رئيس وزراء إثيوبيا «لا يرفض» دعوات التهدئة وسط صراع تيغراي

رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد (رويترز)
رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد (رويترز)
TT

رئيس وزراء إثيوبيا «لا يرفض» دعوات التهدئة وسط صراع تيغراي

رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد (رويترز)
رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد (رويترز)

قالت متحدثة باسم رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد اليوم (الثلاثاء)، إنه لا يرفض الدعوات الدولية للهدوء وسط تصاعد الصراع في إقليم تيغراي المضطرب، بعدما عبر كثيرون عن قلقهم من انزلاق البلاد لحرب أهلية.
وفي رد بالبريد الإلكتروني على طلب للتعليق على رواية دبلوماسي أن أبي «لا يستمع لأي شخص»، قالت المتحدثة بيلين سيوم لوكالة «رويترز»: «رئيس الوزراء لا يرفض (دعوات) أحد. لقد أقر وعبر عن امتنانه للمخاوف التي بدت». وأضافت: «مع ذلك، إثيوبيا دولة ذات سيادة وستتخذ حكومتها في النهاية قرارات لصالح البلاد وشعبها على المدى الطويل».
ويهدد العنف في المنطقة الشمالية المتاخمة لإريتريا والسودان بزعزعة استقرار ثاني أكبر دولة في أفريقيا، من حيث عدد السكان.
واحتدم الصراع العرقي في المنطقة منذ تولي رئيس الوزراء أبي السلطة في 2018.
وفاز أبي، وهو أصغر زعيم في القارة وعمره 44 عاماً، بجائزة نوبل للسلام العام الماضي على الإصلاحات الديمقراطية وإحلال السلام مع إريتريا.
لكن في الأسبوع الماضي شن رئيس الوزراء، الذي ينتمي لأكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا (عرق الأورومو)، حملة على القوات الموالية لزعماء عرق تيغراي في المنطقة الشمالية. واتهمهم بمهاجمة قاعدة عسكرية.
وقالت مصادر في الحكومة أمس (الاثنين)، إن مئات الأشخاص قتلوا في الصراع الأخير.
لكن أبي قال إن المخاوف من الفوضى لا أساس لها. وأضاف: «عمليتنا لسيادة القانون تهدف إلى ضمان السلام والاستقرار».
وتريد الأمم المتحدة أن يبدأ أبي حواراً. وكان أبي جندياً سابقاً حارب ذات يوم إلى جانب مقاتلين من عرق تيغراي ضد إريتريا.
وقال دبلوماسيون لوكالة «رويترز» للأنباء إن أبي يعتزم مواصلة الحملة العسكرية التي يعتقد أن بإمكانه أن ينتصر فيها على جماعة تتمتع بقوة قتالية ولديها معدات وإمدادات عسكرية كبيرة.
وأعلن تلفزيون فانا الرسمي اليوم الثلاثاء إن الجيش الإثيوبي سيطر على المطار في مدينة حميرا، وسط صراع اندلع منذ نحو أسبوع في منطقة تيغراي بشمال البلاد.
وذكرت فانا «سيطرت قوة الدفاع الوطني الإثيوبية على مطار حميرا بالكامل في ظل استمرار رد الحكومة العسكري على جماعة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي المتمردة»، وهي الجماعة التي تقود الحكومة في منطقة تيغراي.
وتقع حميرا في أقصى شمال غرب البلاد بالقرب من الحدود مع السودان وإثيوبيا.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.