جيمس وارد: هل يستطيع أي حارس مرمى التصدي لركلاتي الحرة؟

لاعب خط وسط ساوثهامبتون والمنتخب الإنجليزي العائد للتألق بات متخصصاً في التسديدات على طريقة ديفيد بيكام

جيمس وارد (رقم 8) سجل مرتين وبالمهارة نفسها من ركلتين حرتين في مرمى أستون فيلا (أ.ب)
جيمس وارد (رقم 8) سجل مرتين وبالمهارة نفسها من ركلتين حرتين في مرمى أستون فيلا (أ.ب)
TT

جيمس وارد: هل يستطيع أي حارس مرمى التصدي لركلاتي الحرة؟

جيمس وارد (رقم 8) سجل مرتين وبالمهارة نفسها من ركلتين حرتين في مرمى أستون فيلا (أ.ب)
جيمس وارد (رقم 8) سجل مرتين وبالمهارة نفسها من ركلتين حرتين في مرمى أستون فيلا (أ.ب)

كان نجم خط وسط ساوثهامبتون، جيمس وارد، يعرف جيداً أنه سيسجل حتى قبل أن يسدد الكرة، في مباراة فريقه أمام أستون فيلا الأسبوع الماضي بالدوري الإنجليزي الممتاز.
لقد كان جيمس وارد خلال مباراة الجولة السابعة للدوري الإنجليزي وراء الهدف الافتتاحي لساوثهامبتون، حيث انطلق بسرعة وأرسل كرة عرضية متقنة على رأس زميله في الفريق يانيك فيسترغارد الذي أسكنها شباك فيلا. ثم جاء الدور عليه ليضع بصمته ويهز الشباك بالتخصص من ركلة حرة مباشرة. مرة ثانية كان لدى جيمس وارد فرصة لإحراز هدف آخر، عندما حصل فريقه على ركلة حرة مباشرة على بُعد ياردة واحدة فقط من منطقة جزاء أستون فيلا.
فهل كانت الكرة من مسافة قريبة تمكنه من ممارسة هوايته المعتادة وإحراز هدف من ركلة حرة مباشرة من خارج منطقة الجزاء؟ لقد طلب منه فيسترغارد أن يترك له الكرة لكي يسددها هو باتجاه المرمى، لكن جيمس وارد كان متردداً.
يقول جيمس وارد: «لقد استدرت نحو فيسترغارد كأنني أود أن أقول له: هل أنت متأكد من ذلك؟ انتظر قليلاً، فهذا هو الأمر الذي أمتلك فيه خبرة كبيرة!».
ويضيف: «لقد رأيت للتو الطريقة التي يقف بها الحائط البشري لأستون فيلا، والطريقة التي يقف بها حارس المرمى وقلت لفيسترغارد: لا، سوف أسددها أنا. لقد كنت واثقاً للغاية في قدرتي على التسجيل لدرجة أنني كنت أقول لنفسي: سأسجل مرة أخرى هنا. إنه لشيء رائع أن يكون لديك هذا الشعور».
هذا هو ما تبدو عليه أعلى درجات الثقة بالنفس، التي تأتي تتويجاً لسنوات من العمل الشاق في التدريبات والاهتمام بكل التفاصيل الصغيرة. لقد سدد جيمس وارد الكرة من فوق الحائط البشري لتستقر في الزاوية العليا لحارس مرمى أستون فيلا الحارس إميليانو مارتينيز. وتوج جيمس وارد أداءه الرائع في هذه المباراة التي واكبت عيد ميلاده رقم 26.
وكان ساوثهامبتون متقدماً بثلاثية نظيفة قبل نهاية الشوط الأول، لكن المباراة انتهت بفوز فريقه بصعوبة بأربعة أهداف مقابل ثلاثة. لقد كانت المباراة التي قدم خلالها ساوثهامبتون أداء قوياً يثبت أنه الفريق الأكثر ثباتاً في المستوى على مدار الجولات الخمس الأولى من الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز. وقدم جيمس وارد نفسه مستويات استثنائية خلال هذه الفترة، ونجح في تحطيم الرقم القياسي الذي كان مسجلاً باسم مات لو تيسييه كأكثر من سجل أهدافاً لساوثهامبتون من ركلات حرة مباشرة في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بسبعة أهداف، حيث وصل رصيد أهداف جيمس وارد من الركلات الثابتة حتى الآن إلى ثمانية. لقد أحرز جيمس وارد هذه الأهداف الثمانية من 64 محاولة، بنسبة نجاح تصل إلى 13 في المائة - وهو أعلى معدل منذ أن بدأت شركة «أوبتا» في تسجيل الأرقام والإحصائيات في موسم 2003 - 2004.
