاته المستمرة مع الرئيس الإثيوبي آبي أحمد، في إطار حرص السودان على أمن واستقرار إثيوبيا. وأعرب حمدوك، الذي تلقى رسالة من نظيره الإثيوبي بشأن التطورات في إقليم تيغراي، عن ثقته في مقدرة الأشقاء الإثيوبيين على تجاوز الأزمة الحالية.
ومن جانبه، قدّم المبعوث الإثيوبي شرحاً للمسؤولين السودانيين حول الأوضاع الداخلية في إقليم تيغراي، مؤكداً قدرة الحكومة الإثيوبية على معالجة الأوضاع في أقرب وقت ممكن.
في سياق ذلك، قال عضو مجلس السيادة الانتقالي، محمد الفكي سليمان، إن الجيش نشر قواته على الحدود مع إثيوبيا، تحسباً لأي تدفقات لعناصر مسلحة داخل أراضي البلاد. مضيفاً أن الحكومة وضعت جميع الترتيبات لتدفقات اللاجئين الإثيوبيين، وأن الأعداد التي عبرت إلى داخل الأراضي السودانية حتى الأمس قليلة. كما أوضح الفكي أن مفوضية شؤون اللاجئين زارت ولايات شرق السودان، وتفقدت المعسكرات القديمة، كما وضعت الترتيبات لفتح معسكرات متى ما استدعى الأمر.
وعلى صعيد متصل، قالت مصادر محلية إن مثلث «حمدايات»، الذي يقع بين ولايتي كسلا والقضارف، يشهد منذ أيام تدفق للفارين من إقليم تيغراي، وقدرت أعدادهم بالمئات.وعبرت المصادر عن تخوفات سكان الولايتين من تزايد أعداد اللاجئين الفارين من إقليم تيغراي، الذي يعد الأكبر من حيث السكان في إثيوبيا.
وبحسب شهود عيان، تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن أغلب الفارين من القتال الأهلي تمركزوا في المناطق الحدودية بولايتي كسلا والقضارف المحادتين لإقليم تيغراي الإثيوبي. ودعا مجلس الأمن والدفاع السوداني، أول من أمس، الأطراف كافة للتعامل بحكمة، والاحتكام للحل السلمي وضبط النفس، وعبّر عن قلقه جراء الاقتتال في إثيوبيا.
وكان وزير الدفاع، ياسين إبراهيم ياسين، قد قال إن بلاده ستواصل مجهوداتها لدعوة الأطراف للتوافق عبر التفاوض، وحثّ المجتمع الدولي والإقليمي على القيام بواجباته تجاه استقرار الإقليم، وتعزيز فرص السلام في إثيوبيا.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.