الشرطة البرتغالية تداهم مقر بنفيكا في تحقيق بشأن مزاعم فساد

لاعبو فريق بنفيكا البرتغالي (أرشيفية - رويترز)
لاعبو فريق بنفيكا البرتغالي (أرشيفية - رويترز)
TT

الشرطة البرتغالية تداهم مقر بنفيكا في تحقيق بشأن مزاعم فساد

لاعبو فريق بنفيكا البرتغالي (أرشيفية - رويترز)
لاعبو فريق بنفيكا البرتغالي (أرشيفية - رويترز)

داهمت الشرطة البرتغالية مقر نادي بنفيكا لكرة القدم في إطار تحقيق فساد مرتبط بانتقالات اللاعبين، وذلك حسبما أكد النادي ومحققون اليوم (الاثنين).
وكشف مكتب المدعي العام أنه أجرى نحو 30 عملية تفتيش؛ شملت مقري بنفيكا ومنافسه في دوري الدرجة الأولى البرتغالي سانتا كلارا، في إطار تحقيق بمجموعة من الجرائم المالية؛ بما فيها تبييض أموال.
وأكد بنفيكا المداهمات في بيان أعرب فيه عن «استعداده للتعاون الكامل مع السلطات»، في وقت أفاد فيه الادعاء بأنه يحقق في «مجموعة من القضايا، كلها مرتبطة بكرة القدم الاحترافية»، موضحاً أن المسألة مرتبطة بشراكات رياضية ومالية، واستحواذ أندية على الحقوق الرياضية للاعبين و«قروض متفق عليها مع مواطن سنغافوري»، حسبما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وذكرت شبكة «تي في أي» أن رئيس بنفيكا لويس فيليبي فييرا يشكل الهدف الرئيسي للسلطات التي نفذت عمليات التفتيش في إطار التحقيقات الجارية. كما أفادت «تي في أي» بأن الادعاء العام يركز في تحقيقاته على عملية انتقال 3 لاعبين ليبيين إلى سانتا كلارا.
وأعيد الشهر الماضي انتخاب رجل الأعمال فييرا رئيساً للنادي الفائز بلقب الدوري البرتغالي 37 مرة وكأس الأندية الأوروبية البطلة (دوري الأبطال حالياً) مرتين، ليبقى بالتالي في المنصب الذي يشغله منذ 2003.
وسيخضع فييرا (71 عاماً) للمحاكمة في قضية فساد، إلى جانب 16 شخصاً آخرين، بينهم 3 قضاة. كما وجهت إليه اتهامات باحتيال ضريبي استهدفت بنفيكا المتورط أيضاً في فضيحة تلاعب بنتائج المباريات.


مقالات ذات صلة

على خطى كبارهم... شباب إسبانيا أبطالاً لأوروبا

رياضة عالمية لاعبو منتخب إسبانيا للشباب يحملون كأس البطولة (الاتحاد الإسباني)

على خطى كبارهم... شباب إسبانيا أبطالاً لأوروبا

توّج منتخب إسبانيا ببطولة أوروبا للشباب تحت 19 عاماً لكرة القدم، بالفوز على فرنسا بهدفين دون رد في المباراة النهائية، مساء الأحد.

«الشرق الأوسط» (بلفاست)
رياضة سعودية لاعبو بورتو يحاصرون تاليسكا مهاجم النصر خلال المواجهة الودية (نادي النصر)

النصر يخسر برباعية «في شوط واحد» أمام بورتو البرتغالي

تلقى فريق النصر السعودي خسارة ثقيلة (4-0) على يد بورتو البرتغالي، في المباراة الودية التي أقيمت مساء (الأحد)، ضمن استعدادات الفريقين للموسم الكروي الجديد.

فارس الفزي (الرياض )
رياضة سعودية الفيصل وإنفانتينو والمسحل في لقطة تذكارية على هامش اللقاء (حساب إنفانتينو على إنستغرام)

إنفانتينو: السعودية اتخذت خطوات رائعة لتنمية كرة القدم النسائية

أكد السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن السعودية اتخذت خطوات رائعة لتنمية كرة القدم النسائية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة سعودية كانتي سيخضع لبرنامجي إعدادي خاص قبل الانضمام للمعسكر الاتحادي (الشرق الأوسط)

كانتي يغيب عن ودية الاتحاد أمام ريال بيتيس

قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الفرنسي نغولو كانتي سينضم إلى معسكر الاتحاد المقام في البرتغال، خلال الأيام المقبلة، حيث سيخضع لبرنامج تأهيلي.

علي العمري (جدة)
رياضة عربية الاتفاق سيمثل الكرة السعودية في البطولة الخليجية (الاتفاق)

رسمياً... قرعة «الأندية الخليجية» في الدوحة أواخر أغسطس

أعلن جاسم الرميحي، الأمين العام لاتحاد كأس الخليج العربي، أن مراسم قرعة بطولة الأندية الخليجية ستقام أواخر أغسطس (آب) المقبل بمقرّ الاتحاد في الدوحة.

«الشرق الأوسط» (الدمام )

عراقي فقد بصره يحقّق حلمه بتأسيس أول فريق كرة قدم للمكفوفين (صور)

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
TT

عراقي فقد بصره يحقّق حلمه بتأسيس أول فريق كرة قدم للمكفوفين (صور)

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
أعضاء الفريق (أ.ف.ب)

قبل 16 عاماً، فقد عثمان الكناني بصره فألمّ به خوف من فقدان صلته بكرة القدم التي يهواها منذ صغره. لكن إصراره على عدم الاستسلام دفعه إلى توظيف شغفه في تأسيس أوّل فريق للمكفوفين في العراق وإدارة شؤونه.

ويقول الرجل الذي يبلغ حالياً 51 عاماً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «عندما فقدت بصري، عشت سنة قاسية، نسيت فيها حتى كيفية المشي، وأصبحت أعتمد في كل شيء على السمع».

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)

في عام 2008، فقد المدير السابق لمكتبة لبيع الكتب واللوازم المدرسية، البصر نتيجة استعمال خاطئ للأدوية لعلاج حساسية موسمية في العين، ما أدّى إلى إصابته بمرض الغلوكوما (تلف في أنسجة العصب البصري).

ويضيف: «ما زاد من المصاعب كان ابتعادي عن كرة القدم». ودام بُعده عن رياضته المفضّلة 8 أعوام.

شكّل الكناني فريقاً لكرة الهدف حيث يستخدم اللاعبون المكفوفون أيديهم لإرسال الكرة إلى الهدف (أ.ف.ب)

لكن بدعم «مؤسسة السراج الإنسانية» التي شارك في تأسيسها لرعاية المكفوفين في مدينته كربلاء (وسط) في 2016، شكّل الكناني فريقاً لكرة الهدف، حيث يستخدم اللاعبون المكفوفون أيديهم لإرسال الكرة إلى الهدف.

وظلّ يلعب مع هذا الفريق حتى شكّل في عام 2018 فريقاً لكرة القدم للمكفوفين وتفرّغ لإدارة شؤونه.

ويتابع: «أصبحت كرة القدم كل حياتي».

واعتمد خصوصاً على ابنته البكر لتأمين المراسلات الخارجية حتى تَواصلَ مع مؤسسة «آي بي إف فاونديشن (IBF Foundation)» المعنيّة بكرة القدم للمكفوفين حول العالم.

يتّخذ الفريق من ملعب مخصّص للعبة خماسي كرة القدم في بغداد مكاناً لتدريباته 3 مرات أسبوعياً (أ.ف.ب)

وكانت «الفرحة لا توصف» حين منحته المؤسسة في عام 2022 دعماً ومعدات من أقنعة تعتيم للعيون وكُرات خاصة.

ويوضح: «هكذا انطلق الحلم الرائع».

ويؤكّد أن تأسيس الفريق أتاح له «إعادة الاندماج مع الأصدقاء والحياة»، قائلاً: «بعد أن انعزلت، خرجت فجأة من بين الركام».

4 مكفوفين... وحارس مبصر

وانطلق الفريق بشكل رسمي مطلع العام الحالي بعدما تأسّس الاتحاد العراقي لكرة القدم للمكفوفين في نهاية 2023، وتشكّل من 20 لاعباً من محافظات كربلاء وديالى، وبغداد.

ويستعد اليوم لأوّل مشاركة خارجية له، وذلك في بطولة ودية في المغرب مقرّرة في نهاية يونيو (حزيران).

ويتّخذ الفريق من ملعب مخصّص للعبة خماسي كرة القدم في بغداد، مكاناً لتدريباته 3 مرات أسبوعياً. ومن بين اللاعبين 10 يأتون من خارج العاصمة للمشاركة في التمارين.

يصيح اللاعبون بكلمة «فوي» («أنا أذهب» بالإسبانية) بغية تحديد أماكن وجودهم في الملعب (أ.ف.ب)

ومدّة الشوط الواحد 20 دقيقة، وعدد اللاعبين في المباراة 5، منهم 4 مكفوفون بالكامل بينما الحارس مبصر.

وخلال تمارين الإحماء، يركض اللاعبون في مجموعات من 4 ممسكين بأذرع بعضهم مع أقنعة على أعينهم.

وتتضمّن قواعد لعبة كرة القدم للمكفوفين كرات خاصة، ينبثق منها صوت جرس يتحسّس اللاعب عبره مكان الكرة للحاق بها.

ويقوم كلّ من المدرّب والحارس بتوجيه اللاعبين بصوت عالٍ.

يبلغ طول الملعب 40 متراً وعرضه 20 متراً (أ.ف.ب)

بعد ذلك، يأتي دور ما يُعرف بالمرشد أو الموجّه الذي يقف خلف مرمى الخصم، ماسكاً بجسم معدني يضرب به أطراف المرمى، لجلب انتباه اللاعب وتوجيهه حسب اتجاه الكرة.

ويصيح اللاعبون بكلمة «فوي» («أنا أذهب» بالإسبانية) بغية تحديد أماكن وجودهم في الملعب لئلّا يصطدموا ببعضهم.

وحين يمرّ بائع المرطبات في الشارع المحاذي للملعب مع مكبرات للصوت، تتوقف اللعبة لبضع دقائق لاستحالة التواصل سمعياً لمواصلة المباراة.

تمارين الإحماء لأعضاء الفريق (أ.ف.ب)

وبحسب قواعد ومعايير اللعبة، يبلغ طول الملعب 40 متراً وعرضه 20 متراً، بينما يبلغ ارتفاع المرمى 2.14 متر، وعرضه 3.66 متر (مقابل ارتفاع 2.44 متر، وعرض 7.32 متر في كرة القدم العادية).

لا تردّد... ولا خوف

وخصّصت اللجنة البارالمبية العراقية لألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة راتباً شهرياً للاعب قدره ما يعادل 230 دولاراً، وللمدرب ما يعادل تقريباً 380 دولاراً.

لكن منذ تأسيس الفريق، لم تصل التخصيصات المالية بعد، إذ لا تزال موازنة العام الحالي قيد الدراسة في مجلس النواب العراقي.

ويشيد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم للمكفوفين طارق الملا (60 عاماً) بالتزام اللاعبين بالحضور إلى التدريبات «على الرغم من الضائقة المالية التي يواجهونها».

اللاعبون يملكون روح الإصرار والتحدي (أ.ف.ب)

ويوضح: «البعض ليست لديه موارد مالية، لكن مع ذلك سيتحمّلون تكاليف تذاكر السفر والإقامة» في المغرب.

ويضيف: «أرى أن اللاعبين لديهم إمكانات خارقة لأنهم يعملون على مراوغة الكرة وتحقيق توافق عضلي عصبي، ويعتمدون على الصوت».

ويأمل الملّا في أن «تشهد اللعبة انتشاراً في بقية مدن البلاد في إطار التشجيع على ممارستها وتأسيس فرق جديدة أخرى».

ودخل الفريق معسكراً تدريبياً في إيران لمدة 10 أيام، إذ إن «المعسكر الداخلي في بغداد غير كافٍ، والفريق يحتاج إلى تهيئة أفضل» للبطولة في المغرب.

وعلى الرغم من صعوبة مهمته، يُظهر المدرّب علي عباس (46 عاماً) المتخصّص بكرة القدم الخماسية قدراً كبيراً من التفاؤل.

خلال تمارين الإحماء يركض اللاعبون في مجموعات من 4 ممسكين بأذرع بعضهم مع أقنعة على أعينهم (أ.ف.ب)

ويقول: «اللاعبون يملكون روح الإصرار والتحدي، وهذا ما يشجعني أيضاً».

ويشير عباس، الذي يكرس سيارته الخاصة لنقل لاعبين معه من كربلاء إلى بغداد، إلى أن أبرز صعوبات تدريب فريق مثل هذا تتمثل في «جعل اللاعبين متمرّسين بالمهارات الأساسية للعبة لأنها صعبة».

وخلال استراحة قصيرة بعد حصّة تدريبية شاقّة وسط أجواء حارّة، يعرب قائد الفريق حيدر البصير (36 عاماً) عن حماسه للمشاركة الخارجية المقبلة.

ويقول: «لطالما حظيت بمساندة أسرتي وزوجتي لتجاوز الصعوبات» أبرزها «حفظ الطريق للوصول من البيت إلى الملعب، وعدم توفر وسيلة نقل للاعبين، والمخاوف من التعرض لإصابات».

ويطالب البصير الذي يحمل شهادة في علم الاجتماع، المؤسّسات الرياضية العراقية الحكومية «بتأمين سيارات تنقل الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى أماكن التدريب للتخفيف من متاعبهم».

ويضيف: «لم تقف الصعوبات التي نمرّ بها حائلاً أمامنا، ولا مكان هنا للتردد، ولا للخوف».