التحالف يدمر مسيّرتين حوثيتين والجيش اليمني يتقدم في الجوف

TT

التحالف يدمر مسيّرتين حوثيتين والجيش اليمني يتقدم في الجوف

في الوقت الذي يواصل فيه الجيش اليمني تقدمه في جبهات محافظتي الجوف ومأرب بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، أعلن المتحدث باسم التحالف، العقيد الركن تركي المالكي، أمس، اعتراض طائرتين مسيرتين مفخختين أطلقهما الحوثيون لاستهداف الأعيان المدنية في السعودية.
وقال المالكي، إن دفاعات التحالف أسقطت طائرة من دون طيار مفخخة في الأجواء اليمنية أطلقتها ميليشيا الحوثي الانقلابية لاستهداف الأعيان المدنية في السعودية، وذلك قبل أن تعترض وتدمر طائرة مماثلة. وأشار المالكي في بيان إلى أن إطلاق الطائرتين «تم بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين في المنطقة الجنوبية» للمملكة.
ميدانياً، أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن القوات الحكومية تواصل تقدمها شرق مدينة الحزم وشمالها، حيث مركز محافظة الجوف، بإسناد جوي من قوات تحالف دعم الشرعية. وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني « سبتمبر.نت»، أن مقاتلات التحالف نفذت غارات جوية مستهدفة تعزيزات وآليات تابعة للميليشيا الحوثية الانقلابية، شرق محافظة الجوف. ونقل الموقع عن مصادر عسكرية قولها، إن «الغارات المكثفة لمقاتلات التحالف استهدفت تعزيزات وتجمعات للميليشيا شرق مدينة الحزم، عاصمة المحافظة، وأسفرت عن تدمير آليات وعربات عسكرية، وعن مقتل وإصابة كل من كانوا على متنها».
في السياق نفسه، أفادت المصادر الرسمية بأن نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر أجرى اتصالاً هاتفياً بمحافظ الجوف اللواء أمين العكيمي، للاطلاع على الأوضاع والمستجدات الميدانية في المحافظة. وأشاد الأحمر بـ«تقدم الجيش وأبناء المحافظة وما قدموه من تضحيات في سبيل دحر الميليشيات الكهنوتية، وما حققوه من انتصارات كبيرة وجهود لأجل رفع المعاناة عن أبناء المحافظة»، مثمناً «الدعم الأخوي للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية».
ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية، أن المحافظ العكيمي قدم لنائب الرئيس «موجزاً عن أوضاع المواطنين والنازحين وسير العمليات العسكرية»، مؤكداً أن «الجيش والمقاومة مستمران بعزيمة عالية في مواجهة ميليشيا الكهنوت الانقلابية واستعادة مناطق المحافظة واستكمال التحرير».
إلى ذلك، أفاد الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي، حيث محافظة الحديدة، بأن ميليشيات الحوثي فتحت نيران أسلحتها الرشاشة على منازل المواطنين في مدينة حيس جنوب المحافظة. ونقل المركز الإعلامي لـ«ألوية العمالقة» الحكومية عن مصادر محلية قولها، إن «الميليشيات الحوثية فتحت نيران أسلحتها الرشاشة على منازل المواطنين في مركز المدينة، مخلفة حالة من الخوف والهلع في صفوف المدنيين».
وكانت الميليشيات الحوثية استهدفت الأحياء السكنية في المديرية ذاتها، الأحد؛ مما أسفر عن إصابة الطفلة نوال محمد صالح بطلق ناري في صدرها، لتضاف إلى ضحايا الجماعة الانقلابية من المدنيين.
وذكر الإعلام العسكري، أن الميليشيات الحوثية استهدفت أيضاً مناطق سكنية شرق مدينة الحديدة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في إطار سلسلة خروقها المتواصلة للهدنة الأممية. وأشار إلى أن الميليشيات استهدفت الأحياء السكنية شرق مدينة الحديدة بقذائف الهاون ونيران أسلحتها الرشاشة والقناصة، مسببة حالة من الخوف والهلع في صفوف المدنيين.
على صعيد منفصل، أفاد المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) الممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بأنه تمكن من انتزاع 1320 لغماً وعبوة ناسفة وذخائر غير متفجرة خلال الأسبوع الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وأوضح المكتب الإعلامي للمشروع في بيان، أن إجمالي ما جرى نزعه منذ بداية المشروع حتى الآن بلغ أكثر من 196 ألف لغم وعبوة ناسفة زرعتها ميليشيا الحوثي الانقلابية في أرجاء اليمن وحاولت إخفاءها بأشكال وطرق مختلفة راح ضحيتها عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن، سواء بالموت أو الإصابات الخطيرة أو بتر الأعضاء.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

العالم العربي قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

تواصل الجماعة الحوثية إجراء تغييرات في المناهج التعليمية، بإضافة مواد تُمجِّد زعيمها ومؤسسها، بالتزامن مع اتهامات للغرب والمنظمات الدولية بالتآمر لتدمير التعليم

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

القضاء العراقي يواجه أزمة بعد فوز ترمب لصدور مذكرة قبض بحقه

ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
TT

القضاء العراقي يواجه أزمة بعد فوز ترمب لصدور مذكرة قبض بحقه

ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)

في الوقت الذي هنأ الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، ومحمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، دونالد ترمب بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بدأت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي تبحث عن كيفية التعامل مع ترمب المرحلة المقبلة في ظل وجود مذكرة صادرة من مجلس القضاء الأعلى في العراق بالقبض على ترمب بتهمة اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد

