أديس أبابا ترفض وقف «الحرب» ضد إقليم تيغراي

إثيوبيون في أحد شوارع أديس أبابا أمس (أ.ب)
إثيوبيون في أحد شوارع أديس أبابا أمس (أ.ب)
TT

أديس أبابا ترفض وقف «الحرب» ضد إقليم تيغراي

إثيوبيون في أحد شوارع أديس أبابا أمس (أ.ب)
إثيوبيون في أحد شوارع أديس أبابا أمس (أ.ب)

قال نائب رئيس أركان الجيش الإثيوبي إن الحكومة المركزية «في حرب» على سلطات إقليم تيغراي، شمال البلاد، حيث أطلقت أديس أبابا عملية عسكرية أول من أمس.
وأضاف برهان جولا خلال مؤتمر صحافي في العاصمة أمس: «دخل بلدنا في حرب لم يتوقعها. هذه الحرب مخزية، إنها عبثية. الحرب لن تأتي إلى الوسط (حيث أديس أبابا) بل ستنتهي هناك» في الشمال.
وبدد الحشد الإثيوبي للحرب، أمس، آمال المجتمع الدولي في تجنب صراع بين حكومة رئيس الوزراء أبي أحمد والفصيل العرقي القوي الذي قاد الائتلاف الحاكم لعقود. وقال الجنرال جولا إنه يجري حشد القوات من أنحاء البلاد لإرسالها إلى تيغراي.
وجاء الإعلان في أعقاب اشتباكات وقعت، الأربعاء، بين القوات الحكومية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بعد أن أمر رئيس الوزراء بالانتقام لما وصفته الحكومة بأنه هجوم للجبهة على قواتها.
وقال رئيس إقليم تيغراي دبرصيون غبراميكائيل إن قواته أحبطت خطة للقوات الاتحادية لاستخدام المدفعية والأسلحة المخزنة هناك لمهاجمة الإقليم. وأضاف عبر تلفزيون الإقليم: «سنستخدم المدفعية للدفاع عن تيغراي. سنستخدمها لصد أي هجوم من أي اتجاه».
وكشف مصدر إغاثي لوكالة «رويترز» أن دوي القصف وإطلاق النار تردد في الإقليم منذ الساعات الأولى من صباح أمس، وأن نحو 24 جندياً يتلقون العلاج في مركز طبي قرب الحدود مع إقليم أمهرة. ولم يكشف المصدر إلى أي طرف في الصراع ينتمي الجنود. وقال: «عند الساعة 5:20 صباحاً، بدأنا نسمع قصفاً عنيفاً. لم يتوقف سوى ساعة منذ ذلك الحين، لكن عند الساعة الثانية مساء، كان لا يزال بالإمكان سماع دوي إطلاق النار والتفجير والقصف». وأضاف: «أُصيب حتى الآن نحو 24. جميعهم عسكريون، وعولجوا في مركز طبي قريب من حدود تيغراي مع أمهرة».
وتخشى دول المنطقة من أن تتصاعد الأزمة إلى حرب شاملة في ظل حكم أبي الذي نال جائزة نوبل للسلام عام 2019 لإنهائه صراعاً دام عقوداً مع إريتريا، لكنه يواجه تفجر اضطرابات عرقية. وتصاعد التوتر في سبتمبر (أيلول) الماضي عندما أجرى الإقليم انتخابات في تحدٍ للحكومة الاتحادية التي وصفت التصويت بأنه «غير قانوني». وقالت مصادر إن جهوداً تُبذل خلف الكواليس لتشجع الطرفين على الدخول في محادثات بضغط من الاتحاد الأفريقي. لكن المبادرة قوبلت بمقاومة من السلطات في أديس أبابا التي تصر على ضرورة القضاء على التهديد الذي تمثله «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي».
وقال مصدر دبلوماسي لم يرغب في ذكر اسمه: «الإثيوبيون يقولون إنها مسألة داخلية وسيتعاملون معها. يقولون إنها (الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي) عنصر مارق داخل حدودهم وإن الأمر (التصدي لها) يتعلق بسيادة القانون».
وأشار دبلوماسي إلى أن العشرات من أفراد القوات الاتحادية قُتلوا خلال اليوم الأول للقتال، مضيفا أن إجمالي عدد القتلى قد يكون أعلى، ولم ترد أي أنباء بخصوص قتلى «الجبهة الشعبية». وقطعت الحكومة كل خطوط الهاتف والإنترنت في المنطقة.



توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
TT

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)

قال دبلوماسيون أميركيون وروس، يوم الاثنين، إن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعملون على إعداد بيان بشأن سوريا في الأيام المقبلة، وذلك بعد اجتماع مغلق بشأن سيطرة قوات المعارضة على العاصمة دمشق والإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين بعد اجتماع المجلس المؤلف من 15 عضوا "أعتقد أن المجلس كان متحدا إلى حد ما بشأن الحاجة إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها، وضمان حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين". وأكد نائب السفير الأميركي روبرت وود أن أغلب الأعضاء تحدثوا عن هذه القضايا، وقال للصحفيين إن المجلس سيعمل على إصدار بيان. وتتولى الولايات المتحدة رئاسة المجلس في ديسمبر (كانون الأول). وقال وود "إنها لحظة لا تصدق بالنسبة للشعب السوري. والآن نركز حقا على محاولة معرفة إلى أين يتجه الوضع. هل يمكن أن تكون هناك سلطة حاكمة في سوريا تحترم حقوق وكرامة الشعب السوري؟"

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك للصحفيين خارج المجلس إن بعثته وكل السفارات السورية في الخارج تلقت تعليمات بمواصلة القيام بعملها والحفاظ على مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية. وقال "نحن الآن ننتظر الحكومة الجديدة ولكن في الوقت نفسه نواصل العمل مع الحكومة الحالية والقيادة الحالية"، مضيفا أن وزير الخارجية السوري بسام صباغ - المعين من قبل الأسد - لا يزال في دمشق. وقال للصحفيين خارج المجلس "نحن مع الشعب السوري. وسنواصل الدفاع عن الشعب السوري والعمل من أجله. لذلك سنواصل عملنا حتى إشعار آخر". وأضاف "السوريون يتطلعون إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية، وسوف نتكاتف في سبيل إعادة بناء بلدنا، وإعادة بناء ما دمر، وبناء المستقبل، مستقبل سوريا الأفضل".

وتحدث نيبينزيا وود عن مدى عدم توقع الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع في سوريا. وقال نيبينزيا "لقد فوجئ الجميع، بما في ذلك أعضاء المجلس. لذلك يتعين علينا أن ننتظر ونرى ونراقب ... ونقيم كيف سيتطور الوضع". ووفرت روسيا الحماية الدبلوماسية لحليفها الأسد خلال الحرب، واستخدمت حق النقض أكثر من 12 مرة في مجلس الأمن، وفي العديد من المناسبات بدعم من الصين. واجتمع المجلس عدة مرات شهريا طوال الحرب لمناقشة الوضع السياسي والإنساني في سوريا والأسلحة الكيميائية.

وقال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ بعد اجتماع المجلس "الوضع يحتاج إلى الاستقرار ويجب أن تكون هناك عملية سياسية شاملة، كما يجب ألا يكون هناك عودة للقوى الإرهابية". وبدأت هيئة تحرير الشام الهجوم الذي أطاح بالأسد. وكانت تُعرف سابقا باسم جبهة النصرة التي كانت الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا حتى قطعت صلتها به في عام 2016. وتخضع الجماعة لعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال دبلوماسيون إنه لم تحدث أي نقاشات بشأن رفع هيئة تحرير الشام من قائمة العقوبات.