ودائماً ما تستمتع جماهير كرة القدم بإحراز الأهداف من الركلات الحرة المباشرة، وهو الأمر الذي تميز به لاعبون مثل كريستيانو رونالدو، وماركوس راشفورد، وغاريث بيل، الذين لديهم قدرات هائلة في تسجيل الأهداف بشكل رائع من خلال تسديد الكرات بدقة من فوق الحائط البشري ووضعها في أماكن صعبة للغاية على حراس المرمى. لكن جيمس وارد ينتمي لـ«مدرسة ديفيد بيكام» في تسجيل الأهداف من الكرات الثابتة.
يقول اللاعب الإنجليزي الشاب عن ذلك: «لقد رأيت بعض الصور الثابتة لجسدي والطريقة التي أكون عليها عندما أسدد الكرة، وهذا الأمر أصابني بالحيرة بعض الشيء. ربما يعتقد من يرى هذه الصور أنني أضغط على جسدي وأنني لن أكون قادراً على المشي بضعة أيام إذا قمت بتنفيذ 10 ركلات حرة متتالية! لكنني قمت بتكييف جسدي على تسديد الكرات بهذه الطريقة، وأعتقد أن هذه هي التقنية التي تسمح لي بتسديد الكرة بالشكل الذي أريده. كل شخص لديه طريقة مختلفة في تسديد الكرات، وبعض اللاعبين يسددون الكرة وهم يقفون بشكل مستقيم. وأعتقد أن ماركوس راشفورد، على سبيل المثال، يقف بشكل منحنٍ تماماً على الكرة حتى يمكنه التسديد بالشكل الذي نراه».
وعندما تشاهد جيمس وارد وهو يسدد الكرات الثابتة، يكون من الصعب للغاية ألا تشعر بأنه يشبه بيكام، وهذا ليس مفاجئاً بالنظر إلى أن لاعب ساوثهامبتون يعد القائد السابق لمانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي مثلاً أعلى بالنسبة له. ولا يزال بيكام يتصدر قائمة هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز من الكرات الثابتة برصيد 18 هدفاً، يليه كل من الفرنسي تييري هنري والإيطالي جيانفرانكو زولا برصيد 12 هدفاً.
يقول جيمس وارد: «كان بيكام هو مثلي الأعلى، ليس في الكرات الثابتة فقط، ولكن في صورته العامة ككل. لقد كنت أقلده في قصات شعره، وكنت أريد أن أرتدي حذاءً مشابهاً لحذائه، وكنت أريد أن أرتدي الرقم الذي كان يرتديه. لقد كان ذلك اللاعب الذي كنت أنظر إليه بإعجاب شديد. لقد كان له تأثير هائل علي، وهو من ألهمني لتنفيذ الكرات الثابتة بهذا الشكل».
ويضيف: «لقد قال لي كثيرون إن طريقة تنفيذي للكرات الثابتة تشبه الطريقة التي كان يلعب بها بيكام، لكنني في نفس الوقت أشعر بأن هناك بعض الاختلافات بيننا. أعلم أن بيكام كان يلعب الكرة بطريقة تجعلها تغير مسارها كثيراً، كان يميل للخلف قليلاً وهو يسدد الكرات الثابتة. أما أنا فإنني أميل إلى القفز عند تسديد الكرة لكي تذهب باتجاه المرمى كما أريد. وكلما حاولت تطوير طريقة لعبي للكرات الثابتة، أجد نفسي ألعبها بالطريقة المعتادة نفسها».
وكما الحال مع بيكام، فإن جيمس وارد ينتابه إحساس بقدرته على التسجيل وهو يضع الكرة لتنفيذ الكرات الثابتة في ظل السكون الذي يسيطر على الملعب في هذه اللحظة. يقول جيمس وارد: «المباراة تتجمد لمدة دقيقة، وقد يكون هذا الأمر أكثر وضوحاً في الوقت الحالي بسبب غياب الجماهير، لأن الصمت يسيطر على الملعب تماماً. وعندما يطلق حكم المباراة صافرته، ينتظر الجميع ما سيحدث».
ودائماً ما يضع جيمس وارد الكرة وشعار الشركة الراعية - نايكي - لأعلى. ولا يعد ذلك من باب الخرافات، بل هو «محفز متعمد لذاكرة العضلات»، على حد قوله، كأنه يريد أن يقول لنفسه: «هذه ركلة حرة، وشعار شركة نايكي في هذا الاتجاه، وأنا أود أن أضع الكرة في الشباك بهذه الطريقة».
