لا تزال كفة موازين القوى في مجلس الشيوخ عالقة بانتظار البت بنتيجة السباقات في ثلاث ولايات، وتحديد مصير 4 أعضاء حاليين في المجلس. وإذ تشير آخر الأرقام تعادلاً في مقاعد الديمقراطيين والجمهوريين، 48 - 48، لا تزال عملية الفرز جارية في ولايتي كارولاينا الشمالية وألاسكا، وعلى ما يبدو فإن الجمهوريين سيبقون على الأرجح مقعديهما في الولايتين، ما سيدفع بالأرقام لصالحهم ليصبح التوازن بالتالي 50 - 48.
وبمجرد النظر إلى هذين الرقمين، يدرك المرء حساسية الموقف، فلا يزال هناك بصيص أمل أمام الديمقراطيين لانتزاع الأغلبية. لكن هذا رهن بثلاثة عوامل، مصير اثنين منهما مرتبط بولاية أصبحت محط أنظار الجميع في الفترة الأخيرة. ولاية جورجيا، فهذه الولاية التي فرضت نفسها بقوة في السباق الرئاسي يبدو أنها ستكون الولاية الحاسمة كذلك في سباق مجلس الشيوخ. إذ إن المقعدين التابعين لجمهوريين هناك، لن يتم حسم مصيرهما قبل بداية العام المقبل، وذلك بسبب قوانين الولاية التي تفرض إعادة السباق في حال عدم وصول المرشح على أكثر من 50 في المائة من عدد الأصوات. لهذا فسيخوض المرشحون هناك عن المقعدين السباق عن جديد، ولن تحسم النتيجة قبل الخامس من شهر يناير (كانون الثاني).
لكن لنفترض أن الديمقراطيين تمكنوا، في أفضل سيناريو لهم، من انتزاع هذين المقعدين لصالحهم، فهذا سيتركهم في تعادل مع الجمهوريين، ما يعني أنهم سيكونون بحاجة لفوز مرشحهم جو بايدن بالرئاسة لانتزاع صوت نائب الرئيس الحاسم في المجلس، بصفته رئيساً لمجلس الشيوخ.
وفي حال خسارة بايدن، فسيكون السيناريو هذا لمصلحة الجمهوريين الذين سيحصلون على صوت نائب الرئيس ميك بنس.
إذن الديمقراطيون بحاجة للفوز بالمقعدين في ولاية جورجيا لتأمين الأغلبية البسيطة، وإذا خسروا واحداً منهما، خسروا كل أمل بانتزاع هذه الأغلبية. لهذا يتوجه اهتمام الجمهوريين اليوم إلى هذه الولاية للحفاظ على أغلبيتهم بعد أن كانت حظوظهم بالحفاظ على هذه الأغلبية شبه معدومة بحسب الاستطلاعات التي سبقت السباق.
- سباق تاريخي في أريزونا
تغير لون هذه الولاية الحمراء تاريخياً إلى الأزرق في مجلس الشيوخ. فبعد أن أعلن عن فوز الديمقراطي مارك كيلي بسباق المجلس رسمياً، أصبحت هذه الولاية ممثلة بسيناتورين من الحزب الديمقراطي. وذلك في سابقة تشير إلى امتعاض الناخب الأميركي الجمهوري في تلك الولاية من سياسات حزبه، فهذه الولاية كانت معقل السيناتور الجمهوري الراحل جون ماكين، وهو محبوب جداً فيها، وقد أدت انتقادات ترمب المتكررة له حتى بعد مماته إلى دعم أرملته الجمهورية المخضرمة سيندي ماكين لبايدن. وقد ساهم هذا الدعم بشكل من الأشكال في تغيير لون الولاية. وبمجرد الإعلان عن فوز الديمقراطيين فيها، توالت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي القائلة بأن هذا كان «انتقام ماكين الأخير».
- بيلوسي تترشح للرئاسة
أعلنت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لحزبها عن ترشحها مجدداً لرئاسة المجلس في دورته الجديدة التي ستبدأ مطلع العام المقبل، وقالت بيلوسي في رسالة وجهتها للديمقراطيين في المجلس: «أنا أكتب إليكم لأطلب دعمكم في انتخابي رئيسة للمجلس. أقوم بهذا بكل فرح وتقدير لوجهات النظر المختلفة داخل حزبنا». وستواجه بيلوسي تحديات كبيرة في سعيها هذا، خاصة أن الديمقراطيين حققوا خسائر غير متوقعة في الانتخابات التشريعية في المجلس. فرغم احتفاظهم بالأغلبية فإن الفارق تقلص بينهم وبين الجمهوريين. وقد وجه بعض أعضاء الحزب الديمقراطي اللوم على بيلوسي في خسارة هذه المقاعد. فيما اعتبر البعض الآخر أن أفكار التقدميين في الحزب كلفتهم مقاعد عدة. أبرز هؤلاء النائبة ابيغايل سبانبرغر التي قالت لزملائها: «لقد خسرنا مقاعد كانت آمنة. كنت خسرت مقعدي بسبب دعوات سحب تمويل الشرطة! لا تتفوهوا بكلمة اشتراكية مجدداً!»، وستكون سبانبرغر من الديمقراطيين الذين لن يصوتوا لصالح بيلوسي لرئاسة مجلس النواب. إلا أن بيلوسي تحدت الأصوات المعارضة في حزبها قائلة: «لقد ربحنا الحرب. ومطرقة المجلس (الرئاسة) معنا»؛ وذلك في إشارة لاحتفاظهم بالأغلبية.
ومن المتوقع أن يجتمع المشرعون من الحزبين قبل نهاية العام الحالي لانتخاب قياداتهم في المجلسين، حينها سيتضح مصير رئيسة المجلس المخضرمة.
مصير الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ينتظر حسم السباق في 3 ولايات
مصير الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ينتظر حسم السباق في 3 ولايات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة