قد تكون للولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، أو الولاية الأولى لإدارة منافسه الديمقراطي جو بايدن، اختلافات جذرية في تطوير صناعة الطيران، ليس فقط في الولايات المتحدة؛ ولكن على مستوى العالم أيضاً، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
من المعروف أن ترمب هو الرئيس الوحيد الذي امتلك شركة طيران «ترمب شاتل»، والتي ربطت بوسطن لوغان ونيويورك لاغوارديا ومطار رونالد ريغان في واشنطن العاصمة من 1989 إلى 1992.
وقد تكون لمحاولات جو بايدن جعل الولايات المتحدة أكثر خضاراً، آثار على صناعة الطيران.
ولم يركز أي منهما على النقل خلال حملتيهما، ففي خضم جائحة «كوفيد19»، هناك أشياء أكبر يجب التركيز عليها. ولكن مع تأثر صناعة السفر بسبب فيروس «كورونا»، يمكن أن تحدد الاستجابة الرئاسية ما إذا كانت الصناعة ستنتعش أم ستدمر بشكل لا يمكن إصلاحه.
وقالت توري إيمرسون بارنز، نائبة الرئيس التنفيذي للشؤون العامة والسياسة في «جمعية السفر الأميركية»: «أحد أهم الأشياء في صناعة السفر هو تأثيرها الضخم على الاقتصاد». وتابعت: «إنه ليس ملموساً تماماً، ولكن أي إدارة جديدة أو متجددة تحتاج إلى إعطاء الأولوية لها، لأنها الصناعة الأكثر تضرراً. لقد عانت صناعة السفر بنحو 40 في المائة من فقدان الوظائف على الصعيد الوطني. وفقد نحو 4 ملايين وظيفة سفر في الولايات المتحدة منذ الوباء، وإذا لم نحصل على حزمة إغاثة بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، فسنخسر مليون وظيفة أخرى. نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراء سريع».
* ماذا يقول المرشحان؟
وصل ترمب إلى السلطة في عام 2016 بتذكرة واعدة بإدخال تحسينات على البنية التحتية، بعد أن أطلق على بعض مطارات البلاد ونظام السكك الحديدية اسم «العالم الثالث» أثناء حملته الانتخابية ومرة أخرى رئيساً. ومع ذلك، لم يعلن أي خطط للسفر أو الطيران في حملته لعام 2020. ولم يستجب البيت الأبيض لطلب عبر البريد الإلكتروني للحصول على معلومات.
في غضون ذلك، يغطي بايدن الطرق والسكك الحديدية والطيران في خطته لـ«البنية التحتية». وتتطرق خطته إلى «الطاقة النظيفة» أيضاً في وسائل النقل. ومع ذلك، لا يوجد جدول زمني واضح أو توقعات للتكلفة في خططه.
وقال هنري هارتفيلدت، المؤسس المشارك لشركة أبحاث واستشارات صناعة السفر «أتموسفير ريسيرش»: «لا يوجد شيء ملموس للغاية فيما اقترحه فريق حملة بايدن... إن التحديات التي تواجه الولايات المتحدة كثيرة، وأمور الطيران ليست على رأس القائمة».
* الاستجابة للوباء
لسنوات؛ كانت صناعة الطيران الأميركية في حاجة إلى تطوير المطارات وتحسينات بالبنية التحتية، ولكن بالنسبة إلى هارتفيلدت، فإن الشيء الوحيد الذي يهم هذه الصناعة الآن هو السيطرة على الوباء.
وقال: «تعتمد هذه الصناعة على أن تكون بيئة الصحة العامة آمنة بما يكفي ليشعر الناس بالراحة تجاه السفر». وأضاف: «هل سيكون هناك توافر لاختبارات (كوفيد19) الدقيقة ذات النتائج السريعة التي ستقلل أو تلغي الحاجة إلى فرض قيود أو الحجر الصحي عند الوصول؟ هل سيشعر المسافرون بالثقة الكافية للقيام برحلة، خصوصاً رحلة دولية، إذا كانوا قلقين حول كيفية تعامل وجهتهم مع الفيروس؟».
وتابع هارتفيلدت: «إذا كان أحد الأميركيين في أوروبا يخطط للعودة إلى الولايات المتحدة للاحتفال بعيد الشكر، فهل لا يزال يرغب في القيام بهذه الرحلة الآن؟».
