اكتشاف بروتين «ينبوع الشباب» في الدم

اكتشاف بروتين «ينبوع الشباب» في الدم
TT

اكتشاف بروتين «ينبوع الشباب» في الدم

اكتشاف بروتين «ينبوع الشباب» في الدم

حقق علماء بريطانيون من جامعتي إدنبرة وكوين ماري في لندن، اكتشافاً مذهلاً لبروتين رئيسي يدعم إنتاج خلايا الدم السليمة طوال الحياة، بما يمكن أن يجعل «ينبوع الشباب»، هو الوصف الأقرب له.
ويعد هذا الاكتشاف الذي أُعلن عنه في العدد الأخير من دورية «الطب التجريبي»، الأول من نوعه الذي يوضح الدور الحاسم لهذا البروتين في حماية خلايا الدم الجذعية، التي تنتج باستمرار كل خلايا الدم والمناعة التي يحتاجها الجسم.
وتكشف الدراسة أنّ البروتين، المعروف باسم (YTHDF2)، يحمي هذه الخلايا الجذعية من التلف عندما يقاوم الجسم العدوى، ويسمح لها بمواصلة العمل بشكل صحيح طوال الحياة.
ويقول تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني لجامعة إدنبرة، إنّ الخلايا الجذعية المكونة للدم لطالما حيّرت العلماء، وكانوا يتساءلون دوما في الآلية التي تحميها من الإرهاق، ووجدوا أنّ السر يكمن في بروتين YTHDF2.
وخلال الدراسة فحص الباحثون الفئران التي تفتقر إلى هذا البروتين لفهم دوره في خلايا الدم الجذعية بشكل أفضل، إذ عالجوها بمادة كيماوية تحاكي العدوى الفيروسية للتّحقق ممّا إذا كان للبروتين دور أثناء الاستجابة المناعية أو الالتهاب.
ووجد الفريق أنّ الخلايا الجذعية المكونة للدم في الفئران التي تعاني من نقص البروتين أظهرت علامات الالتهاب المزمن الذي حدّ من قدرتها على المدى الطويل على إنتاج خلايا دم جديدة.
وتنتج الخلايا الجذعية أثناء العدوى أعدادا كبيرة من الخلايا المناعية المتخصصة، وتحتاج إلى تنظيم دقيق لتجنب استنفاد خلايا الدم الجذعية وعدم قدرتها على العمل بشكل صحيح في المستقبل، وبروتين YTHDF2 يقوم بدور فعال في هذا الصدد من خلال تنظيم نشاط الجينات التي تقود العمليات الالتهابية.
ويقول الدكتور كامل كرانك، من معهد بارتس للسرطان في جامعة كوين ماري بلندن، والباحث الرئيسي في الدراسة: «في غياب البروتين، أدى الضرر الذي لحق بالخلايا الجذعية للفئران الصغيرة إلى تغيير إنتاج أنواع خلايا الدم، ممّا جعلها تشبه دم الفئران الأكبر سنا». والمعروف أنّه خلال عملية الشيخوخة، تفقد الخلايا الجذعية المكونة للدم قوتها وقدرتها على تصنيع خلايا دم جديدة، ممّا يجعل كبار السن أكثر عرضة للعدوى.
ويضيف كرانك: «هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للكشف عمّا إذا كان التلاعب بمستويات هذا البروتين أثناء الشيخوخة يمكن أن يساعد في الحفاظ على الخلايا الجذعية وتحسين قدرتها على مكافحة العدوى».


مقالات ذات صلة

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».