وزير الخارجية اللبناني: لم أخرق سياسة النأي بالنفس في «جنيف 2»

قال إنه رد على الجربا حرصا على الالتزام بثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة»

عدنان منصور
عدنان منصور
TT

وزير الخارجية اللبناني: لم أخرق سياسة النأي بالنفس في «جنيف 2»

عدنان منصور
عدنان منصور

قال عدنان منصور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، أنه لم يخرق سياسة النأي بالنفس في مؤتمر «جنيف 2»، ولا في المرحلة التي سبقته، بل حافظ عليها بتحفظه على قرارات الجامعة العربية التي دعمت فريقا في سوريا على حساب الفريق الآخر بدعمها المعارضة.
وأكد منصور، خلال لقاء مع الإعلاميين، أمس، أنه «ليس هناك مسؤول في الدولة انتقد ما قلته في (جنيف 2)». وسأل، تعليقا على من يتهم «حزب الله» بأنه بقتاله في سوريا دفع التكفيريين إلى الرد عليه على أرض لبنان: «هل كان حزب الله في سوريا حين دخل السلاح إلى سوريا قبل (جنيف 1)؟». وأجاب، ردا على سؤال عما إذا كان يتبنى مقررات «جنيف 1»: «الشعب السوري هو من يقرر عبر الاستفتاء ما إذا كان يريد المرحلة الانتقالية. وأنا مع وقف النار انطلاقا من الحل السياسي».
وكان منصور ارتجل فقرة في كلمته في مؤتمر «جنيف 2» دافع فيها عن قتال حزب الله في سوريا، من دون العودة إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي اطلع شخصيا على محاور كلمة منصور قبل سفره. ولاقى ارتجال منصور انتقادات واسعة في لبنان، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكّر منصور، أمس، بأن البيان الوزاري للحكومة المستقيلة يؤكد «ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة». وقال: «كنت سأخرقه إذا لم أرد على كلام (رئيس الائتلاف السوري المعارض) أحمد الجربا، باعتبار حزب الله إرهابيا»، مشيرا إلى أنه «لو كان أي فريق لبناني آخر متهما بالإرهاب، كالقوات اللبنانية أو حزب الكتائب مثلا، لكنت دافعت عنه أيضا». وانتقد تمنع الجربا عن شكر لبنان، عادا ذلك «بمثابة إهانة».
واستهل منصور كلامه، أمس، بالقول إن وزارة الخارجية «أتمت خلال السنة ونصف السنة الماضية كل ما يتوجب عليها من تشكيلات وترفيعات، رغم الشلل الذي يصيب الحكومة». وقال إن «هذا الشلل لم يثنِ الوزارة عن متابعة حلحلة الأمور الجامدة، ونحن بصدد إجراء مناقلات بين البعثات الدبلوماسية في الخارج، وبينها وبين الإدارة المركزية للوزارة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.