«الانضباط والأخلاق» تغرّم الاتحاد مالياً

أنمار الحائلي (الشرق الأوسط)
أنمار الحائلي (الشرق الأوسط)
TT

«الانضباط والأخلاق» تغرّم الاتحاد مالياً

أنمار الحائلي (الشرق الأوسط)
أنمار الحائلي (الشرق الأوسط)

كثفت إدارة الاتحاد تحركاتها خلال الساعات الماضية لتأمين سيولة مالية بخزينة النادي تفي بسداد مستحقات لاعبي الفريق السابقين، فيصل الخراع، ومعن الحذيفي، إلى جانب الغرامة المفروضة على النادي من لجنة الانضباط والأخلاق، والمقدرة بأكثر من 48 ألف ريال.
وألزمت لجنة الانضباط والأخلاق إدارة الاتحاد أمس بسداد 38395 ريالاً، بسبب امتناع النادي عن تنفيذ قرار مركز التحكيم الرياضي الصادر لصالح اللاعب فيصل الخراع، كما تم تغريم النادي غرامة أخرى بـ10 آلاف ريال، لامتناع النادي عن تنفيذ قرار غرفة فض المنازعات، الصادر لصالح اللاعب معن الحذيفي.
وكانت لجنة الانضباط والأخلاق ألزمت إدارة الاتحاد في يوليو (تموز) الماضي بقرار مركز التحكيم الرياضي الذي توجه إليه الخراع بعد اعتراضه على حكم غرفة فض المنازعات باحتساب 400 ألف ريال لصالحه، ليظفر بحكم آخر لصالحه بمبلغ يتجاوز المليون و500 ألف ريال.
إلى ذلك، يتوافد لاعبو الاتحاد اليوم إلى ناديهم إيذاناً ببدء مرحلة الإعداد لعودة المنافسات الرياضية مجدداً بعد التوقف، فيما سيحرص البرازيلي فابيو كاريلي على الاجتماع بهم لشرح البرنامج الإعدادي لهم، مع حثهم على مضاعفة الجهد والحضور الذهني العالي في التدريبات للاستفادة من فترة التوقف، بما ينعكس على عودة قوية للفريق بالمرحلة المقبلة.
وعكف كاريلي في اليومين الماضية على التنسيق مع الجهاز الإداري حيال متطلبات مرحلة الإعداد والخطوط العريضة للبرنامج التدريبي المتكامل الذي سيخضع له اللاعبون، والذي سيشمل خوض الفريق لمواجهة إلى اثنتين وديتين للوقوف على جهازية لاعبي الفريق للمباريات الرسمية ومدى إلمامهم بالخطط التكتيكية التي سيحرص على تطبيق عدد منها في البرنامج الإعدادي.
وكشف مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن البرنامج الإعدادي لكاريلي سيشمل حصتين تدريبيتين لعدة أيام، ستحتضنهما صالة اللياقة البدنية وملعب النادي الرئيسي، إلى جانب محاضرات فنية تثقيفية للاعبين، قبل التدرج للعودة لحصة تدريبية يومية، تزامناً مع اقتراب انتهاء فترة التوقف.
وسيعمل كاريلي مع انطلاقة تدريبات الفريق الجماعية على تعزيز الجانب اللياقي للاعبين، إلى جانب تصحيح الأخطاء التي وقع بها اللاعبون في المباريات الماضية، وينتظر أن يفرض تدريبات خاصة للاعبي الدفاع، إلى جانب إخضاع عدد من اللاعبين لتدريبات خاصة، ومنها الصربي ألكسندر بريجوفيتش لزيادة حساسيته أمام المرمى.
وينتظر أن يخضع اللاعبون مع بداية المرحلة للفحوصات الطبية، في الوقت الذي واصلت إدارة الكرة بنادي الاتحاد تحركاتها للتنسيق لمواجهتين وديتين، ينتظر أن يخوضهما الفريق خلال فترة التوقف الحالية بسبب «أيام الفيفا»؛ حيث تنتظر الرد بالموافقة من قبل عدد من الأندية، منها العين وجدة، إلى جانب عدد من الأندية بدوري المحترفين، لتنسيق خوض مواجهات ودية مع الفريق، في حين حرصت على تأمين جميع احتياجات المرحلة الحالية للاعبي الفريق.
ويفتقد فريق الاتحاد مع انطلاقة تدريبات الفريق اليوم 9 من لاعبيه؛ حيث سيغيب الثنائي فهد المولد وعبد الرحمن العبود بداعي الإصابة وزياد الصحافي وعبد الإله المالكي لانضمامهما لقائمة المنتخب السعودي الأول وسعود عبد الحميد ومهند الشنقيطي وهارون كمارا لوجودهما في قائمة الأخضر الأولمبي، والثنائي المصري أحمد حجازي ولاعب منتخب الرأس الأخضر غاري رودريغيز لانضمامهما لمنتخبي بلادهما.
وبدأ فهد المولد يوم أمس برنامجه العلاجي، الذي سيمتد لأكثر من 10 أيام قبل الدخول في برنامج تأهيلي يسبق العودة للتدريبات الجماعية، وكذلك العبود الذي سيخضع لبرنامج علاجي وتأهيلي خلال الفترة المقبلة. وتحوم الشكوك حول الثنائي في اللحاق بمواجهة الفريق المقبلة أمام الفيصلي لحساب الجولة الخامسة لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
وكانت إدارة الاتحاد حرصت على الجلوس مع المدرب كاريلي ومناقشته حيال النتائج غير المرضية وتراجع مستوى الفريق من مباراة إلى أخرى، مجددة الثقة بالمدرب الذي شرح مسببات تعادل الفريق مؤخراً أمام التعاون، الجمعة الماضي، لحساب الجولة الرابعة للدوري السعودي للمحترفين، وذلك بعد الفوز الذي حققه على الأهلي في الجولة التي سبقتها.
وأكدت إدارة الاتحاد للمدرب كاريلي ثقتها الكبيرة به لتصحيح مسار الفريق وإعادته لجادة الانتصارات مجدداً، وتحقيق النتائج التي ترضي جماهير الفريق، مشيراً إلى دعمها الكامل له لتطبيق منهجيته التدريبية والسعي لتأمين جميع متطلبات المرحلة للإعداد الأمثل للفريق لعودة انطلاقة المنافسات الرياضية مجدداً.
وأعربت الجماهير الاتحادية عن استيائها بعد التعادل الذي خرج به على أرضه مع التعاون، محملةً سبب التعادل لمدرب الفريق وعدد من اللاعبين لعدم ظهور الفريق بالمستوى المطلوب وخسارة نقطتين هامتين للفريق، في الوقت الذي أكد كاريلي على قدرته على تصحيح أخطاء الفريق والتطور للأفضل في المباريات المقبلة، منوهاً على حرصه لاستغلال فترة التوقف للعودة للمنافسات بكل قوة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».