قذائف حوثية تصيب أطفالاً في تعز... والجيش يعزز تقدمه في الجوف

معين عبد الملك يناقش مع السفير الأميركي «الشراكة» لمواجهة إيران

معين عبد الملك لدى لقائه السفير الأميركي لدى اليمن في الرياض أمس (سبأ)
معين عبد الملك لدى لقائه السفير الأميركي لدى اليمن في الرياض أمس (سبأ)
TT

قذائف حوثية تصيب أطفالاً في تعز... والجيش يعزز تقدمه في الجوف

معين عبد الملك لدى لقائه السفير الأميركي لدى اليمن في الرياض أمس (سبأ)
معين عبد الملك لدى لقائه السفير الأميركي لدى اليمن في الرياض أمس (سبأ)

ذكرت مصادر يمنية، أمس (الأربعاء)، أن قذائف الميليشيات الحوثية تسببت في إصابة 5 أطفال على الأقل في مدينة تعز، وذلك بالتزامن مع المعارك التي تجددت مع الجيش الوطني شمال المدينة وشرقها.
وفيما أكدت مصادر ميدانية أن الجيش عزز تقدمه شرق مدينة الحزم في محافظة الجوف، أفادت المصادر الرسمية بأن رئيس الحكومة المكلف معين عبد الملك ناقش مع السفير الأميركي لدى اليمن خلال لقائه بالأخير في الرياض عدداً من الملفات، من بينها «الشراكة» مع واشنطن لمواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة.
في هذا السياق، أفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني بأن قصف الميليشيات تواصل أمس على التجمعات السكنية في تعز، مخلفاً 5 جرحى من الأطفال؛ حيث كثفت الجماعة هجماتها من مواقع تمركزها شمال المدينة.
من جهتها، نددت منظمة «أطباء بلا حدود» بالقصف الحوثي الذي قالت إنه تواصل في تعز، داعية في تغريدتين على «تويتر» «جميع المجموعات المسلحة لتلتزم بالقانون الإنساني الدولي، وأن تتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لتجنب إصابة المدنيين».
وأوضحت المنظمة أن القصف أصاب 3 أطفال دون سن العاشرة عولجوا في مستشفى الثورة المدعوم منها، بينهم طفلة عمرها 6 أعوام، مشيرة إلى أن عدد الجرحى قد يكون أكبر من ذلك.
في سياق ميداني متصل، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، مسنودة بمقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن، من تحرير وتأمين مواقع مهمة شمال معسكر الخنجر الاستراتيجي، شرق مدينة الحزم بمحافظة الجوف.
ونقل الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر نت) عن قائد المحور الشمالي، قائد اللواء الأول، حرس الحدود، العميد هيكل حنتف قوله: «إن قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة تمكنت من تحرير وتأمين مواقع خليف الأوعال، وشعب الدشيوان، وشعب الدقيقة، ذات الأهمية الاستراتيجية، شمال معسكر الخنجر، بعد معارك شرسة مع الميليشيات الحوثية المتمردة، المدعومة من إيران».
وأوضح العميد حنتف أن المعارك العسكرية والضربات الجوية أسفرت عن مصرع العشرات من عناصر الميليشيا المتمردة، وجرح آخرين، فيما تم إعطاب وتدمير عربات وآليات ومعدات قتالية تابعة للميليشيات.
ويواصل الجيش اليمني، والمقاومة الشعبية، مسنوداً بمقاتلات تحالف دعم الشرعية، تقدمه في محاور محافظة الجوف، وسط هزائم وخسائر كبيرة للميليشيات الحوثية في عتادها والأرواح. وفق ما ذكره موقع الجيش.
في غضون ذلك، أفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة بأن الأخيرة تمكنت أمس (الأربعاء) من كسر هجوم حاولت من خلاله الميليشيات الحوثية التقدم إلى المواقع المطلة على حيس، جنوب الحديدة.
وذكرت المصادر العسكرية أن القوات المشتركة خاضت مواجهات عنيفة، ضد الميليشيات الحوثية، وأجبرتها على الفرار إلى مواقعها السابقة، في حين قامت عناصر الجماعة بالقصف بالدبابات من مواقع تمركزهم في الشمال الغربي لمديرية حيس، مستهدفة المناطق والأحياء السكنية.
وفي مديرية التحيتا، جنوب الحديدة نفسها، أفاد الإعلام العسكري بأن الميليشيات استهدفت مناطق متفرقة في المديرية بالقذائف المدفعية، وذلك في إطار خروقها للهدنة الأممية.
وأوضحت مصادر الإعلام العسكري أن القصف المدفعي الحوثي تزامن مع استهداف بالأسلحة الرشاشة المتوسطة مختلفة العيارات لمنازل المواطنين بشكل مباشر.
سياسياً، قالت المصادر الرسمية إن رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، ناقش مع سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن كريستوفر هينزل، العلاقات الثنائية بين البلدين، والأوضاع والمستجدات على الساحة الوطنية، ومنها ما يتصل بالخطوات النهائية الجارية لتطبيق آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض بجميع جوانبه، واستكمال تشكيل الحكومة الجديدة.
وتطرق اللقاء - بحسب وكالة «سبأ» - إلى التحركات الأممية والدعم الدولي المقدم لتحريك العملية السياسية، والدور المتوقع من المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن في الضغط على ميليشيا الحوثي الانقلابية للرضوخ للحل السياسي وفق المرجعيات الثلاث المتوافق عليها.
وذكرت الوكالة نفسها أن الاجتماع «ناقش الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مواجهة التدخلات الإيرانية في اليمن والمنطقة ومحاربة التطرف والإرهاب، إضافة إلى أولويات الحكومة الجديدة في تحسين الأوضاع الاقتصادية والخدمية والإنسانية وضرورة حشد الجهود الدولية لدعمها في القيام بمهامها وتنفيذ البرامج والمشروعات ذات الأولوية لتخفيف معاناة الشعب اليمني».
وفي حين أكد عبد الملك حرص الحكومة على التعاطي الإيجابي مع كل التحركات الأممية والدولية لإحلال السلام وما قدمته من تنازلات من أجل ذلك، استعرض مع السفير الأميركي «الخطوات النهائية الجارية لاستكمال تشكيل الحكومة الجديدة والتوافقات بين القوى والمكونات السياسية على الخطوط العريضة لبرنامج عملها، وكذا ما يجري في تنفيذ الشق العسكري والأمني من آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.