قادة ومسؤولون يجبرهم «كورونا» على الحجر

رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين يبدأ عزلاً ذاتياً (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين يبدأ عزلاً ذاتياً (إ.ب.أ)
TT

قادة ومسؤولون يجبرهم «كورونا» على الحجر

رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين يبدأ عزلاً ذاتياً (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين يبدأ عزلاً ذاتياً (إ.ب.أ)

لا يخلو يوم من إعلان إصابة مسؤول أو سياسي في بلد من بلاد العالم بفيروس كورونا، ونقله إلى المستشفى في بلده أو خارجها للعلاج، أو خضوعه لعزل ذاتي.
وأمس (الخميس) بدأ رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين عزلا ذاتيا بعدما تعرض لمصاب محتمل بفيروس كورونا المسبب لكوفيد19 وقال لوفين في منشور على فيسبوك إن «شخصا في محيطه كان قد خالط شخصا آخر أصيب بكوفيد.19».
وكان لوفين وزوجته أولا قد اختارا الآن أن يعزلا نفسيهما بناء على نصيحة من الطبيب.
وقال لوفين: «هذا هو أكثر تصرف مسؤول يقوم به المرء في مثل هذا الموقف».
-ألمانيا
وفي ألمانيا أعلنت إصابة وزير الخارجية هايكو ماس بفيروس كورونا. إلا أن متحدثاً باسم الحكومة قال أمس إن «مجلس الوزراء الاتحادي يجتمع تحت قواعد نظافة ورعاية صحية وقواعد التباعد الجسدي. إدخال مشاركين آخرين في حجر صحي ليس ضروريا».
وشارك ماس أول من أمس (الأربعاء) في اجتماع مجلس الوزراء، ولم يعلم بإيجابية اختبار ذلك الشخص إلا بعد الاجتماع عندما دخل في حجر صحي للمرة الثانية في غضون أسابيع قليلة.
وكان وزير الصحة الألماني ينس شبان أعلن أنه، ومثل الكثير من مصابي فيروس كورونا المستجد، لا يعرف مصدر عدواه. وقال الثلاثاء: «سأكون واحدا من هؤلاء الـ75 في المائة الذين لا يستطيعون أن يقولوا أين حدث هذا».
وقبل ذلك أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب - كارنباور أنها قيد الحجر المنزلي حاليا عقب مخالطتها شخص ثبتت إصابته بفيروس كورونا المستجد.
وبحسب بيان لوزارة الدفاع، جاءت نتيجة الاختبار الأول الذي خضعت له كرامب - كارنباور، التي تتزعم أيضا الحزب المسيحي الديمقراطي المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل، سلبية.
وفي ألمانيا أيضاً، يعالج الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي أعلنت إصابته الماضي ونقله إلى ألمانيا.
وقال بيان للرئاسة الجزائرية الثلاثاء الماضي: «يُواصل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون تلقيه العلاج بأحد المستشفيات الألمانية المتخصصة، عقب إصابته بفيروس كوفيد - 19 المستجد». وتابع البيان «يُطمئن الطاقم الطبي بأن السيد الرئيس يستجيب للعلاج وحالته الصحية في تحسن تدريجي وفق ما يقتضيه البروتوكول الصحي».
- المجر
وفي المجر، أثبتت فحوص إصابة وزير الخارجية بيتر سيارتو بكوفيد - 19 في تايلاند حيث وضع تحت المراقبة في العاصمة بانكوك، كما ذكرت مصادر رسمية أول من أمس (الأربعاء) بعد يوم من اجتماع عقده مع رئيس الوزراء الكمبودي هون سين. ويفترض أن يخضع هون سين لفحص ويوضع في الحجر.
ووصل الوزير المجري (42 عاما) من بنوم بنه الثلاثاء إلى بانكوك في زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا كان يفترض أن يوقع خلالها اتفاقات عدة ويعيد فتح السفارة المغلقة منذ 25 عاما.
- الدنمارك
وتقرر أن تخضع رئيسة وزراء الدنمارك ميت فريديركسن والعديد من أعضاء حكومتها البارزين، للعزل الذاتي، وفحوص الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، وفقا لما ذكره مكتب فريديركسن أول من أمس (الأربعاء)، في أعقاب تأكيد بأن وزير العدل أصيب بالفيروس.
وكانت الفحوص أظهرت إصابة وزير العدل الدنماركي، نيك هيكروب، بكورونا، ليضاف اسمه بذلك إلى مجموعة من نواب البرلمان في البلاد، الذين أصيبوا بالمرض في الأيام الأخيرة، طبقا لما ذكرته وكالة «بلومبرغ».
- بطريرك صربيا
وفي صربيا، نقل البطريرك إيريني، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الصربية، إلى المستشفى بعد أن أظهرت الفحوص إصابته بفيروس كورونا، بحسب ما أعلنت الكنيسة في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء.
وقالت الكنيسة في بيان نُشر على موقعها على الإنترنت: «خضع البطريرك إيريني لفحوصات روتينية... جاءت نتيجتها إيجابية، لكنه لم تظهر عليه أعراض ويشعر بأنه بحالة جيدة بشكل عام». وأضافت دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل أنه «تم نقله إلى مستشفى لعلاج حالات كورونا في بلغراد».
وحضر إيريني 90 عاما جنازة ضخمة أقيمت لرئيس الكنيسة الأرثوذكسية الصربية في مونتنيغرو، متروبوليت أمفيلوهي، الذي توفي بعد إصابته بكورونا.
وفي الجنازة، التي أقيمت في العطلة الأسبوعية الماضية، تجمع آلاف الأشخاص معا، ولم يكن الكثير منهم يرتدي الكمامة. وحضر الجنازة أيضا العديد من المسؤولين المنتمين إلى حكومة مونتنيغرو (الجبل الأسود) القادمة، بمن فيهم رئيس الوزراء المعين زدرافكو كريفوكابيتش، ولم يتبعوا أيضا القواعد الصحية.
وفي الوقت نفسه، أصيب الأسقف الذي من المتوقع أن يخلف أمفيلوهي في رئاسة الكنيسة في مونتنيغرو بفيروس كورونا أيضا وتم نقله إلى المستشفى مصابا بالالتهاب الرئوي.
- مدير «الصحة العالمية»
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أعلن مساء الأحد الماضي أنه وضع نفسه في الحجر الصحي بعد مخالطته شخصاً ثبُتت إصابته بكوفيد - 19. لكنه أوضح أنه لا يشعر بأي أعراض.
وكتب تيدروس أدهانوم غيبريسوس على تويتر أنه تم تحديد مخالطته لشخص أظهرَ نتيجة إيجابية لفحص كوفيد - 19. وقال تيدروس «أنا بخير ولم تظهر (علي) أي أعراض. لكن سأعزل نفسي خلال الأيام المقبلة، تماشيا مع بروتوكولات منظمة الصحة العالمية، وسأعمل من المنزل».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».