تشديد أمني مع انطلاق المرحلة الثانية لانتخابات «النواب» المصري غداً

استعدادات «الداخلية المصرية» لتأمين المرحلة الثانية لانتخابات «النواب» (من صفحة الوزارة)
استعدادات «الداخلية المصرية» لتأمين المرحلة الثانية لانتخابات «النواب» (من صفحة الوزارة)
TT

تشديد أمني مع انطلاق المرحلة الثانية لانتخابات «النواب» المصري غداً

استعدادات «الداخلية المصرية» لتأمين المرحلة الثانية لانتخابات «النواب» (من صفحة الوزارة)
استعدادات «الداخلية المصرية» لتأمين المرحلة الثانية لانتخابات «النواب» (من صفحة الوزارة)

شهدت مصر، أمس، إجراءات أمنية مشددة، تزامنا مع انطلاق المرحلة الثانية لانتخابات «مجلس النواب» (الغرفة الأولى للبرلمان)، غدا (السبت)، ولمدة يومين، وبينما «أنهت السلطات الأمنية والمحلية استعداداتها لتأمين الانتخابات»، أعلنت «الهيئة الوطنية للانتخابات» بمصر أمس «الانتهاء من طباعة بطاقات إبداء الرأي بالنظامين (الفردي) و(القائمة) وكشوف الناخبين ومحاضر الاقتراع والفرز وأوراق العملية الانتخابية»، مشيرة إلى أنها «عاينت المقار الانتخابية لتتأكد من السلامة الإنشائية والفنية لها، حيث بلغ عدد اللجان الفرعية 90468 لجنة».
وتشمل المرحلة الثانية من الانتخابات 13 محافظة هي «القاهرة، والقليوبية، والدقهلية، والمنوفية، والغربية، وكفر الشيخ، والشرقية، ودمياط، وبورسعيد، والإسماعيلية، والسويس، وشمال سيناء، وجنوب سيناء».
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان على صفحتها الرسمية أمس، إنها «اعتمدت خطة أمنية شاملة لتأمين المواطنين أثناء إدلائهم بأصواتهم خلال العملية الانتخابية، وذلك من خلال الانتشار الأمنى المكثف بمحيط اللجان وكافة الطرق والمحاور المؤدية لها، وتسيير أقوال أمنية وخدمات مرورية لتسيير الحركة المرورية بتلك الطرق لتسهيل وصول الناخبين إلى اللجان الانتخابية»، مضيفة «تمتد خطة التأمين لحماية المنشآت المهمة والحيوية وإحكام الرقابة من خلال عدد من الدوائر الأمنية ودعم الخدمات الأمنية بالمنطقة المحيطة بها، والدفع بقوات التدخل والانتشار السريع للتعامل الفوري مع كافة المواقف الطارئة للحفاظ على الأمن والنظام». وأكدت «الداخلية» أمس «مواصلة الجهود واستنفار كافة الطاقات للحفاظ على أمن المواطنين، وثقتها في وعي المواطنين بالجهود التي يبذلها رجال الشرطة، لتوفير مناخ آمن لسير العملية الانتخابية»، مهيبة بالجميع «الالتزام بتعليمات الأمن والتعاون مع قوات الشرطة لتنفيذ خطط التأمين بكل دقة وإتقان».
من جهته، أشار اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، إلى أنه «تم رفع حالة الاستعداد القصوى للأجهزة التنفيذية كافة، والأحياء والمراكز والمدن والوحدات المحلية بمحافظات المرحلة الثانية من الاقتراع، وفتح غرف العمليات للمتابعة على مدار الساعة»، موجها المحافظين بـ«استمرار المرور الدوري على مدار يومي التصويت لمتابعة سير عملية التصويت.
وتقديم التيسيرات كافة للمواطنين، وحل أي مشكلات أو معوقات على الفور، والتأكد من تنفيذ الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس (كورونا المستجد)»، مشددا على «الالتزام بالحيادية والشفافية والوقوف على مسافة واحدة في التعامل مع جميع المرشحين».
وأعلن المستشار لاشين إبراهيم، نائب رئيس محكمة النقض، رئيس «الهيئة الوطنية للانتخابات» عن «انتهاء الهيئة من استعداداتها النهائية وكافة التجهيزات الفنية والدعم اللوجستي، لإتمام عملية التصويت بالمرحلة الثانية»، مشددا على أنه «لن يسمح لأي شخص الدخول إلى اللجان الفرعية من دون كمامة، مع توفير كمامات مجانية أمام مراكز الاقتراع لمن لا يحملها من الناخبين، فضلا عن مراقبة مدى الالتزام بمسافات التباعد الاجتماعي، والتأكيد على تعقيم اللجان قبل وبعد التصويت خلال يومي التصويت». في السياق ذاته، واصل المصريون في الخارج، أمس، التصويت في الانتخابات عبر البريد السريع، تماشيا مع الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار «كورونا المستجد».
وقال رئيس «الوطنية للانتخابات»، إن «البعثات الدبلوماسية المصرية في 124 دولة أجنبية، واصلت أمس لليوم الثاني على التوالي، استقبال خطابات المصريين بالخارج المتضمنة بطاقات الاقتراع التي أدلوا فيها بأصواتهم وإقرار التصويت وباقي الأوراق المطلوبة، والتي تستمر حتى الساعة التاسعة من مساء اليوم (الجمعة) بتوقيت كل دولة». ووفق تقديرات رسمية، فإن «عدد المصريين في الخارج يقدر بنحو 9 ملايين، 65 في المائة منهم في المنطقة العربية، و13.2 في المائة في أوروبا، و16.7 في المائة في دول الأميركتين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.