الداخلية المغربية: إنجاح الانتخابات المقبلة سيكون تحدّياً للأحزاب

الوزير لفتيت اعتبرها منفذاً لإفراز مؤسسات قادرة على تحقيق الأهداف

وزير داخلية المغرب
وزير داخلية المغرب
TT

الداخلية المغربية: إنجاح الانتخابات المقبلة سيكون تحدّياً للأحزاب

وزير داخلية المغرب
وزير داخلية المغرب

قال وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت إن إنجاح المحطات الانتخابية المقبلة «يشكل تحديا كبيرا لوزارة الداخلية وللأحزاب السياسية، ولجميع المعنيين بالعملية الانتخابية»، لأن هذه الانتخابات، تشكل، حسب قوله، «المنفذ الأساسي لإفراز المؤسسات القادرة على تحقيق الأهداف المسطرة».
وذكر لفتيت خلال تقديمه لمشروع ميزانية وزارة الداخلية لسنة2021 أمام لجنة الداخلية بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، أمس، أن وزارته تسعى لإنجاح الانتخابات المقبلة الوطنية والجهوية والمحلية والمهنية «لتمر في أحسن الظروف»، ولهذا بادرت الوزارة إلى عقد عدة لقاءات «لتسهيل التشاور، وتقريب وجهات نظر الفاعلين السياسيين بشأن المنظومة الانتخابية»، وفق «مقاربة تشاركية».
واعتبر الوزير المغربي أن هذه المرحلة «تعد تتويجا لمسار سياسي ومؤسساتي أرسى معالمه العاهل المغربي الملك محمد السادس».
وستكون انتخابات 2021 أول انتخابات تتزامن فيها الانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية في سنة واحدة، نظرا لانتهاء ولاية البرلمان بغرفتيه (النواب والمستشارين)، وأيضا لانتهاء ولاية المجالس المحلية المنتخبة. وينتظر أن تجري كل هذه المحطات الانتخابية في يوم واحد، حسب ما طالبت به معظم الأحزاب السياسية.
وبخصوص الوضع الوبائي في ظل جائحة كورونا المستجد، قال وزير الداخلية إن سياسة الوزارة لمواجهة هذا التحدي الصحي «اتسمت بالتوفيق بين متطلبات الوضع الصحي، والحفاظ على صحة المواطنين من جهة، ومتطلبات الدورة الاقتصادية، والسعي لعودة الحياة الطبيعية بشكل سلس من جهة ثانية»، مشيرا إلى أنه جرى الاشتغال أيضا على إرساء «خطة عمل مندمجة تحسيسية وقائية، دون إغفال الجانب الزجري»، بهدف فرض احترام حالة الطوارئ الصحية، وذلك لضمان عدم انتشار الفيروس بشكل خارج عن السيطرة.
كما أوضح الوزير المغربي أنه رغم صعوبة التحديات وشراسة الفيروس، فإن المغرب «قادر على تخطي هذا الوضع، وجعل الوضع الصحي فرصة لإقلاع اقتصادي، وتعزيز التماسك الاجتماعي».
أما بخصوص دور الأجهزة الأمنية، فقد أوضح لفتيت أن مصالح وزارة الداخلية «لا تدخر جهدا للارتقاء بجهاز الأمن»، وذلك باعتماد مقاربة محاربة الإرهاب، وتعزيز الشعور بالأمن لدى المواطنين ومحاربة الهجرة السرية، وكذا مواصلة «محاربة الشبكات الإجرامية لترويج المخدرات».
وبشأن سياسة الحكومة لحل مشاكل الوسط القروي، أشار الوزير لفتيت إلى رصد ما يناهز 90 مليون درهم (9 ملايين دولار) من حصة الجماعات المحلية (البلديات) من الضريبة على القيمة المضافة، منها 30 مليون درهم (3 ملايين دولار) لفائدة المشاريع التي تسهر على إنجازها الجماعات الترابية، و56 مليون درهم (5.6 مليون دولار) تخص مشاريع تزويد مجموعة من المدن بالماء الصالح للشرب. مشيرا إلى أنه «استجابة لحاجة السكان في الوسط القروي للماء في ظل الجفاف، فقد تم وضع برنامج استعجالي منذ مايو (أيار) الماضي، يرتكز على تزويد السكان بواسطة الشاحنات الصهريجية والخزانات البلاستيكية».
واستهدف البرنامج 2.4 مليون نسمة من سكان القرى في 7500 تجمع قروي، بكلفة قدرها 240 مليون درهم (24 مليون دولار)، إلى حدود متم أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.