ليبيا تواجه «كوفيد ـ 19» بالتوسع في إجراء التحاليل

مطالبات بالكف عن تجمع المواطنين في الأفراح والمآتم

مؤتمر صحافي للجنة الاستشارية العليا لمكافحة «كورونا» غرب ليبيا (وزارة الصحة بحكومة الوفاق)
مؤتمر صحافي للجنة الاستشارية العليا لمكافحة «كورونا» غرب ليبيا (وزارة الصحة بحكومة الوفاق)
TT

ليبيا تواجه «كوفيد ـ 19» بالتوسع في إجراء التحاليل

مؤتمر صحافي للجنة الاستشارية العليا لمكافحة «كورونا» غرب ليبيا (وزارة الصحة بحكومة الوفاق)
مؤتمر صحافي للجنة الاستشارية العليا لمكافحة «كورونا» غرب ليبيا (وزارة الصحة بحكومة الوفاق)

أبدت السلطات الطبية في ليبيا تخوفها من تغول فيروس «كوفيد - 19» بين المدن والبلدان أكثر من ذلك، وقالت إن الوضع الآن «حرج بسبب استمرار تجاوزات المواطنين، وتجاهلهم للإجراءات الاحترازية»، في وقت أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض أمس، عن تسجيل 1004 حالات إيجابية جديدة.
وتحدث الدكتور خليفة البكوش رئيس اللجنة الاستشارية العليا لمكافحة فيروس «كورونا» بغرب ليبيا، عن الحالة الوبائية بالبلاد، وقال في مؤتمر صحافي بمقر حكومة «الوفاق» بالعاصمة طرابلس، مساء أول من أمس، إنه «رغم التحسن الطفيف في مجريات الوضع الوبائي فإن ليبيا لا تزال في المرحلة الرابعة من انتشار الفيروس»، وعزا ذلك إلى أسباب عدة من بينها «إصرار المواطنين على الاختلاط، مع إعادة تشغيل قاعات المناسبات الاجتماعية ومراكز الدورات التعليمية والصالات الرياضية والمقاهي رغم عدم إعطائهم الإذن باستئناف العمل بها».
وفيما حذر البكوش من الموجة الثانية للوباء، على خلفية تصاعد مؤشرات الإصابات في العالم، قال إن الفرق الطبية تعمل حالياً للوصول إلى عشرة آلاف تحليل في اليوم بعد وصول التحليل السريع وهو لا يختلف كثيرا عن تحليل (pcr)، لافتاً إلى أن فرق الرصد والمعامل والتحليلات والجهوزية بمراكز العزل تعتبر جيدة، بعدما أجرت 336 ألف تحليل حتى الآن بمعدل 48 ألف تحليل لكل مليون، وهو عدد جيد مقارنة بدول الجوار.
ونوه البكوش إلى أن عدم وجود علاج حتى الآن لفيروس كورونا يستدعي الشعور بالمسؤولية والمحافظة، منوهاً إلى أنه «تم التوصل مع السلطات في البلاد لمعاملة الأطباء والممرضين الذين توفوا أثناء أداء عملهم (كشهداء واجب)، وحالياً نحن بصدد إحصائهم». كما طالب الدكتور حسين محمد بن عُثمان مدير عام المركز الوطني لمكافحة الأمراض المكلف، المواطنين خلال المؤتمر الصحافي بضرورة التزام بالنصائح والإرشادات الصادرة من قبل المركز واللجنة العلمية الاستشارية من تباعد اجتماعي ولبس الكمامة والمداومة على غسل اليدين والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، مع تجنب حضور المناسبات الاجتماعية مثل الأفراح والمآتم.
ونوه الدكتور محمد فرج الفقيه المنسق الوطني للرصد بالمركز إلى أن ارتفاع مؤشر الإصابة بالفيروس يرجع إلى امتناع غالبية المواطنين عن ارتداء الكمامة في الأماكن العامة، ورأى أن ذلك «ينذر بخطورة الوضع وازدياد حالات الإصابة».
وقال المركز الوطني أمس، إنه تسلم 4368 عينة، وتبين إيجابية 1004 حالات بالفيروس، بينها 759 إصابة جديدة، و247 لمخالطين، ليرتفع بذلك إجمالي الإصابات إلى 66444 حالة تعافى منهم 38624، بينما توفي 915 حالة.
في السياق ذاته، اجتمعت اللجنة العليا لمكافحة «كورونا» في شرق البلاد، برئاسة الفريق عبد الرازق الناظوري، مساء أول من أمس، مع الفريق الطبي الجديد للجنة الاستشارية العليا، وتم التأكيد على ضرورة تواصل اللجنة مع العالم الخارجي في كل ما يتعلق بمكافحة جائحة «كورونا»، كما تم مناقشة العمل على توحيد بروتوكول التشخيص وبروتوكول العلاج فيما يخص الجائحة في جميع مراكز الحجر الصحي.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.