ويضيف: «أعتقد أنني بحاجة إلى شيء ثابت يساعدني في أن أكون بحالة ذهنية معينة. أنا أؤمن بذاكرة العضلات - كلما مارست نشاطاً ما، أصبح جسمك متسقاً معه. انظر إلى الضربة الخلفية الشهيرة التي ينفذها نجم التنس روجر فيدرر - عدد المرات التي يسدد فيها الكرة بهذه الطريقة - أو انظر إلى جوني ويلكينسون. لقد قرأت كتابه عن الطريقة التي يتعامل بها مع الأمور. إذا مارست كثيراً من التمارين وكررت الأمر كثيراً، فإن جسمك يتكيف تماماً مع هذا الأمر، ويتعرف على التقنية التي تريد أن تلعب بها ويحسن قدرتك على التسديد».
وكان المدير الفني السابق لساوثهامبتون، ماوريسيو بوكيتينو، هو من طلب من جيمس وارد تنفيذ الركلات الثابتة للفريق أثناء فترة الإعداد لموسم 2013، وفي ذلك الوقت كان وارد يتدرب كثيراً على كيفية تنفيذها ويجعل لها تدريبات منفردة. وفي هذه الأيام، يعطي نجم خط الوسط الأولوية للجودة على الكم، حيث يتدرب على تسديد ما يتراوح بين 10 و12 ركلة حرة مباشرة كل أسبوع. ويشعر جيمس وارد أنه من الأفضل أن يحاكي ضغوط يوم المباراة ويساعد نفسه في التطور من الناحية البدنية، لأنه «إذا قمت بتسديد الكرات مراراً وتكراراً في التدريبات، فإن هذا لن يكون فعالاً بالدرجة الكافية ولن يكون جيداً لجسدي».
ويقول جيمس وارد إنه يحلل أداء حراس المرمى، لكن الأمر يتوقف في الأساس على طريقته في تنفيذ الكرات الثابتة وشكل جسده وهو يسدد الكرة وطريقة تفكيره. يقول عن ذلك: «أنا أثق تماماً في طريقة تسديدي للكرة، وإذا وضعت الكرة في المكان الذي أريده، فلا يمكن لأي حارس مرمى إنقاذها».
ويذهب اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً إلى حد القول إنه يثق بنفسه في تنفيذ الكرات الحرة أكثر من ركلات الجزاء. وقد تنازل وارد باروز عن تنفيذ ركلات الجزاء لزميله في الفريق داني إنغز الموسم الماضي، على الرغم من أن إنغز يغيب عن الملاعب لمدة ستة أسابيع حالياً بسبب إصابته في الركبة. يقول وارد باروز: «أعتقد أن فرصتي في التسجيل من الركلة الحرة تكون أكبر من فرص التسجيل من ركلة الجزاء، لأن فرص تسجيل أو إهدار ركلة الجزاء تكون متساوية، لكن أثناء تنفيذ الركلة الحرة أشعر بأن فرصي في التسجيل أكبر من فرص الحارس في إنقاذ الكرة».
ويتحدث جيمس وارد بوضوح وقناعة، بعد أن أصبح لاعباً أقوى بعد الرحلة الطويلة التي خاضها في الملاعب منذ انضمامه إلى أكاديمية ساوثهامبتون للناشئين وهو في الثامنة من عمره. وقد مر جيمس وارد بفترة صعبة في ديسمبر (كانون الأول) 2018، بعد فترة وجيزة من تولي رالف هاسينهوتل منصب المدير الفني للفريق، لكن، وكما الحال دائماً، استغل جيمس وارد هذه الفترة الصعبة للعمل بشكل أقوى.
لم يكن جيمس وارد لاعباً أساسياً في الفريق قبل وصول المدرب النمساوي هاسينهوتل، لكن الأمور وصلت إلى أدنى مستوى عندما ذهب مع الفريق لمواجهة هيديرسفيلد في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل أن يجد نفسه مستبعداً تماماً من قائمة الفريق المكونة من 18 لاعباً.
يقول اللاعب الإنجليزي الشاب عن ذلك: «كنت أجلس في المدرجات، وأنا أتناول قطعة من الشوكولاته وكوباً من الشاي في محاولة لنسيان أحزاني، وكنت أقول لنفسي: هل مستقبلي هنا مع هذا المدير الفني؟ عندما يأتي مدير فني جديد، ينتابك شعور بأن هذه قد تكون بداية جديدة بالنسبة لك، لكن سرعان ما اتضح أن الأمور ليست كذلك».