ويوافق بريت سنايدر، مؤسس ومؤلف مدونة صناعة الطيران «كرانكي فلير»، على هذا الرأي. وقال: «صناعة السفر تحتاج إلى شيئين؛ أولاً: تحتاج إلى السيطرة على أزمة (كوفيد19) بشكل أفضل. ثم تحتاج إلى فتح الحدود. كل ذلك يسير جنباً إلى جنب. لذلك أعتقد أن احتمالات إعادة فتح الحدود في وقت أقرب، من المرجح أن تكون أفضل مع جو بايدن».
ومع ذلك، هناك ثناء على إدارة ترمب فيما يتعلق بأموال الطوارئ التي قدمها لصناعة السفر حتى الآن.
وقال هارتفيلدت: «أريد أن أمنح فريقه الفضل في تركيزهم على خطة دعم ترتبط بالمرتبات لشركات الطيران والمطارات في جزء من قانون (كيرز)»، كما أشاد أيضاً بترمب لدعمه شركات الطيران الأميركية في خلاف «الأجواء المفتوحة» مع شركات طيران الشرق الأوسط، في عودة إلى عام 2015.
* الحدود
يرى هارتفيلدت تغييراً محتملاً آخر متعلقاً بالحدود في ظل رئاسة بايدن. وأوضح: «من غير المحتمل أن يحدث ذلك في ظل إدارة ترمب، لكن شركات الطيران الأميركية ستشبه إلى حد كبير اتفاقية (السماء المفتوحة)، (مع الصين)، حيث تمنح الحكومات شركات الطيران من كلا الجانبين حقوقاً غير محدودة للسفر بين الطرفين».
بالنسبة للركاب، قد ينتهي هذا الأمر بتخفيض الأسعار من خلال زيادة السعة، ويمكن أن يفتح طرقاً من المطارات الإقليمية إلى المدن الرئيسية في الصين. بالنسبة لشركات الطيران، فإن ذلك سيفتح سعة شحن؛ وهو أمر مهم بشكل خاص في وقت كانت فيه أعداد الركاب منخفضة بشكل تاريخي.
ويعتقد هارتفيلدت أنه «إذا كانت لدى إدارة بايدن وجهة نظر أكثر تعاوناً، فربما نرى إطاراً لاتفاقية يتم عقدها في غضون 4 سنوات». ومع ذلك، لم يكن سنايدر متأكداً من ذلك، مشيراً إلى قلق بايدن المحتمل بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في الصين.
بالطبع، لدى ترمب أيضاً قضية حدودية أكثر شهرة باسمه، فتصدّر حظره الزوار من كثير من البلدان في عام 2017 عناوين الصحف.
وقال هارتفيلدت: «لم يفعل أي شيء يكون ضاراً بالضرورة للطيران نفسه، لكن بعض سياساته جعلت السفر صعباً؛ بدءاً من حظر الأشخاص الآتين من البلدان ذات الأغلبية المسلمة، وجعل الحصول على تأشيرات دخول إلى البلاد أكثر صعوبة».
وتوافق إيمرسون بارنز على ذلك بقولها: «أعتقد، بصرف النظر عن (كوفيد19)، أن قضايا معالجة التأشيرات وقدرة الزوار على دخول الولايات المتحدة ستكون بالتأكيد أسهل في ظل إدارة بايدن».
* طيران أقل تدميراً للبيئة
منذ أن أعلن ترمب عن خطط لسحب الولايات المتحدة من «اتفاقية باريس» بشأن تغير المناخ في عام 2017 (من المقرر أن يتم الانسحاب في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2020)، فقد يكون من المفاجئ أن تهتم إدارته بجعل الطيران أكثر صداقة للبيئة.
تشير خطط بايدن إلى التكنولوجيا الخضراء في مجال الطيران في جزء من خطة لاستثمار 400 مليار دولار في أبحاث الطاقة النظيفة على مدى عقد. يتحدث عن جعل الطائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، ولكن كما يشير هارتفيلدت، «بدأت الصناعة بالفعل بذلك»؛ وإن لم يكن بوتيرة توفر اختراقات في الوقت المطلوب مع تفاقم أزمة المناخ.
لكن كلا من هارتفيلدت وسنايدر يتفقان على أن رئاسة بايدن ستركز على «تخضير» الصناعة، ولكن الأمر الخاضع للنقاش هو: كيف سيفعل ذلك؟