احتجاجات ضد «قسد» شرق الفرات على وقع مناورات للتحالف الدولي

دورية أميركية قرب قوات روسيا والحكومة السورية

دمار في مدينة البوكمال بريف دير الزور شمال شرقي سوريا (الفرات بوست)
دمار في مدينة البوكمال بريف دير الزور شمال شرقي سوريا (الفرات بوست)
TT

احتجاجات ضد «قسد» شرق الفرات على وقع مناورات للتحالف الدولي

دمار في مدينة البوكمال بريف دير الزور شمال شرقي سوريا (الفرات بوست)
دمار في مدينة البوكمال بريف دير الزور شمال شرقي سوريا (الفرات بوست)

خرج مئات الأهالي من سكان بلدة هجين بريف دير الزور الشرقي أمس في تظاهرة في شوارع المدينة وأحرقوا الإطارات وأغلقوا الطرق الرئيسية وطالبوا بالإفراج الفوري عن المعتقلين ورفع الحظر عن الدراجات النارية والسماح للتنقل بها، بعد أسبوع من فرض الحظر الذي أعلنته «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) العربية - الكردية المدعومة من واشنطن.
وشارك في الاحتجاجات رجال ونساء جابوا الشوارع الرئيسية وأحرقوا إطارات السيارات واستمرت نحو ثلاث ساعات، ورفعوا لافتات للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين خلال الحملات الأمنية والمداهمات بالآونة الأخيرة، إضافة إلى تحسين الخدمات وتأمين الخبز وإعادة خدمة الكهرباء وتوفير مياه الشرب ورفع المظالم.
في السياق، نظم «اتحاد الشبيبة السريانية التقدمية» التابع لـ«حزب الاتحاد السرياني»، مسيرة مؤيدة في بلدة تل تمر أمس دعماً لـ«المجلس العسكري السرياني» وقوات «قسد»، وشارك المئات من الشبان والفتيات وخرجوا من ميدان البلدة حاملين لافتات كتب على إحداها: «نحيي مقاومة المرأة في مواجهة الاحتلال التركي». ورفعوا أعلاما وشعارات حزبية خاصةً بهم، وجالت المسيرة الشوارع الرئيسة للمدينة وهتفوا بشعارات تحيي القوات العسكرية التي تحمي المنطقة، واستنكروا الانتهاكات التركية وهجمات الفصائل السورية المسلحة الموالية لأنقرة.
على صعيد آخر، قالت هانا نيومان عضو البرلمان الاتحاد الأوروبي التي وصلت لمدينة القامشلي أمس في زيارة رسمية، إن تجربة «الإدارة الذاتية» ناجحة وبالإمكان نقلها إلى باقي سوريا وتطبيقها في المناطق المتنازع عليها بين جهات دولية وإقليمية ومحلية. وقالت إن إغلاق معبر اليعربية مع العراق، حرم مناطق شرقي الفرات من المساعدات الدولية مع وجود عشرات المخيمات وأكثر من 100 ألف نازح ولاجئ عراقي إضافة إلى 12 ألف عائلة مهاجرة غربية وعربية يقطنون في مخيم الهول.
وأجرت هانا لقاءات مع الدكتور عبد الكريم عمر رئيس دائرة العلاقات الخارجية وقادة الإدارة، ولفت إلى أن التدخلات التركية تسببت بالعديد من المشاكل لدول العالم سيما بلدان الاتحاد الأوروبي. وقالت: «هدفنا وضع المجتمع الدولي أمام هذه الفظائع والانتهاكات بحق سكان المنطقة». وأشارت بأن العواصم الأوروبية تدعم إشراك ممثلين من الإدارة ومناطق شرقي الفرات في محادثات جنيف والمفاوضات الدولية السياسية لحل الأزمة السورية. وتابعت: «سأزور مخيمي (الهول) و(روج) الخاصين بعائلات (داعش) بهدف التعرف على الموجودين وجنسياتهم. أعلم أنهم قدموا إلى المنطقة من دول مختلفة، وسأعمل على أعداد تقرير مفصل لرفعه للبرلمان الأوروبي، لأن الدول الأوروبية منشغلة لأسباب تتعلق بوباء كورونا».
عسكريا، بدأت قوات التحالف الدولي بمناورات عسكرية مع قوات «قسد» في قاعدة حقل العمر النفطية بريف دير الزور الشرقي، ونقل شهود وسكان من المنطقة سماع انفجارات وأصوات إطلاق نار على مدار اليومين الماضيين. وأفاد مسؤول بارز بأن التحالف يقوم بتحضيرات عسكرية لتمشيط المنطقة بهدف ملاحقة الخلايا النشطة الموالية لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وفي بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، اعتقلت قوات التحالف «قسد» 3 مشتبهين من العناصر النشطة الموالية للتنظيم حيث نفذت العملية مساء الجمعة السبت الماضي وصادروا أسلحتهم والذخيرة التي كانت في مقر تحركاتهم. كما داهمت قبل يومين مخيم للنازحين قرب سكة القطار في بلدة الصبحة بريف دير الزور وألقت القبض على 7 أشخاص بينهم قيادي سابق لدى التنظيم المسؤول الأول عن عمليات الاغتيال.
إلى ذلك سير الجيش الأميركي دورية في بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي، ضمن مناطق انتشار الشرطة العسكرية الروسية وقوات الحكومة السورية. وبحسب سكان وأهالي ضمت الدورية من 4 عربات عسكرية وعشرات الجنود، انتشروا على بعد مئات الامتار من القوات الروسية والحكومية المنتشرة في محيط البلدة.
كما خرجت دورية أميركية ثانية جالت قرى وبلدات مدينة المالكية الحدودية، مؤلفة من 5 مدرعات برفقة حوامتين انطلقت من قاعدتها في رميلان النفطية وتوجهت نحو قرى «كندك» و«شلال» و«ديرنا آغي»، ومن ثم اتجهت لقرية «باترزان» بمنطقة «آليان» التابعة لبلدة «معبدة» في ريف مدينة القامشلي.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.