أنباء عن زيارة قريبة لإردوغان إلى طرابلس

مصادر عسكرية قالت إن أنقرة «ستواصل دعم ليبيا»

TT

أنباء عن زيارة قريبة لإردوغان إلى طرابلس

كشفت مصادر تركية عن احتمال قيام الرئيس رجب طيب إردوغان بزيارة إلى طرابلس قريباً، ستكون الأولى من نوعها، للقاء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق الوطني» الليبية، فائز السراج، الموالية لتركيا.
وقالت مصادر دبلوماسية تركية، بحسب ما نقل موقع «خبر 7»، إن إردوغان يعتزم إجراء زيارة رسمية إلى العاصمة الليبية طرابلس خلال الأيام القليلة القادمة، مبرزاً أن الزيارة «ستساهم في تعزيز العلاقات بين حكومة (الوفاق) وتركيا». كما أكدت المصادر ذاتها أن إردوغان يقف وراء عدول السراج عن قرار الاستقالة الذي اتخذه سابقاً، عندما أعلن أنه قد يستقيل في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وتسبب إعلان السراج عزمه الاستقالة في إغضاب إردوغان الذي اعتبره «أمراً محزناً»، لا سيما أنه جاء بعد أيام قليلة من لقاء بينهما في إسطنبول، لم يتطرق فيه السراج إلى هذا الموضوع. وعقب تصريحات إردوغان الغاضبة زار السراج تركيا مرة أخرى، وبدا من خلال التصريحات الصادرة من أنقرة أنه سيتراجع عن قراره.
وقالت المصادر التركية إنه «خلال اللقاء الأخير الذي جرى بين إردوغان والسراج، شدد الرئيس التركي على ضرورة العدول عن قرار الاستقالة، وأكد له أن الشعب الليبي بحاجة لخدماته في هذه الفترة»؛ مضيفة أن إردوغان أبلغ السراج بأن قرار الاستقالة الذي اتخذه «ليس صائباً، وهذا القرار سيساهم في تغيير الموازين» لصالح من سماهم «الجهات المعادية للشعب الليبي»؛ لافتة إلى أن إردوغان والسراج تناولا أيضاً سبل تعزيز التعاون، إلى جانب كيفية مساهمة الشركات التركية في إعادة إعمار ليبيا.
في السياق ذاته، أكدت مصادر تركية أن الجيش التركي سيواصل الوجود في ليبيا، ما دامت حكومة الوفاق تريد ذلك.
وكانت اللجنة العسكرية الليبية (5+5) قد اتفقت على عودة القوات لمقراتها وتبادل المحتجزين، خلال اجتماع غدامس لبحث آليات تنفيذ الوقف الدائم لإطلاق النار الذي صدر في 23 من أكتوبر الماضي. وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز، إن اللجنة العسكرية «اتفقت على تشكيل لجنة عسكرية للإشراف على عودة القوات إلى مقراتها، وسحب القوات الأجنبية من خط التماس»، دون تفاصيل.
في المقابل، قالت مصادر عسكرية لوكالة «الأناضول» التركية إن الجيش «سيواصل دعم ليبيا مستقلة وذات سيادة، تضم جميع الليبيين، وتركيا تؤيد عملية سياسية بين الليبيين، بموجب قرارات مجلس الأمن في سبيل إحلال الأمن والاستقرار في ليبيا، والحفاظ على وحدة أراضيها»، مرحبة بأي خطوات ملموسة في هذا الصدد.
وأضافت المصادر أن حكومة «الوفاق» هي الحكومة الشرعية في ليبيا، مؤكدة أن تركيا ستستمر في تقديم الدعم في مجالات التعليم والصحة والمساعدات الإنسانية والاستشارات العسكرية، وذلك في إطار التزامها بمذكرة التفاهم للتعاون الأمني والعسكري، الموقعة مع حكومة «الوفاق» في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.