يتلاحق فرض القيود في أوروبا لمواجهة الموجة الوبائية الثانية وسط تسجيل مظاهرات رافضة لها في لايبزيغ ومدريد، في حين لا تزال الولايات المتحدة على الضفة الأخرى من الأطلسي تسجل عدد إصابات قياسية.
واندلعت أعمال عنف السبت في لايبزيغ شرقي ألمانيا، في أعقاب مظاهرة حاشدة رافضة للقيود هاجم خلالها المحتجون قوات الأمن بعدما دعت إلى فضّ التجمّع، وفق ما أعلنت الشرطة المحلية. وجاء في تغريدة لشرطة ولاية ساكسونيا «تعرّضت قوات الأمن لهجمات عدة»، في حين بثت وسائل الإعلام مشاهد تظهر إطلاق مقذوفات باتجاه عناصر الشرطة في نهاية المظاهرة التي شارك فيها نحو 20 ألف شخص، وفق الشرطة المحلية.
وفي مدريد، تظاهر المئات من مؤيدي نظرية المؤامرة والناشطين المناهضين للقاحات ضد «ديكتاتورية» وباء «كوفيد - 19» والقيود التي تفرضها السلطات الإسبانية لمحاولة احتواء الوباء. وقال متظاهر هو شيلو سانشيز «يحتاجون إلى تقليص عدد السكان»، و«بدأوا بقتل المسنين في دور العجزة». وأكدت متظاهرة أخرى هي ماريبيل غارسيا، أن «الخوف يتسبب في انخفاض دفاعاتنا» المناعية، مشيرة إلى أنها لا تضع كمامة إلا في حال كان الشخص الذي تتكلم معه «خائفاً».
ورغم أن تدابير العزل المفروضة في أوروبا حالياً لاحتواء الموجة الثانية من الإصابات هي أقل صرامة من تلك التي كانت مفروضة الربيع الماضي، فإنها أقل قبولاً من جانب السكان. وقالت آنا بيوتوفسكا، المهندسة البولندية البالغة 35 عاماً «نحن متعبون من (كوفيد)، ومن القيود الصارمة أكثر فأكثر». ودخلت قيود جديدة حيز التنفيذ الأسبوع الحالي في بولندا التي سجّلت نصف مليون إصابة، وفُرض إغلاق دور السينما والمسارح وصالات العرض ومرافق ثقافية أخرى. وفي المراكز التجارية، سُمح فقط للمتاجر التي تُعتبر أساسية بإبقاء أبوابها مفتوحة. وسينتقل تلاميذ الصفوف الابتدائية الاثنين على غرار التلاميذ الآخرين، إلى التعلم عن بعد.
واستفاقت اليونان السبت على عزل ثان حاذية حذو فرنسا وإنجلترا وآيرلندا ومناطق في إيطاليا. وكان الشارع التجاري الرئيسي في أثينا فارغاً تماماً، بعدما كان مكتظاً في اليوم السابق، في وقت كان عاملو البلدية يعقّمون الأماكن. ومن أجل الخروج من المنزل، ينبغي على اليونانيين الحصول على موافقة السلطات عبر رسالة نصية. وتُفرض غرامة على الأشخاص الذين لا يضعون الكمامة وصلت قيمتها إلى 300 يورو. ومن المقرر أن يستمرّ العزل ثلاثة أسابيع. وسُمح لصالونات تصفيف الشعر بإبقاء أبوابها مفتوحة ليومين إضافيين؛ ما دفع الناس للتوافد عليها بشكل كبير قبيل إغلاقها. وقالت إبترينا وهي من سكان المدينة قبل موعدها لدى أحد الصالونات الأحد «أريد أن أصفف شعري لكي لا أشعر بالحزن لدى النظر في المرآة كل صباح خلال الإغلاق». وقبل بدء سريان الإغلاق التام، غادرت أكثر من سبعين ألف سيارة العاصمة الجمعة؛ ما تسبب في زحمة سير خانقة، وفق الشرطة.
وبحسب تعداد وضعته «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى مصادر رسمية، أودى الوباء بأكثر من 300 ألف شخص في القارة الأوروبية، من أصل أكثر من 12 مليون إصابة.
وأوروبا هي ثاني أكثر منطقة تضرراً من الوباء في العالم بعد أميركا اللاتينية والكاريبي (أكثر من 410 آلاف). وكانت إيطاليا فرضت الجمعة تدابير عزل على 16 مليون نسمة في أربع مناطق هي الأكثر تضرراً من الوباء. وتخضع مجمل الأراضي الإيطالية لحظر تجوّل بين الساعة العاشرة مساءً والخامسة فجراً.
من جهتها، تخطت فرنسا السبت عتبة 40 ألف وفاة جراء «كوفيد - 19»، حسب معطيات نشرتها وكالة الصحة العامة الفرنسية. وسُجلت 306 وفيات إضافية في المستشفيات خلال آخر 24 ساعة لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 40 ألفاً و169 حالة وفاة.
القيود تتوالى في أوروبا وسط مظاهرات رافضة
القيود تتوالى في أوروبا وسط مظاهرات رافضة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة