حفل زفاف فنانة مصرية يجدد الجدل بشأن «مطربي المهرجانات»

سجال بين كمال ومهنا على «الدعوة»... و«الموسيقيين» تواصل انتقاداتها

غناء كمال وشاكوش وبيكا في حفل زفاف هنادي مهنا (صفحة كمال على «فيسبوك»)
غناء كمال وشاكوش وبيكا في حفل زفاف هنادي مهنا (صفحة كمال على «فيسبوك»)
TT

حفل زفاف فنانة مصرية يجدد الجدل بشأن «مطربي المهرجانات»

غناء كمال وشاكوش وبيكا في حفل زفاف هنادي مهنا (صفحة كمال على «فيسبوك»)
غناء كمال وشاكوش وبيكا في حفل زفاف هنادي مهنا (صفحة كمال على «فيسبوك»)

جدد حفل زفاف الفنانة المصرية الشابة هنادي مهنا، ابنة الموسيقار والملحن المصري هاني مهنا على الفنان أحمد خالد صالح، ابن الفنان الراحل خالد صالح، مساء أول من أمس، الجدل بشأن مطربي المهرجانات في مصر، عقب غناء ثلاثة مطربين منهم في الحفل.
وتصاعدت حالة الجدل مع الانتقادات اللاذعة التي وجهها جمهور «السوشيال ميديا» في مصر للملحن والموسيقار المصري الشهير هاني مهنا لـ«استعانته بمطربين لطالما هاجمهم كبار المطربين والملحنين المصريين»، بجانب اتهامه بـ«التخلي عن الموسيقى الراقية»، قبل أن يخرج عن صمته، ويهاجم حضور هؤلاء المطربين (عمر كمال وحسن شاكوش وحمو بيكا) لحفل زفاف ابنته، رغم عدم توجيه الدعوة إليهم، وهو ما رد عليه عمر كمال وحمو بيكا قائلين إن ابنته هنادي هي التي وجهت إليهما الدعوة لحضور حفل الزفاف، وأنهما قدما مجاملة للعروسين مثلما يفعلان في أي مناسبة مشابهة.

ويتباين رأي الجمهور والموسيقيين في مصر حول أغاني المهرجانات؛ فبينما يرى كثيرون أنه يجب منعهم من مزاولة نشاط الغناء والتصدي لما يقدمونه من «فن رديء»، يطالب آخرون باحتوائهم وإعطائهم الفرصة لتقديم موسيقى جيدة بدلاً من الهجوم عليهم، خصوصاً بعد تحقيقهم ملايين المشاهدات على المنصات والتطبيقات الرقمية خلال الأشهر الماضية، بجانب تقديمهم حفلات غنائية خارج مصر، وانتشارهم الميداني «الطاغي».
وقد أكد الموسيقار المصري الكبير هاني شنودة، في تصريحات سابقة، رفضه التقليل من مطربي المهرجانات والهجوم عليهم، قائلاً: «الموسيقى لغة عالمية، وهؤلاء المطربون لم يخترعوا موسيقى جديدة لكي نهاجمها أو نقلل منها، رغم رفضي للكلمات غير اللائقة التي يقدمونها في أغنياتهم».
ودخلت نقابة المهن الموسيقية المصرية التي تتخذ موقفاً معارضاً تجاه هؤلاء المطربين، على خط الأزمة، وأصدرت بياناً صحافياً أمس، استنكرت فيه «استعانة الموسيقار هاني مهنا بمؤدي المهرجانات حمو بيكا في فرح ابنته».

وشددت النقابة على أن «حمو بيكا صدر ضده حكم قضائي بحبسه لتجاوزه في حق مجلس نقابة المهن الموسيقية وأعضائها»، مشيرة إلى أن «المايسترو هاني مهنا رجل نقابي وشغل منصب عضوية المجلس في فترة سابقة كما شغل منصب رئيس اتحاد النقابات الفنية ويعلم اللوائح والقوانين المنظمة للأمور الفنية في مصر».
وقضت محكمة جنح الدخيلة الاقتصادية بالإسكندرية، في نهاية الشهر الماضي، بمعاقبة مطرب المهرجانات الشعبية حمو بيكا بالحبس لمدة عامين مع الشغل وكفالة 5 آلاف جنيه، كما قررت المحكمة تغريمه 200 ألف جنيه، وذلك بعد اتهامه بسب وقذف نقابة المهن الموسيقية ونقيبها الفنان هاني شاكر، وعدد من الموظفين العاملين بالنقابة.
ودخل الموسيقار هاني مهنا وعدد من مطربي المهرجانات في سجال إعلامي، معلناً أنه «لم يدعُ حمو بيكا وحسن شاكوش وعمر كمال إلى الحفل». وأضاف خلال تصريحات تلفزيونية أمس: «من غير المعقول أن أدعو حمو بيكا في الوقت الذي يوجد فيه السيد عمرو موسى، ووزير الشباب، وعلاء وجمال مبارك (موجودين وأجيب لهم حمو بيكا وشاكوش وكمال)». ليرد عليه المطرب الشعبي، عمر كمال، عبر صفحته على «فيسبوك» مؤكداً أنه «تمت دعوته من قبل ابنته هاني مهنا. ونحن نتمتع بالذوق ولبينا الدعوة وحاولنا أن نفرحها ونبهجها، وبالتأكيد لن نذهب إلى أي فرح ونغني فيه من دون دعوة».
ورد حمو بيكا على تصريحات مهنا قائلاً، عبر فيديو بثه على صفحته الشخصية على «فيسبوك»: «بنت حضرتك هاتفت عمر كمال وقالت له أتمنى أن تحضر أنت وشاكوش فرحي»، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من الفنانين من بينهم أحمد الفيشاوي رحبوا بوجودهم والتقطوا الصور التذكارية معهم.

وشارك الثنائي أحمد خالد صالح وهنادي مهنا في مسلسل «الفتوة» بموسم رمضان الماضي، وقدما قصة حب في العمل.
وعن أسباب تكرار حالات الجدل المتعلقة بمطربي المهرجانات خلال الشهور الماضية، يقول الملحن المصري حسن زكي لـ«الشرق الأوسط»: «حالة الجدل يتم استدعاؤها في حالتين... الأولى تتمثل في رفض عدد كبير من المستمعين ومتذوقي الفن لهذا النوع من الموسيقى بحجة تهديد النمط الموسيقى الذي اعتادوا على سماعه خلال العقود الماضية، ويرون أن أغنيات المهرجانات تهدد ذائقتهم الموسيقية، وهؤلاء مستعدون للهجوم عليهم في كل مرة، أما الحالة الثانية فأبطالها أشخاص يحاولون كسب أرضية جديدة عبر الهجوم على مطربي المهرجانات من دون تقديم بدائل حقيقية تجتذب الشباب».
ويؤكد زكي أن بعض المنتجين المصريين يبررون استعانتهم بهؤلاء المطربين للغناء في مسلسلاتهم بـأن «الجمهور بات يحتاج هذا النوع من الغناء ومتحمساً له»، مشيراً إلى أن الجمهور لا يحتاج ذلك، بل يتأثر بالإلحاح والتكرار»، لافتاً إلى أن بعض الفعاليات الموسيقية الرسمية المصرية على غرار مهرجان الموسيقى العربية، تُعد درعاً مهماً لمواجهة ظاهرة أغنيات المهرجانات، حيث يقدم عدد من مطربي هذا المهرجان العريق أغنيات جديدة كل عام، ويستحوذ على اهتمام الكثيرين خلف الشاشات «خصوصاً في ظل وباء كورونا».



سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.