لقد أخبره هاسينهوتل بعبارات لا لبس فيها بأنه يتعين عليه أن يبذل مجهوداً أكبر إذا كان يريد أن يلعب تحت قيادته، حيث كان المدير الفني النمساوي يريد منه أن يكون أكثر شراسة. ويتذكر جيمس وارد أنه تدخل بعنف شديد على زميله في الفريق ستيوارت أرمسترونغ في التدريبات، لأنه كان يحاول بشتى الطرق أن يثبت أنه قادر على اللعب بقوة. وقد عاد جيمس وارد إلى التشكيلة الأساسية لساوثهامبتون في نهاية ذلك الشهر، ومنذ ذلك الحين لم يغِب إلا عن مبارتين فقط في جميع المسابقات. أما هاسينهوتل، الذي كان يشير إليه بانتظام على أنه آلة لا تتوقف عن العمل، فقد منحه شارة القيادة في نهاية الموسم الماضي.
يقول جيمس وارد عن ذلك: «إنني فخور للغاية بكوني خريج أكاديمية الناشئين الذي صعد بقوة للفريق الأول، لكن هذا وحده لا يكفي. عندما تكون في خضم معركة شرسة، يجب أن يكون لديك جانب مختلف في شخصيتك عما كنت عليه وأنت تلعب في صفوف الناشئين. لقد أظهر لي هذا المدير الفني ذلك. فإذا كنت ترغب في تحقيق الفوز وأن تكون ناجحاً، فيجب أن تكون لديك ميزة مختلفة عن الآخرين».
وبعد الفوز على نيوكاسل يونايتد يوم الجمعة الماضي، أصبح ساوثهامبتون منافساً على صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. وقد حجز جيمس وارد لنفسه مكاناً في قائمة المنتخب الإنجليزي بشكل دائم خلال الموسم الحالي، ويضع نصب عينيه المشاركة في بطولة كأس الأمم الأوروبية الصيف المقبل.
ومن المعروف للجميع أن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، يولي أهمية قصوى للركلات الثابتة، والدليل على ذلك أن ستة أهداف من الأهداف الـ12 التي سجلها المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم الأخيرة بروسيا جاءت من ركلات ركنية أو ركلات حرة، كما حصل الفريق على ركلتي جزاء بعد تنفيذ ركلات ركنية. وقد وصف ساوثغيت جيمس وارد يوم الخميس الماضي بأنه «أفضل لاعب دربته فيما يتعلق بتنفيذ الكرات الثابتة»، مع العلم بأن ساوثغيت قد لعب بجوار بيكام! وبالتالي فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل جيمس وارد جاهز لإحداث الفارق على أعلى مستوى؟


مقالات ذات صلة

فونسيكا: أبحث عن استعادة توازن ميلان

رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان (أ.ب)

فونسيكا: أبحث عن استعادة توازن ميلان

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، الجمعة، إن فريقه أظهر كثيراً من نقاط الضعف في آخر مباراتين، ويجب أن يجد التوازن الصحيح بين الدفاع والهجوم.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ب)

غوارديولا: أتحمل عبء إثبات نفسي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إنه يتحمل عبء إثبات أنه يستطيع تصحيح مسار الفريق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (أ.ف.ب)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على لقب البريميرليغ

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن فريقه الشاب لا ينافس على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: ما زال بإمكاننا التحسن

تلقى أتلتيكو مدريد دفعة معنوية هائلة بعد الفوز في ست مباريات متتالية، لكن المدرب دييغو سيميوني قال إن فريقه لا يزال لديه مجال كبير للتحسن.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية محمد صلاح سينتهي عقده مع ليفربول بنهاية الموسم (إ.ب.أ)

صلاح ودي بروين... متى نقول وداعاً؟

لمدة عقد تقريباً، كان أحد ألمع النجوم في سماء الدوري الإنجليزي، ويُصنف على أنه ربما يكون أفضل لاعب في جيله.

The Athletic (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».