وقال عضو اللجنة مختار الموسوي في تصريح صحافي إن «ترمب بالنسبة للعراق وحسب القوانين العراقية هو مجرم، لكن العراق سيتعامل معه بشكل طبيعي، فهناك مصلحة للعراق بذلك، ووصول ترمب إلى البيت الأبيض لن يؤثر على العلاقات بين بغداد وواشنطن». ورأى الموسوي، وهو نائب عن «الإطار التنسيقي الشيعي» الحاكم أن «أميركا دولة مؤسسات ولا تتأثر كثيراً برؤساء في التعاملات الخارجية المهمة». وأضاف: «ترمب لا يعترف بالحكومة العراقية ولا يحترم السلطات في العراق»، لافتاً إلى أن «زيارته للعراق أثناء ولايته السابقة اختصرت فقط على زيارة الجنود الأميركان في قاعدة (عين الأسد) بمحافظة الأنبار، لكن العراق سيتعامل مع ترمب بشكل طبيعي».

الجنرال الإيراني قاسم سليماني (أ.ب)

وختم عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية تصريحه قائلاً: «في حال زار ترمب العراق خلال المرحلة المقبلة، فهناك صعوبة في تنفيذ مذكرة القبض بحقه، فهناك مصلحة للدولة العراقية وهي تتقدم على جميع المصالح الأخرى، فهي تمنع أي تنفيذ لتلك المذكرة بشكل حقيقي بحق ترمب».

أبو مهدي المهندس (أ.ف.ب)

يشار إلى أن رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق فائق زيدان أعلن صدور أوامر قبض بحق ترمب على خلفية أوامر أصدرها لقتل سليماني والمهندس في السابع من يناير (كانون الثاني) عام 2021. وأوضح بيان رسمي، صدر في ذلك الوقت أن «القرار يستند إلى أحكام المادة 406 من قانون العقوبات العراقي النافذ»، مؤكداً أن «إجراءات التحقيق لمعرفة المشاركين الآخرين في تنفيذ هذه الجريمة سوف تستمر سواء كانوا من العراقيين أو الأجانب».

القضاء العراقي وأزمة تطبيق القانون

قانونياً، وطبقاً لما أكده الخبير القانوني العراقي، علي التميمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» فإأن «القضاء العراقي تحرك بناءً على الشكوى المقدمة من الطرف المشتكي، وبالتالي فإن القضاء ملزم وفق القانون باتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي شخص سواء كان في الداخل العراقي أو الخارج العراقي».

وأضاف التميمي: «ولأن الجريمة التي ارتُكبت داخل العراق واستهدفت شخصيات في العراق وأدت إلى مقتلهم؛ فإن الولاية القضائية هنا هي التي تطبق وهي ولاية القضاء العراقي»، مبيناً أن «إصدار أمر قبض بحق ترمب في وقتها وفق مذكرة القبض الصادرة من القضاء العراقي وفق المادة 406 من قانون العقوبات العراقي وهي القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لكونه شريكاً في هذه العملية؛ ولذلك يعدّ الإجراء من الناحية القانونية صحيحاً».

مركبة محترقة في مطار بغداد أصابها أحد الصواريخ الثلاثة (خلية الإعلام الأمني)

ورداً على سؤال بشأن تنفيذ المذكرة، يقول التميمي إن «التنفيذ يكون عن طريق الإنتربول الدولي بعد تقديم طلب عبر وزارة الخارجية، وهو أمر صعب من الناحية الواقعية، والثانية هي انضمام العراق إلى اتفاقية روما للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1948 وهي تحاكم الأشخاص بمختلف الجرائم، ومنها جرائم العدوان التي تنطبق على عملية الاغتيال التي نُفذت بأمر ترمب وفقاً للمادة 6 من قانون هذه المحكمة التي تتطلب دخول العراق فيها أولاً». وأوضح التميمي أنه «مع كل هذه الإجراءات القانونية، لكن ترمب في النهاية أصبح رئيس دولة وهو يتمتع بالحصانة وفقاً اتفاقية فيينا».

أول المهنئين لترمب

وفي الوقت الذي تبدو عودة ترمب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية مقلقة لبعض الأوساط العراقية، إلا أن العراق الرسمي كان من أول المهنئين؛ إذ هنأ الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد ترمب، وتطلع إلى أن «تعمل الإدارة الأميركية الجديدة على تعزيز الاستقرار الذي تشتد الحاجة إليه والحوار البنَّاء في المنطقة»، كما هنَّأ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني دونالد ترمب بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية لولاية جديدة، معرباً عن أمله في «تعزيز العلاقات الثنائية» خلال «المرحلة الجديدة». وكتب السوداني على منصة «إكس»: «نؤكد التزام العراق الثابت بتعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، ونتطلع لأن تكون هذه المرحلة الجديدة بداية لتعميق التعاون بين بلدينا في مجالات عدة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ويعود بالنفع على الشعبين الصديقين». كما أن رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني ورئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني كانا أول المهنئين لترمب؛ نظراً للعلاقة الجيدة التي تربط الأكراد مع الجمهوريين. وكتب نيجرفان بارزاني على منصة «إكس» قائلاً: «أتقدم بأحرّ التهاني إلى الرئيس ترمب ونائب الرئيس المنتخب فانس على فوزهما في الانتخابات». وأضاف: «نتطلع إلى العمل معاً لتعزيز شراكتنا وتعميق العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان والعراق والولايات المتحدة».

أما رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، فقد عبّر من جهته إلى أهمية «تعميق الشراكة بين إقليم كردستان والولايات المتحدة، والعمل معاً لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة».

اقرأ أيضاً